نيويورك تايمز تكشف أن الصاروخ الذي أصاب مشفى المعمداني لم ينطلق من غزة
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
#سواليف
نَشَرَتْ صحيفة “نيويورك تايمز” نتائج تحليل شارك فيه عدد من مراسليها حول الصاروخ الذي قالت إسرائيل إن جماعة فلسطينية أطلقته على المستشفى الأهلي العربي المعمداني، وقتل 500 شخص كانوا يحتمون في داخله، وأشارت إلى أن الفيديو الذي استخدم كثيراً لا يسلّط الضوء على ما حدث. وقالت إن شريط فيديو يظهر مقذوفاً صاروخاً يخترق سماء غزة المظلمة وينفجر في الهواء لاحقاً، ثم يسمع صوت انفجار على الأرض.
فالصاروخ في الفيديو ليس الذي تسبب بالانفجار في المستشفى. وقد انفجر على بعد ميلين في السماء، وتقول الصحيفة إن تحقيقها لا يجيب على سؤال من تسبّب بانفجار المستشفى الأهلي العربي، ومن المسؤول عنه.
ويظل الزعم الإسرائيلي والأمريكي بأن صاروخاً فلسطينياً طائشاً هو المسؤول معقولاً، إلا أن تحليلها يثير شكوكاً حول واحد من أهم الملامح التي تم الترويج لها، والذي استخدمه المسؤولون الإسرائيليون لدعم موقفهم، ما يعقد الرواية الواضحة التي قدموها.
مقالات ذات صلة منشورات الاحتلال تصل درعا والقنيطرة / صورة 2023/10/25وتضيف الصحيفة أن انفجار المستشفى تحول إلى حدث مؤلم وخلافي في الحرب التي بدأت في 7 تشرين الأول/أكتوبر بعد هجوم “حماس”. وهو هجوم قال المسؤولون الإسرائيليون إنه تسبّبَ بمقتل 1.400 جندي ومدني، وأخذت معها 200 من الرهائن. وردت إسرائيل بحملة غارات جوية ضد غزة قتل فيها حتى الآن أكثر من 5.400 فلسطيني، عدد كبير من بينهم أطفال.
وحمّلَ الإسرائيليون والجماعات المسلحة في “حماس” المسؤولية لبعضهم البعض في مجزرة الأهلي العربي. ولكن لقطات الفيديو التي جمعتها الصحيفة وحللتها تظهر أن المسلحين كانوا يطلقون الصواريخ من منطقة جنوب- غرب المستشفى، وقبل دقائق من الانفجار، والانفجار الناري في المستشفى يتساوق مع قذيفة فاشلة حادت عن الهدف ولم تستنفد وقودها.
وتقترح اللقطات أن القصف الإسرائيلي كان يجري، في الوقت نفسه، وشوهد انفجاران قرب المستشفى، وفي غضون دقيقتين من تعرّضه للضربة.
وقال الجنرال نير دينار، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن القوات الإسرائيلية لم تكن “تستهدف في مدى عرض المستشفى للخطر”، ولكنه لم يعلق عن مدى مسافة الضربة الأقرب.
وبعد أسبوع من مأساة المستشفى، لا يزال الكثير محل شك. وتم تخفيض حصيلة القتلى التي وضعتها “حماس” من 500 إلى 471، وتعتقد الشبكات الاستخباراتية الغربية بأنها أقل، لكن لم يتم التأكد من صحة الأرقام.
ولم يتعرض كل المستشفى للغارة، ومن قام بضربه فإنه استهدف ساحته حيث تجمعَ الناس فيه بحثاً عن الأمن، وأصاب عدداً من السيارات المركونة في الموقف المخصص لها. كما أن الحفرة التي خلفها الانفجار صغيرة نسبياً، وهي حقيقة استخدمتها إسرائيل على أنها ليست الطرف المتهم، وليست متساوقة مع الذخيرة التي تستخدمها.
ولم تظهر “حماس” بقايا القنبلة الإسرائيلية، أو أي دليل مادي لدعم اتهامها لإسرائيل.
