سالت دمائه وكست الأرض، قبل أن ترفع رأسه وتضعه في حضنها، ضمته إليها، لعله يستقي نبضات قلبه من فؤادها، لكن هيهات، دقق خطيبها النظر في عينيها للحظات وفارق الحياة، أطلقت "عبير" صرخة أسكتت ضجيج قرية طحانوب بشبين القناطر في القليوبية " عاصم حبيبي مات".

 

عبير، 23 سنة، تقول لـ "الوفد"، تربطني بـ "عاصم عماد" قصة منذ الصغر، تربينا مع بعضنا، بحكم الجيرة، وصداقته التي تجمعه بأخوتي، خجله يمنعه من النظر إلي، أسرتينا كانت تعلم بالعلاقة العاطفية التي بيننا ، منذ شهور كلل الله مشروع عشقنا بالخطوبة، كان عريسي ملاكا يمشي على الأرض.

 

بيتينا متجاورين كقلوبنا، يضمنا شارع فيه نشأنا، خططنا لإكمال بقية حياتنا بين جدرانه، يأتي عاصم إلى زيارتي فور حصوله على إجازة من خدمته العسكرية، أيام الفراق تمر كدهور من الزمن، إلى أن يأتي وتلتقي عيوننا وتحتضن قلوبنا بعضها البعض.

وتابعت خطيبة الضحية، وقت غيابه تعرضت لمضايقات على يد مجموعة من الشباب، بمعاكسات وكلمات بذيئة، كانوا يتعرضوا لي في الذهاب والعودة، لم أخبر عاصم وأخوتي، تحاملت على نفسي، خوفا علي حبيبي ورفيق دربي.

 

كتب وصيته بعينيه

 

قبل انتهاء إجازته وسفره إلى محل عمله، لاحظت تغير في تصرفات عاصم، كان يدقق النظر إلى كثيرا على غير العادة، ويهمل حديثي ويصب تركيزه في ملامح وجهي، وانهارت باكية : "عاصم كان بيملّي عينه مني.. كانت دي وصيته الأخيرة وأنا معرفتش"، وتقطعت أنفاسها من شدة البكاء، لتطلب عشيقة عريس شبين القناطر، استراحة قصيرة، تلملم فيها شتات نفسها حتى تكمل الفصل الأخير من قصة حبها التي انتهت بدمائه على ملابسها.

عاصم ضحية شبين القناطر وخطيبته الشارع فيه بنات جامدة

 

 قبل مشهد الدماء بساعة، كان يسير "عاصم عماد" 23 سنة، يعمل مدرب كمال أجسام، مع خطيبته، "عبير"، تعرض له شقيقان بمعاكسة حبيبة قلبه بألفاظ بذيئة "الشارع فيه بنات جامدة" وانهالوا عليه بوابل من السب والقذف، تحمل هجومهم غير المبرر، وانصرف حفاظًا على من وعدها بالأمان.

وأردفت من تقطعت أوصال قلبها، تركني في المنزل وذهب إلى الحلاق ليجهز نفسه، فقد انتهت إجازته وعليه أن يذهب في الصباح الباكر، تركني وقبل مغادرته تعلق بالباب ونظر في وجهي وقال "متخفيش احنا مع بعض للأبد". 

 

صرخات على بعد خطوات، أفزعت عبير لتنظر من الشرفة، وتجد الذئاب البشرية 3 أشقاء، " شوقي، ويوسف، ومحمد" الذين تعرضوا لها، قد أمسكوا بـ "عاصم"، وانهالوا عليه بالضرب ويأتي والدهم "أشرف" 55 سنة، بسلاح أبيض، ويوجه طعنة نافذة له في البطن، بجانب اللكمات المستمرة، إلى أن جاءتهم أسلحة بيضاء أخرى وسددوا له طعنة في القلب.

 

يا ريتني فديته بروحي 

لم يستغرق وقت إنهاء حياة عاصم سوى دقائق، لم أستطع التعرف عليه وسط المجزرة فقد، كست الدماء وجه، وتمنيت أن أرمي بنفسي أمام وابل الأسلحة البيضاء التي هوت على جسده، وفديته بروحي.

عاصم ضحية شبين القناطر ووالده 

كان رفيق دربي يصارع الموت، قبل أن يمزق أحد المتهمين جسد عاصم بسلاحه الأبيض، رفعت رأسه الملقى على الأرض، وناديته بكل الأسماء التي يحبها، لكن دون مجيب، أغمض عينيه، وفاضت روحه إلى برائها.

