كاتب أمريكي: يجب ألا نقتل أطفال غزة في محاولة لحماية أطفال إسرائيل
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
قال الصحفي الأمريكي نيكولاس كريستوف في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، إن الأزمة في الشرق الأوسط تشكل اختبارا معقدا لإنسانيتنا، حيث يثير التساؤل عن كيفية الرد على استفزاز لا يوجد علاج جيد له، وفي هذا الاختبار، نحن في الغرب لسنا في وضع جيد".
وأكد، أن قبول القصف على نطاق واسع لغزة والغزو البري الذي من المرجح أن يبدأ قريبا يشير إلى أن الأطفال الفلسطينيين هم الضحايا الأقل شأنا، حيث يقللون من قيمتهم.
وأضاف، "لنأخذ بعين الاعتبار أن أكثر من 1500 طفل في غزة قُتلوا، وفقا لوزارة الصحة في غزة، وأن حوالي ثلث منازل غزة قد تم تدميرها أو تضررت خلال أسبوعين فقط - وهذا مجرد تمهيد لما هو متوقع أن يكون غزوا بريا أكثر دموية".
وتابع، تتحدث الولايات المتحدة كثيرا عن المبادئ، لكنني أخشى أن يكون الرئيس بايدن قد قام بتضمين تسلسل هرمي للحياة البشرية في السياسة الأمريكية الرسمية.
لقد أعرب عن غضبه إزاء هجمات حماس، كما كان ينبغي له أن يفعل، ولكنه حاول بصعوبة أن يكون واضحا بنفس القدر بشأن تقدير حياة أهل غزة، وفق الكاتب.
وليس من الواضح دائما ما إذا كان يقف موقفا متماهيا تماما مع إسرائيل كدولة أو مع رئيس وزرائها الفاشل بنيامين نتنياهو، الذي يشكل عقبة طويلة الأمد أمام السلام.
وتساءل كريستوف، "ماذا علينا أن نفهم من دعوة إدارة بايدن للحصول على 14 مليار دولار إضافية من المساعدات لإسرائيل والدعوة المتزامنة لتقديم المساعدات الإنسانية لسكان غزة؟".
وبحسب كريستوف، "قد تكون الأسلحة الدفاعية لنظام القبة الحديدية الإسرائيلي منطقية، ولكن من الناحية العملية، هل الفكرة هي أننا سنساعد في دفع تكاليف العاملين في المجال الإنساني لمسح الدماء التي تسببت فيها أسلحتنا جزئيا؟".
ويضيف، "ماذا نقول للدكتور إياد أبو كرش، طبيب غزة الذي فقد زوجته وابنه في القصف واضطر بعد ذلك إلى علاج ابنته المصابة البالغة من العمر عامين؟، ولم يكن لديه حتى الوقت لرعاية اخته أو ابنتها، لأنه كان عليه أن يتعامل مع جثث أحبائه".
وقال لزميل في صحيفة "نيويورك تايمز"، وكان صوته متهدجا عبر الهاتف "ليس لدي وقت للتحدث الآن أريد أن أذهب لدفنهم".
وفي خطابه الخميس، دعا بايدن أمريكا إلى الوقوف بحزم خلف أوكرانيا وإسرائيل، الدولتين اللتين تعرضتا لهجوم من قبل قوات تهدف إلى تدميرهما، جيد ولكن لنفترض أن أوكرانيا ردت على جرائم الحرب الروسية بفرض حصار على مدينة روسية، وقصفها وتحويلها إلى غبار وقطع المياه والكهرباء، في حين قتلت الآلاف وأجبرت الأطباء على إجراء عمليات جراحية للمرضى دون تخدير.
وأردف، "أشك في أننا نحن الأمريكيين سنهز أكتافنا ونقول، حسنا، لقد بدأ بوتين الحرب، من المؤسف للغاية بالنسبة لهؤلاء الأطفال الروس، لكن كان عليهم اختيار مكان آخر ليولدوا فيه".
وقال جيورا آيلاند، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، "ستصبح غزة مكانا لا يمكن أن يوجد فيه أي إنسان. لا يوجد خيار آخر لضمان أمن دولة إسرائيل".