وقالت المخابرات الأمريكية، يوم الثلاثاء، إنها قيّمت الفيديو، ويظهر أن قذيفة صاروخية أطلقت من غزة وتعرضت “لفشل كارثي في المحرك”، وقبل أن تتحطم أجزاء منها على أرض المستشفى. وقال مسؤول استخباراتي إن السلطات لا تستبعد ظهور معلومات جديدة بشكل يدفعها لتغيير نتائجها. وعندما سئل عن نتائج تحليل صحيفة “نيويورك تايمز”، قال متحدث باسم مكتب مدير الاستخبارات القومية إن الوكالات الاستخباراتية الأمريكية فسّرت الفيديو بطريقة مختلفة. ولكن التوصل لما حدث، أمر معقد لأن “حماس” وإسرائيل تتبادلان الصواريخ منذ بداية الحرب. وأطلقت إسرائيل أكثر من 8.000 قذيفة على غزة، فيما أصبحت هجوماً وحشياً، وضربت المستشفى الأهلي بقذائف مدفعية قبل ثلاثة أيام من الانفجار، وبحسب دليل على الفيديو، وصفحة فيسبوك التابعة للمستشفى. وواصلت “حماس” و”الجهاد الإسلامي” استهداف إسرائيل بالصواريخ القاتلة من مواقع إطلاق سرية في داخل غزة. وفشلت الصواريخ الفلسطينية بالماضي ، ويقول تقديرٌ إن نسبة 15% من الصواريخ التي أطلقتها الجماعات المسلحة من غزة فشلت.
وبعد الانفجار مباشرة اندلعت حرب معلومات، حيث اتهمت “حماس” إسرائيل بالهجوم، وهو ما نفاه الجيش الإسرائيلي وألقى باللائمة على صاروخ فلسطيني عانى من خلل فني. وأصدر المسؤولون الإسرائيليون تقريراً حول الانفجار، في 18 تشرين الأول/أكتوبر، وكذلك حواراً قالوا إنه حوار تم التنصت عليه بين مقاتلي “حماس” لاموا فيه “الجهاد الإسلامي”.
وأشارت إسرائيل لعدد آخر من الأدلة التي لم تكشف عنها، بما فيها سجل النشاطات العسكرية والمعلومات التي تم أخذها من أنظمة الرادار وسجلات صوتية تم التنصت عليها. وفي الوقت نفسه، أشار المسؤولون الإسرائيليون لفيديو “الجزيرة” في مقابلات صحافية ومنصات تواصل اجتماعي. وشاركت وزارة الدفاع الإسرائيلية لقطة “الجزيرة” ثلاث مرات على “إكس”. وفي المنشورات، حدد الجيش الإسرائيلي جسماً جوياً متحركاً قال إنه “صاروخ استهدف إسرائيل” “حاد عن هدفه وانفجر”، وفي نفس الوقت الذي حدث فيه انفجار المستشفى الأهلي. وتحدث المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن الصاروخ الذي لم يطلق جيداً في مقابلات مع “سي أن أن” و”بي بي سي”، في 18 تشرين الأول/أكتوبر. ومقابلة مع “إنديا توداي”، في 19 تشرين الأول/أكتوبر. واستخدمت عدة وسائل إعلامية لقطة الفيديو كدليل على أنه صاروخ فلسطيني استهدف المستشفى.
لكن تحليل “نيويورك تايمز” توصل لنتيجة أن الصاروخ لم يكن قريباً من المستشفى وانطلق من إسرائيل، وليس من غزة. ويبدو أنه انفجر فوق الحدود بين إسرائيل وغزة، وعلى بعد ميلين من المستشفى. ولتتبع الجسم في السماء، وصولاً إلى إسرائيل، قامت “نيويورك تايمز” بمزامنة لقطات “الجزيرة” مع لقطات فيديو التقطت في نفس الوقت، بما فيها لقطات من القناة 12 الإسرائيلية وكاميرا “سي سي تي” في تل أبيب، حيث تقدم لقطات الفيديو رؤية للصاروخ من الشمال والشرق والغرب.