وبصوت مرتفع قال "عماد" 53 سنة، والد المجني عليه، من ذوي الهمم، المجرمين قتلوا ابني وصديقي ورجل البيت"، كان يساعدني، في نفقات البيت، أكبر أخوته، عمود البيت، طيبة قلبه وحب الناس فاقني فيهم، فأخلاقه حديث أهالي قرية طحانوب بالقليوبية.

 

وأخفض رأسه قليلا يداري دموع عينيه، وأكمل لأعرف لماذا قتلوه تعدوا عليه لفظيا، وخطفوا روحه، وختموا جريمتهم بطعنة في قلب فلذة كبدي، ونصف روحي ليفارق الحياة على بعد خطوات من مسقط رأسه.

عاصم  ضحية شبين القناطر ووالدته 

وانتقلت كاميرا الوفد إلى "رشا" 48 سنة، سيدة اتشحت ملابسها بالسواد، وظهر على وجهها ملامح الغضب، وأطلقت صرخات مدوية قطعتها نوبة بكاء هيستيرية، انتظرناها حتى تخرج ما في قلبها من لهب الفراق، لتقول قبل ساعات من استشهاده، كان يطعم أخيه الصغير، وودعنا بأحضان لأنه سيغادر في فجر اليوم المقبل، ضممته إلى صدري ودعوت له.

 

حق عريس شبين القناطر 

 

وفي الثامة مساء، سيق إلى خبر وفاة نجلي، "إلحقي عاصم بيموت" خرجت من المنزل لأجد قد ارتخ جسده ولفظ أنفاسه الأخيرة، واختلطت صرخاتها ببكاء عبير خطيبته، ودموع الأب، وبصوت واحد طالب أفراد عائلة عاصم، " عايزين حق شهيد شبين القناطر" المتهمون غدروا بيه وقتلوه. 

وتلقى اللواء نبيل سليم مدير أمن القليوبية إخطارا من العميد محمد حرب مأمور مركز شرطة شبين القناطر يفيد بورود إشارة من المستشفى بوصول "ع .ع. أ" 23 سنة جثة هامدة إثر عدة طعنات في أنحاء الجسد بقرية طحانوب، دائرة المركز.

 

جرى تشكيل فريق بحث قادة اللواء محمد السيد مدير مباحث المديرية لكشف غموض الواقعة وتوصلت التحريات إلى تعدي 3 شقاء ووالدهم  على شاب عقب معاتبتهم لمعاكسة خطيبته، فقام المتهمين بطعنة عدة طعنات بأسلحة بيضاء ما أدى إلى مصرعه في الحال.

 

ونجح ضباط مباحث مركز شرطة شبين القناطر، في ضبط المتهمين وبحوزتهم الأسلحة المستخدمة في الواقعة وتحرر محضر بالواقعة. 

 

وصرحت جهات التحقيق بدفن الجثمان، عقب انتداب الطب الشرعي، واستخراج تقرير الصفة التشريحية، كما أمرت بـ حبس المتهمين 4 أيام، ليقرر قاضي المعارضات بتجديد حبسهم 15 يوما على ذمة التحقيقات.  

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عاصم ضحية شبين القناطر أمن القليوبية شبین القناطر

إقرأ أيضاً:

من ضرب طفلة لكفالة 2000 جنيه.. القصة الكاملة لواقعة معلمة حضانة في الغربية

أصدر رئيس نيابة السنطة الكلية بالغربية توجيهاته بإخلاء سبيل معلمة الحضانة "ي.ق "39 سنة  بكفالة قدرها 2000 جنيه. 
جاء هذا القرار بعد تأكيد تحريات المباحث صحة واقعة الاعتداء على الطفلة سلمي الدالي 4 سنوات، داخل حضانة الرحاب الواقعة بقرية تطاي في مركز السنطة بمحافظة الغربية فضلا عن كون الحضانة مملوكة للسيدة ر.م، التي تم إخلاء سبيلها أيضًا بعد توجيه الاتهام للمُدرسة فقط من قبل أسرة الطفلة.

كلية التمريض جامعة طنطا تنظم احتفالية كبرى لتخريج دفعة 2023


 تسارعت الأحداث بعد أن تصدرت الواقعة منصات التواصل، حيث أثار الاعتداء غضبًا واسعًا بين مستخدمي فيسبوك، واتخذت مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي قرارًا بإغلاق حضانة الرحاب، وذلك بعد تلقيها تقارير تفيد بوجود اعتداء من قبل المُدرسة على الطفلة.
 

