#سواليف

نَشَرَتْ صحيفة “نيويورك تايمز” نتائج تحليل شارك فيه عدد من مراسليها حول الصاروخ الذي قالت إسرائيل إن جماعة فلسطينية أطلقته على المستشفى الأهلي العربي المعمداني، وقتل 500 شخص كانوا يحتمون في داخله، وأشارت إلى أن الفيديو الذي استخدم كثيراً لا يسلّط الضوء على ما حدث. وقالت إن شريط فيديو يظهر مقذوفاً صاروخاً يخترق سماء غزة المظلمة وينفجر في الهواء لاحقاً، ثم يسمع صوت انفجار على الأرض.

وأصبحت لقطة الصورة المستخدمة دليلاً، في وقت حاول فيه الإسرائيليون والأمريكيون إثبات أن قذيفة صاروخية فلسطينية طائشة حادت عن هدفها وانفجرت في السماء ووقعت على الأرض هي سبب الانفجار في المستشفى الأهلي العربي في غزة. إلا أن التحليل المفصّل الذي قامت به “نيويورك تايمز” توصل إلى أن لقطات الفيديو التي التقطتْها قناة “الجزيرة”، في بثها الحي ليلة 17 تشرين الأول/أكتوبر، تظهر شيئاً مختلفاً.

فالصاروخ في الفيديو ليس الذي تسبب بالانفجار في المستشفى. وقد انفجر على بعد ميلين في السماء، وتقول الصحيفة إن تحقيقها لا يجيب على سؤال من تسبّب بانفجار المستشفى الأهلي العربي، ومن المسؤول عنه.

ويظل الزعم الإسرائيلي والأمريكي بأن صاروخاً فلسطينياً طائشاً هو المسؤول معقولاً، إلا أن تحليلها يثير شكوكاً حول واحد من أهم الملامح التي تم الترويج لها، والذي استخدمه المسؤولون الإسرائيليون لدعم موقفهم، ما يعقد الرواية الواضحة التي قدموها.

مقالات ذات صلة منشورات الاحتلال تصل درعا والقنيطرة / صورة 2023/10/25

وتضيف الصحيفة أن انفجار المستشفى تحول إلى حدث مؤلم وخلافي في الحرب التي بدأت في 7 تشرين الأول/أكتوبر بعد هجوم “حماس”. وهو هجوم قال المسؤولون الإسرائيليون إنه تسبّبَ بمقتل 1.400 جندي ومدني، وأخذت معها 200 من الرهائن. وردت إسرائيل بحملة غارات جوية ضد غزة قتل فيها حتى الآن أكثر من 5.400 فلسطيني، عدد كبير من بينهم أطفال.

وحمّلَ الإسرائيليون والجماعات المسلحة في “حماس” المسؤولية لبعضهم البعض في مجزرة الأهلي العربي. ولكن لقطات الفيديو التي جمعتها الصحيفة وحللتها تظهر أن المسلحين كانوا يطلقون الصواريخ من منطقة جنوب- غرب المستشفى، وقبل دقائق من الانفجار، والانفجار الناري في المستشفى يتساوق مع قذيفة فاشلة حادت عن الهدف ولم تستنفد وقودها.

وتقترح اللقطات أن القصف الإسرائيلي كان يجري، في الوقت نفسه، وشوهد انفجاران قرب المستشفى، وفي غضون دقيقتين من تعرّضه للضربة.

وقال الجنرال نير دينار، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن القوات الإسرائيلية لم تكن “تستهدف في مدى عرض المستشفى للخطر”، ولكنه لم يعلق عن مدى مسافة الضربة الأقرب.

وبعد أسبوع من مأساة المستشفى، لا يزال الكثير محل شك. وتم تخفيض حصيلة القتلى التي وضعتها “حماس” من 500 إلى 471، وتعتقد الشبكات الاستخباراتية الغربية بأنها أقل، لكن لم يتم التأكد من صحة الأرقام.

ولم يتعرض كل المستشفى للغارة، ومن قام بضربه فإنه استهدف ساحته حيث تجمعَ الناس فيه بحثاً عن الأمن، وأصاب عدداً من السيارات المركونة في الموقف المخصص لها. كما أن الحفرة التي خلفها الانفجار صغيرة نسبياً، وهي حقيقة استخدمتها إسرائيل على أنها ليست الطرف المتهم، وليست متساوقة مع الذخيرة التي تستخدمها.