ويرى الكاتب، "أن هذا الرأي يعكس خطأ في الحسابات العملية والأخلاقية، ورغم أنني أود أن أرى نهاية حماس، إلا أنه ليس من الممكن القضاء عليها في غزة، ومن المرجح أن يؤدي الغزو البري إلى تغذية التطرف بدلا من سحقه وبتكلفة لا تطاق في أرواح المدنيين".
واستدرك، "أريد بشكل خاص أن أتحدى الاقتراح الضمني أكثر منه الصريح بأن حياة سكان غزة أقل أهمية لأن العديد من الفلسطينيين يتعاطفون مع حماس. فالناس لا يفقدون حقهم في الحياة بسبب آرائهم، وعلى أية حال فإن ما يقرب من نصف سكان غزة هم من الأطفال.
وقال، إن هؤلاء الأطفال في غزة، بمن فيهم الرضع، هم من بين أكثر من مليوني شخص يعانون من الحصار والعقاب الجماعي.
وأكد، "لا ينبغي لإسرائيل أن تحصل على شيكات على بياض لذبح المدنيين أو حرمانهم من الغذاء والماء والدواء، يحسب لبايدن محاولته التفاوض بشأن وصول بعض المساعدات الإنسانية إلى غزة، لكن التحدي لن يتمثل في إدخال المساعدات إلى غزة فحسب، بل في توزيعها أيضا".
ويعتقد كريستوف، "أن الغزو البري المطول هو مسار محفوف بالمخاطر بشكل خاص، ومن المرجح أن يؤدي إلى مقتل أعداد كبيرة من الجنود والرهائن الإسرائيليين، والمدنيين في غزة".
وأشار إلى أن تسوية المدن بالأرض هو ما فعلته الحكومة السورية في حلب أو فعلته روسيا في غروزني ولا ينبغي أن يكون مشروعا مدعوما من الولايات المتحدة من قبل إسرائيل في غزة.
إن أفضل إجابة لهذا الاختبار هي أن نحاول، حتى في مواجهة الاستفزازات، أن نتمسك بقيمنا، وهذا يعني أنه على الرغم من تحيزاتنا، فإننا نحاول الحفاظ على قيمة جميع الأرواح باعتبارها متساوية.
وختم، "إذا كانت أخلاقك ترى أن بعض الأطفال لا يقدرون بثمن والبعض الآخر يمكن التخلص منه، فهذا ليس وضوحا أخلاقيا بل قصر نظر أخلاقي، يجب ألا نقتل أطفال غزة في محاولة لحماية الأطفال الإسرائيليين".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة القصف غزة الولايات المتحدة الولايات المتحدة غزة قصف الاحتلال شهداء صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أن یکون فی غزة
إقرأ أيضاً:
5 نصائح لحماية الأطفال من إدمان الهاتف والسوشيال ميديا .. فيديو
الرياض
قال استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين، الدكتور نادر الرحيلي، إن تحول الهاتف من وسيلة المتابعة والتفاعل والتعلم إلى الإدمان عند الأطفال، وأثر بالسلب عليهم عقليًا ونفسيًا .
وقال الرحيلي خلال مداخلته مع قناة «MBC» : ” لابد أن نعترف بوجود مشكلة كبيرة عند الأطفال والمراهقين، لا يجب أن نغفل عنها وهي الإدمان على الهواتف الذكية يوميًا” .
وأشار إلى وجود بعض الخطوات التي نستطيع تطبيقها للحد من هذه العادة، مثل : تقنين استخدام الهواتف الذكية، معرفة العمر المناسب لإعطاء الطفل أو المراهق الهاتف لاستخدامه بشكل يومي، لابد أن يكون لا عمره لا يقل عن 16 عام .
وأردف : الإطلاع على كافة البرامج التي يشهدها الطفل ومناقشة الأشياء التي يتعرض لها بشكل خاطئ، عدم استخدام الطفل أو المراهق للهاتف أثناء تواجده بمفرده .
واختتم حديثه بأن هناك حالات تستدعي زيارة المختص لحل هذه المشكلة، إذ ظهرت علامات مثل العصبية الشديدة، الانعزال عن الأسرة، تدهور مستوى الطفل الدراسي .