وباستخدام صور أقمار اصطناعية لتحديد نقطة الانطلاق، توصلت الصحيفة إلى أن القذيفة أطلقت من ناحال عوز باتجاه غزة، وقبل فترة قصيرة من انفجار المستشفى. وتطابقت النتيجة مع نتائج أبحاث على الإنترنت. وبالإضافة إلى ذلك، فقد أظهرت لقطات الفيديو للقذيفة التي التقطتها “الجزيرة” أنها جاءت بعد وابل من الصواريخ الفلسطينية التي قيمها المسؤولون الإسرائيليون واعتبروها مسؤولة عن الانفجار. فمن الساعة 6.59 في 17 تشرين الأول/أكتوبر انطلقت الصواريخ الفلسطينين من موقعين في جنوب- غرب وشمال- غرب المستشفى الأهلي العربي. وتبدو النيران من الصواريخ الفلسطينية واضحة حيث تدفعها باتجاه إسرائيل، وهناك فترة من 25 ثانية بين آخر صاروخ فلسطيني وانفجار المستشفى. ولم تستطع “نيويورك تايمز” التحقق من نوع المقذوف الذي انطلق من إسرائيل، مع أنه انطلق من منطقة معروفة بأنها منطقة القبة الحديدية. ويقول الجيش الإسرائيلي إنه لا يطلق صواريخ اعتراضية للقبة الحديدية باتجاه غزة. وبالتأكيد فالصاروخ الذي شوهد في الفيديو ربما لم يجتز الحدود إلى غزة. وأكد الجيش الإسرائيلي إن القبة الحديدية لم تطلق صواريخ اعتراضية في الوقت والمنطقة محل السؤال.
وفي تقرير منفصل أعدّه كل من جوليان بارنز وديفيد سانغر جاء أن الولايات المتحدة لديها “ثقة عالية” بأن الصاروخ الذي ضرب المستشفى هو فلسطيني. ولم تنشر المخابرات الأمريكية صوراً جديدة، أو أدلة أخرى حول تفجير المستشفى، وقال المسؤولون إن قوة تقييمهم قامت على دليل الفيديو. واعترف المسؤولون أن هناك الكثير من الغموض يحيط بالتفجير، مع ثقتهم بأن خللاً كارثياً في صاروخ أطلق من غزة كان سبب ما حدث في المستشفى. واستند المسؤولون في تقييمهم على لقطات فيديو لـ “الجزيرة”، إلى جانب عدد من لقطات الفيديو لمقذوفات في السماء وانفجار في الأهلي العربي. وقالت الصحيفة إن التقييم الأمريكي الجديد قام على ما لم يتم اكتشافه، فلم تظهر صور لفلسطينيين يحملون بقايا أسلحة إسرائيلية من مكان الانفجار. لكن التقييم الأمريكي يعتمد، وبشكل كبير على ما عرضته المخابرات الإسرائيلية، وما قدمه الإسرائيليون من تسجيلات للمخابرات الأمريكية. ولا تقول المعلومات الأمريكية من أين انطلق الصاروخ، وإن كان من غزة.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف المستشفى الأهلی العربی تشرین الأول أکتوبر الجیش الإسرائیلی انفجار المستشفى لقطات الفیدیو نیویورک تایمز الصاروخ الذی فی المستشفى فی السماء من غزة
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست: هذا حجم الدمار الذي أحدثته إسرائيل بلبنان بعد الهدنة
كشف تحقيق أجرته صحيفة واشنطن بوست أن إسرائيل دمرت 26 مبنى يوميا تقريبا جنوبي لبنان منذ 5 ديسمبر/كانون الأول، وهو ما يتجاوز معدل الدمار الذي أحدثته أثناء صراعها مع حزب الله اللبناني بين 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى 2 أكتوبر/تشرين الأول 2024.
ولفت التقرير، بقلم المراسلتين آبي تشيزمان وميغ كيلي، إلى أنه من غير الواضح ما إذا كانت هذه العمليات العسكرية تشكل انتهاكات لوقف إطلاق النار، لأن اللجنة التي تقودها الولايات المتحدة لمراقبة الاتفاق لم تحدد بعد ما الذي يعتبر انتهاكا للهدنة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز: هذه سيناريوهات ما ستؤول إليه هدنة غزةlist 2 of 2وول ستريت جورنال: إسرائيل لم تحقق هدف تدمير حماسend of listوقال أحد كبار أعضاء اللجنة الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته مثل غيره بهذا التقرير "يتم خرق الاتفاق يوميا، وليس أمامنا إلا أن نفترض أنه لن يدوم وقد ينهار في أي لحظة".