ولم تظهر “حماس” بقايا القنبلة الإسرائيلية، أو أي دليل مادي لدعم اتهامها لإسرائيل.

وقالت المخابرات الأمريكية، يوم الثلاثاء، إنها قيّمت الفيديو، ويظهر أن قذيفة صاروخية أطلقت من غزة وتعرضت “لفشل كارثي في المحرك”، وقبل أن تتحطم أجزاء منها على أرض المستشفى. وقال مسؤول استخباراتي إن السلطات لا تستبعد ظهور معلومات جديدة بشكل يدفعها لتغيير نتائجها. وعندما سئل عن نتائج تحليل صحيفة “نيويورك تايمز”، قال متحدث باسم مكتب مدير الاستخبارات القومية إن الوكالات الاستخباراتية الأمريكية فسّرت الفيديو بطريقة مختلفة. ولكن التوصل لما حدث، أمر معقد لأن “حماس” وإسرائيل تتبادلان الصواريخ منذ بداية الحرب. وأطلقت إسرائيل أكثر من 8.000 قذيفة على غزة، فيما أصبحت هجوماً وحشياً، وضربت المستشفى الأهلي بقذائف مدفعية قبل ثلاثة أيام من الانفجار، وبحسب دليل على الفيديو، وصفحة فيسبوك التابعة للمستشفى. وواصلت “حماس” و”الجهاد الإسلامي” استهداف إسرائيل بالصواريخ القاتلة من مواقع إطلاق سرية في داخل غزة. وفشلت الصواريخ الفلسطينية بالماضي ، ويقول تقديرٌ إن نسبة 15% من الصواريخ التي أطلقتها الجماعات المسلحة من غزة فشلت.

وبعد الانفجار مباشرة اندلعت حرب معلومات، حيث اتهمت “حماس” إسرائيل بالهجوم، وهو ما نفاه الجيش الإسرائيلي وألقى باللائمة على صاروخ فلسطيني عانى من خلل فني. وأصدر المسؤولون الإسرائيليون تقريراً حول الانفجار، في 18 تشرين الأول/أكتوبر، وكذلك حواراً قالوا إنه حوار تم التنصت عليه بين مقاتلي “حماس” لاموا فيه “الجهاد الإسلامي”.

وأشارت إسرائيل لعدد آخر من الأدلة التي لم تكشف عنها، بما فيها سجل النشاطات العسكرية والمعلومات التي تم أخذها من أنظمة الرادار وسجلات صوتية تم التنصت عليها. وفي الوقت نفسه، أشار المسؤولون الإسرائيليون لفيديو “الجزيرة” في مقابلات صحافية ومنصات تواصل اجتماعي. وشاركت وزارة الدفاع الإسرائيلية لقطة “الجزيرة” ثلاث مرات على “إكس”. وفي المنشورات، حدد الجيش الإسرائيلي جسماً جوياً متحركاً قال إنه “صاروخ استهدف إسرائيل” “حاد عن هدفه وانفجر”، وفي نفس الوقت الذي حدث فيه انفجار المستشفى الأهلي. وتحدث المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن الصاروخ الذي لم يطلق جيداً في مقابلات مع “سي أن أن” و”بي بي سي”، في 18 تشرين الأول/أكتوبر. ومقابلة مع “إنديا توداي”، في 19 تشرين الأول/أكتوبر. واستخدمت عدة وسائل إعلامية لقطة الفيديو كدليل على أنه صاروخ فلسطيني استهدف المستشفى.

لكن تحليل “نيويورك تايمز” توصل لنتيجة أن الصاروخ لم يكن قريباً من المستشفى وانطلق من إسرائيل، وليس من غزة. ويبدو أنه انفجر فوق الحدود بين إسرائيل وغزة، وعلى بعد ميلين من المستشفى. ولتتبع الجسم في السماء، وصولاً إلى إسرائيل، قامت “نيويورك تايمز” بمزامنة لقطات “الجزيرة” مع لقطات فيديو التقطت في نفس الوقت، بما فيها لقطات من القناة 12 الإسرائيلية وكاميرا “سي سي تي” في تل أبيب، حيث تقدم لقطات الفيديو رؤية للصاروخ من الشمال والشرق والغرب.