بحضور نواب رئيس جامعة طنطا.. افتتاح أعمال رفع الكفاءة بمبنى الإدارة الطبية


غادرت أسرة الطفلة ضحية واقعة حضانة دار الرحاب بمركز السنطة بمحافظة الغربية منذ قليل من ديوان سرايا نيابة مركز السنطة مستقلين مركبة"التوك توك " عقب الانتهاء من الصلح والتراضي مع مسئولي مجلس إدارة الحضانة عقب استمرار التحقيقات لأكثر من 5 ساعات متوالية .

قرار إسرائيلي بوقف الاعتقال الإداري بحق المستوطنين في الضفة الغربية



وكانت جهات التحقيق بالنيابة العامة في مركز السنطة بمحافظة الغربية قررت منذ قليل إخلاء سبيل كافة الأطراف في واقعة التعدي على الطفلة سامي الدالي، التي تبلغ من العمر أربع سنوات، وذلك بعد تصالح جميع الأطراف المعنية وتنازلهم عن القضايا المرفوعة.

جامعة طنطا تنظم حفل تخرج الدفعة 46 وخريجي البرنامج الدولي بطب الأسنان

كما قررت وزارة التضامن تشكيل لجنة مختصة لفحص أوراق الحضانة والتحقيق في ملابسات الحادث. وشددت وزيرة التضامن على أهمية اتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة ضد المسؤولين في الحضانة، لضمان حماية حقوق الأطفال وسلامتهم.

في المقابل اعلن أحمد عامر، محامي الحضانة، أن الواقعة التي أظهرت فيديو الاعتداء على التلميذة قد حدثت منذ شهر ونصف. وأشار إلى أنه لا يعلم من المستفيد من نشر الفيديو بهذه الطريقة، مضيفًا أن النيابة العامة استدعت جميع الأطراف المعنية في القضية. وأكد عامر أن هناك أمورًا غير مفهومة في الواقعة، مما يزيد من تعقيد الأمور.

محافظ الغربية: نسعى جاهدين لإعادة الطابع الجمالي والحضاري لعروس الدلتا

وجاء عقب تحقيقات النيابة، تم التصالح بين جميع الأطراف، حيث وقّعوا على إقرار بالتنازل عن القضايا المتعلقة بالحادث، يعكس هذا التصالح رغبة الأطراف في إنهاء النزاع وتحقيق السلام في المجتمع.

تعتبر هذه الحادثة تذكيرًا بأهمية حماية الأطفال في بيئة التعليم، من الضروري أن تكون دور الحضانة أماكن آمنة تضمن سلامة الأطفال، وتعمل على تعزيز تربيتهم، لذا يجب على الجهات المعنية تكثيف الرقابة على المؤسسات التعليمية وتطبيق العقوبات المناسبة على المخالفين.

جولة تفقدية للقائم بأعمال رئيس جامعة طنطا بالمشروعات الجديدة والصيانة والتطوير بمجمع سبرباي

ويبقى الأمل معقودًا على أن تسهم الإجراءات المتخذة من قبل وزارة التضامن الاجتماعي والنيابة العامة في تحسين الأوضاع في دور الحضانة، مما يعكس التزام الدولة بحماية حقوق الأطفال وضمان بيئة تعليمية آمنة وصحية.

IMG-20241120-WA0086

مقالات مشابهة

  • المحكمة تحسم الأمر.. القصة الكاملة لأزمة الإعلامية ميار الببلاوي والشيخ محمد أبو بكر
  • القصة الكاملة لأزمة وفاة محمد رحيم
  • تعدى على سايس وعاقبته المحكمة بالغرامة.. القصة الكاملة لقضية أحمد فتحي
  • القصة الكاملة لـ حكم تغريم اللاعب أحمد فتحي 200 جنيه في واقعة ضـرب سايس
  • «أمها كانت بتنضف شقته».. القصة الكاملة لتعذيب فتاة حلوان حتى الموت
  • خلع بيج رامي.. القصة الكاملة لنهاية علاقة مستر أوليمبيا وزوجته الثانية
  • من ضرب طفلة لكفالة 2000 جنيه.. القصة الكاملة لواقعة معلمة حضانة في الغربية
  • جنون القيادة.. القصة الكاملة لدهس عامل دليفري على يد نجل شيف شهير بالشيخ زايد
  • كلب أم سلعوة؟.. القصة الكاملة لعقر 12 شخصا في المنيا
  • قتـ.ـله وسلم نفسه.. القصة الكاملة لواقعة الثأر بالبحيرة