الأضرار المكشوفةووجد التقرير أن إسرائيل توغلت في عدة مواقع جديدة جنوبي لبنان في أول 40 يوما من الهدنة التي ستنتهي في 26 الشهر الجاري، ودمرت إسرائيل مئات المباني المدنية بما في ذلك أثناء بحثها العشوائي عن مخازن أسلحة الحزب، وفق تحليل الصحيفة لبيانات أخذت من الأقمار الصناعية والصور على الإنترنت، بالإضافة إلى مقابلات مع مسؤولين ودبلوماسيين من الأمم المتحدة ومسؤولين غربيين ولبنانيين.
إعلانوحسب التحليل، منع الجيش الإسرائيلي المدنيين والصحفيين من دخول منطقة تبلغ مساحتها حوالي 518 كيلومترا مربعا في الجنوب منذ بدء وقف إطلاق النار، وفي الفترة ما بين 5 ديسمبر/كانون الأول و6 يناير/كانون الثاني تضرر أو دُمر أكثر من 800 مبنى في هذه المنطقة.
غارة إسرائيلية جنوبي لبنان (منصة إكس)كما شنّت القوات الإسرائيلية أكثر من 400 غارة جوية أو صاروخية أو مدفعية في جميع أنحاء لبنان بين 27 نوفمبر/تشرين الثاني و6 يناير/كانون الثاني، وفقًا لمنظمة "بيانات مواقع وأحداث النزاعات المسلحة" التي تراقب النزاع.
وبحلول 27 ديسمبر/كانون الأول، كانت القوات الإسرائيلية قد توغلت في 31 منطقة على الأقل في الجنوب اللبناني لم تكن وصلتها خلال الحرب، وفقا للمجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان.
وتشمل المناطق المتضررة الرئيسية يارون (8% من الأضرار بعد وقف إطلاق النار) ورأس الناقورة (14% من إجمالي الأضرار)، كفر كلا، حيث تم تدمير 65 مبنى منذ 5 ديسمبر/كانون الأول. ويفوق حجم الدمار ما كان عليه قبل وقف إطلاق النار، حسب تحقيق الصحيفة.
خرق مستمرونقل التقرير تأكيد قوة الأمم المتحدة المؤقتة لحفظ السلام في لبنان (يونيفيل) أن القوات الإسرائيلية لا تزال موجودة في معظم المناطق التي كان من المفترض أن تخليها على طول الحدود حسب بنود الاتفاق.
وقد أقر المسؤولون الأميركيون الأيام الأخيرة بأن الاتفاق قد لا ينفذ خلال الإطار الزمني الأصلي، وفي 24 ديسمبر/كانون الأول، اشتكى لبنان إلى الأمم المتحدة ولكن دون جدوى.
وقال دبلوماسيان للصحيفة إن اللجنة المسؤولة عن مراقبة وقف إطلاق النار -التي تضم الولايات المتحدة وفرنسا ولبنان وإسرائيل واليونيفيل- لم تجتمع سوى 3 مرات فقط.
وأضاف دبلوماسي في الأمم المتحدة أن الولايات المتحدة وفرنسا لا تزالان تحاولان التوفيق بين خلافاتهما حول تفاصيله الاتفاق، بما في ذلك عملية انسحاب إسرائيل ودور قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
إعلانوقال دبلوماسي أممي عن اللجنة "إنهم يبنون السفينة وهم يبحرون بها، ولا يبدو أن هناك خطة إستراتيجية على المدى الطويل".
وأضاف آخرون أن إسرائيل تتجاهل طلبات اللجنة بإبلاغها قبل تنفيذ الهجمات، إذ أنه بموجب الاتفاق، يجب أن تمر جميع التقارير بأي نشاطات عسكرية إلى اللجنة أولا حتى يتسنى للقوات المسلحة اللبنانية واليونيفيل التحقيق في الأمر قبل أن تتخذ إسرائيل أي خطوة.
ومن جهته امتنع حزب الله عن شن هجمات جديدة، ولم يطلق سوى قذيفتين على مزارع شبعا المحتلة على الحدود السورية اللبنانية، ولكن مسؤولين لبنانيين حذروا من رده إذا ما استمرت الانتهاكات بعد انتهاء وقف إطلاق النار بعد 6 أيام، وفق التقرير.