وباستخدام صور أقمار اصطناعية لتحديد نقطة الانطلاق، توصلت الصحيفة إلى أن القذيفة أطلقت من ناحال عوز باتجاه غزة، وقبل فترة قصيرة من انفجار المستشفى. وتطابقت النتيجة مع نتائج أبحاث على الإنترنت. وبالإضافة إلى ذلك، فقد أظهرت لقطات الفيديو للقذيفة التي التقطتها “الجزيرة” أنها جاءت بعد وابل من الصواريخ الفلسطينية التي قيمها المسؤولون الإسرائيليون واعتبروها مسؤولة عن الانفجار. فمن الساعة 6.59 في 17 تشرين الأول/أكتوبر انطلقت الصواريخ الفلسطينين من موقعين في جنوب- غرب وشمال- غرب المستشفى الأهلي العربي. وتبدو النيران من الصواريخ الفلسطينية واضحة حيث تدفعها باتجاه إسرائيل، وهناك فترة من 25 ثانية بين آخر صاروخ فلسطيني وانفجار المستشفى. ولم تستطع “نيويورك تايمز” التحقق من نوع المقذوف الذي انطلق من إسرائيل، مع أنه انطلق من منطقة معروفة بأنها منطقة القبة الحديدية. ويقول الجيش الإسرائيلي إنه لا يطلق صواريخ اعتراضية للقبة الحديدية باتجاه غزة. وبالتأكيد فالصاروخ الذي شوهد في الفيديو ربما لم يجتز الحدود إلى غزة. وأكد الجيش الإسرائيلي إن القبة الحديدية لم تطلق صواريخ اعتراضية في الوقت والمنطقة محل السؤال.

وفي تقرير منفصل أعدّه كل من جوليان بارنز وديفيد سانغر جاء أن الولايات المتحدة لديها “ثقة عالية” بأن الصاروخ الذي ضرب المستشفى هو فلسطيني. ولم تنشر المخابرات الأمريكية صوراً جديدة، أو أدلة أخرى حول تفجير المستشفى، وقال المسؤولون إن قوة تقييمهم قامت على دليل الفيديو. واعترف المسؤولون أن هناك الكثير من الغموض يحيط بالتفجير، مع ثقتهم بأن خللاً كارثياً في صاروخ أطلق من غزة كان سبب ما حدث في المستشفى. واستند المسؤولون في تقييمهم على لقطات فيديو لـ “الجزيرة”، إلى جانب عدد من لقطات الفيديو لمقذوفات في السماء وانفجار في الأهلي العربي. وقالت الصحيفة إن التقييم الأمريكي الجديد قام على ما لم يتم اكتشافه، فلم تظهر صور لفلسطينيين يحملون بقايا أسلحة إسرائيلية من مكان الانفجار. لكن التقييم الأمريكي يعتمد، وبشكل كبير على ما عرضته المخابرات الإسرائيلية، وما قدمه الإسرائيليون من تسجيلات للمخابرات الأمريكية. ولا تقول المعلومات الأمريكية من أين انطلق الصاروخ، وإن كان من غزة.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف المستشفى الأهلی العربی تشرین الأول أکتوبر الجیش الإسرائیلی انفجار المستشفى لقطات الفیدیو نیویورک تایمز الصاروخ الذی فی المستشفى فی السماء من غزة

إقرأ أيضاً:

ما نوعية الصاروخ الذي ضرب تل أبيب؟ وما أسباب الفشل باعتراضه؟ / الدويري يجيب

#سواليف

رجح الخبير العسكري اللواء المتقاعد #فايز_الدويري أن يكون #الاستهداف_الصاروخي الذي نفذه #حزب_الله صوب تل أبيب -مساء أمس الاثنين- من طراز ” #ملاك ” ذي القوة التدميرية الكبيرة، مبينا أسباب #الفشل الإسرائيلي في #اعتراض_الصاروخ.

وأوضح الدويري -خلال تحليله العسكري للجزيرة- أن صاروخ ملاك يزن رأسه المتفجر 250 كيلوغراما، ويصل مداه إلى 250 كيلومترا، ويعتبر دقيقا مقياسا مع صواريخ “نصر” و”فادي”.

وتقدر درجة الخطأ لصاروخ ملاك بـ5 أمتار، وفق الدويري، الذي لم يستبعد انهيار المبنى الذي أصابه صاروخ حزب الله.

مقالات ذات صلة فاقدون لوظائفهم في وزارة الصحة .. أسماء 2024/11/19

لكن وسائل إعلام لبنانية نقلت عن منصة إعلامية إسرائيلية تقديرها أن يكون #الصاروخ الذي أطلق من لبنان وسقط في #تل_أبيب من نوع “فاتح 110”.

وكانت القناة 12 الإسرائيلية نقلت عن الشرطة أن الصاروخ الذي سقط في بني براك شرقي تل أبيب كبير الحجم، وذلك بعد الفشل في اعتراضه متسببا بإصابات مباشرة.

ولفتت الشرطة إلى وجود مخاوف من انهيار مبنى في رمات غان في تل أبيب بسبب الصاروخ، وكشفت في الوقت نفسه عن إصابة 6 بجروح بين خطيرة ومتوسطة إثر سقوط الصاروخ.

وبشأن الفشل باعتراض الصاروخ، قال الخبير العسكري إن القبة الحديدية تتكون من 3 منظومات هي: الرادار، ووحدتا المتابعة والإطلاق.

ويبين الدويري أن وحدة المتابعة منوط بها تحديد المكان الذي سيسقط فيه الصاروخ، ولا تصدر إنذارا في حال كان تقديرها أنه سيسقط في مكان مفتوح.

وقد يكون الفشل نابعا من وحدة الإطلاق التابعة للقبة الحديدية، حيث لا يتم وقتها إصابة الصاروخ، وفق الخبير العسكري.

وبيّن أن القبة الحديدية تعمل وفق آلية اعتراض يصطدم بموجبها صاروخ المنظومة الدفاعية برأس الصاروخ القادم، ويفجره في الجو فتسقط الشظايا، مشيرا إلى أنه “كلما كان الاعتراض في نقطة مرتفعة سقطت الشظايا على مساحة أوسع ولكن مع ضرر أقل”.

وفي حالة ثانية، قد يصيب الصاروخ الاعتراضي الجزء الخلفي من الصاروخ القادم، حيث يسقط الجزء الأمامي الذي يحتوي المتفجرات، وتكون احتمالية انفجاره عالية حال اصطدامه بجسم صلب بسطح الأرض، وفق الدويري.

وخلص إلى أن منظومة القبة الحديدية -التي تتعامل مع القذائف والصواريخ ضمن نطاق جغرافي يتراوح بين 4 كيلومترات و70 كيلومترا- لا تقدم اعتراضا وضمانا دفاعيا بنسبة 100%.

وقدر نسبة فعالية القبة الحديدية بين 60% و65%، مشيرا إلى وجود فرصة بنسبة بين 35% و40% لكي يصل الصاروخ إلى هدفه.

مقالات مشابهة

  • نيويورك تايمز: مذكرة الاعتقال ضد نتنياهو تشير إلى تورط الولايات المتحدة
  • ما هو صاروخ "أوريشنيك" الذي استخدمته روسيا لضرب اوكرانيا؟
  • "نيويورك تايمز": قرارات الجنائية الدولية يرجح أن تقيد سفر نتنياهو وجالانت حول العالم
  • “نيويورك تايمز”: مذكرات اعتقال نتنياهو وجالانت تعد معلما دبلوماسيا مهما
  • بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرانية الخميس
  • بعد وصفه بـعابر للقارات.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُطلق على أوكرانيا الخميس
  • نيويورك تايمز: ثمة شخص واحد يحتاجه ترامب في إدارته
  • شبرا بلولة.. نيويورك تايمز: عبق مصر في قارورة عطر
  • شاهد | الصاروخ الذي قصفت به السعودية “تل أبيب” .. كاريكاتير
  • ما نوعية الصاروخ الذي ضرب تل أبيب؟ وما أسباب الفشل باعتراضه؟ / الدويري يجيب