على طريقة مفروشات أيكيا..شركة سويدية تُصنع سيارات صغيرة بأقل من ربع وزن سيارة حديثة
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تبدو سيارة "Luvly O" المركونة على جانب رصيف تزيّنه الأشجار، مماثلة لأي سيارة صغيرة أخرى. فهذه السيارة ذات اللون الكريمي شبيهة بالصندوق غير أنها أنيقة، وتجسّد جماليتها الكلاسيكية الحديثة البساطة الاسكندنافية. كما أنّها لن تبدو نافرة إذا عُرضت بإحدى صالات عرض متجر "أيكيا"، لأكثر من سبب.
وإسوة بالمنتجات التي تبيعها شركة الأثاث السويدية العملاقة، تم تصميم السيارة بهدف تسليمها إلى وجهتها موضبة بشكل مسطّح.
تقول شركة "Luvly" الناشئة التي اتخذت من ستوكهولم مقرًا لها وتأسّست في عام 2015، إن سيارتها الأولى الجاهزة للتجميع، صغيرة جدًا وخفيفة الوزن بحيث يمكنها تقليل انبعاثات الكربون المرتبطة بالشحن بشكل كبير.
وتأمل الشركة، إلى تسليم المسطح الجديد، وأن تجعل الميزات الأخرى التي تتمتع بها السيارة الكهربائية، ضمنًا إطارها الخفيف للغاية والبطاريات القابلة للتبديل، من النقل المستدام أقل كلفة، بحسب ما ذكره هاكان لوتز، المؤسس المشارك والمدير التنفيذي لشركة "Luvly".
وهذه السيارة تزن أقل من 450 كيلوغرامًا، أي أقل من ربع وزن السيارة الحديثة متوسطة الحجم، وتتمتع بمدى يصل إلى 100 كيلومتر وسرعة قصوى تبلغ 90 كيلومترًا في الساعة، وهي سرعة يراها لوتز أكثر من كافية لغالبية التنقلات والرحلات اليومية في المناطق الحضرية.
ومن غير المرجّح أن تكون هذه السيارات مشروعك التالي الذي يمكنك تنفيذه بنفسك، إذ يقول لوتز: "كي تكون قانونية على الطرق، يجب تجميعها بواسطة مصنع سيارات مرخّص قبل تسليمها للعملاء".
رغم أنّ التجميع الذاتي ليس مطلوبًا، إلا أنّ متجر "أيكيا" كان له تأثير كبير. ولفت لوتز إلى أنّ "Luvly" تحاول أن تفعل للسيارات ما فعله متجر "أيكيا" للأثاث، "بجودة جيدة بما يكفي وتصميم جميل للغاية، وبكلفة زهيدة وفعالية ملائمة للجميع".
Credit: Luvlyحل "لوفلي" (Luvly)
وكانت السيارات الصغيرة تجوب شوارع المدن منذ خمسينيات القرن الماضي. واشتهرت سيارة "BMW Isetta" الشهيرة، التي كان وزنها 350 كيلوغرامًا فقط، بأسلوب "السيارة الفقاعية" الذي استمر بإلهام تصميم المركبات الخفيفة الحديثة.
لكن رغم أنّ السيارات الصغيرة تبدو لطيفة، إلا أنّ صيتها بأنها غير آمنة يلاحقها. فارتفاعها المنخفض، وإطاراتها الخفيفة، ومناطق امتصاص الضربات الأمامية المحدودة تعني أنه في الحوادث، خاصة مع السيارات الأخرى، يمكن أن يتعرّض السائقون لإصابات أكثر خطورة من سيارات الركاب. وأكثر من ذلك، فهي لا تخضع لمعايير السلامة ذاتها التي تخضع لها سيارات الركاب العادية، وليس هناك أي شرط لإجراء اختبارات التصادم.
في هذا الإطار، أشار لوتز إلى أنه "كي تتنافس المركبات الخفيفة مع السيارات الأخرى، ونأمل بأن تتفوق على السيارات المنافسة، يجب أن تكون آمنة". وتابع: "لن يقبل الناس الانتقال من قيادة سيارة الدفع الرباعي إلى قيادة ما هو في الأساس دراجة نارية ذات هيكل".
ولمعالجة هذه المشكلة، استوحت شركة "لوفلي" تصميم هيكلها من سيارات "فورمولا 1" التي تمّ تصنيعها بهيكل خفيف لكنّه قوي. ويحتوي إطار "Luvly O" على "هيكل شطيرة" بطبقة من الألومنيوم مبطنة من الجانبين برغوة بلاستيكية خفيفة الوزن. ولفت لوتز إلى أنه في حال اصطدام السيارة، سيتم امتصاص القوة من خلال الحشوة المبطنة وحماية السائق.
ورغم أنّ اختبارات التصادم ليست إلزامية، إلا أن لوتز أكد أنّ الشركة تجري عمليات محاكاة حاسوبية. وقال إن "استخدام أجهزة الكمبيوتر ليس رخيصًا، لكنه أرخص بكثير من تحطيم القطع في الواقع".
وتعمل "Luvly O" بواسطة بطاريتين قابلتين للشحن بوزن 16 كيلوغرامًا، ويمكن تبديلهما بمجموعة أخرى حتى تكون السيارة مدعومة دومًا بالطاقة.
هيكل سيارة لوفلي. Credit: Luvlyما برحت شركة "Luvly" تختبر نموذج "Luvly O" الأولي، لكنها تأمل بإطلاق السيارة العام المقبل بسعر يبلغ حوالي 10,000 يورو (10,500 دولار).
لكن السيارة الصغيرة الخفيفة الموضبة بشكل مسطح ليست هدف "Luvly" النهائي. فهي تخطط للسماح لمصنعي السيارات الأخرى استخدام تقنيتها التي حصلت فيها على براءة اختراع، لبناء نسخهم الخاصة منها.
الحجم مهمرغم تزايد تفضيل المستهلكين لنماذج السيارات الأكبر حجمًا، فإن لوفلي ليست وحدها في مجال تحديث السيارة الصغيرة.
في عام 2020، كشفت شركة صناعة السيارات الفرنسية "Citroën" عن سيارة "Ami" الكهربائية الصغيرة بمقعدين، وتزن 483 كيلوغرامًا التي تم تقليدها من قبل العلامة التجارية الألمانية "أوبل"، وشركة صناعة السيارات الإيطالية "فيات".
وفي العام الماضي، أطلقت شركة تصنيع السيارات الحضرية السويسرية "Micro" سيارة "Microlino"، وهي "سيارة فقاعية" تحاكي سيارة "Isetta" الصغيرة في خمسينيات القرن الماضي. وإسوة بـ"Luvly"، تستخدم "Microlino" هيكلًا مستوحى من السيارات الرياضية لتحسين شروط السلامة.
استوحيت سيارة Microlino ذات الطراز المستقبلي تصميمها من سيارات "الفقاعة" في خمسينيات القرن الماضي.Credit: Microlinoوقال ماشا بروست، خبير المركبات الخفيفة في مركز الفضاء الألماني، إن المناورة بالسيارات الصغيرة أسهل، وتتطلب أماكن ركن أصغر.
الأصغر أكثر أمانًاوأوضح بروست أن المركبات الخفيفة يمكنها أيضًا تحسين سلامة المشاة.
وبحسب دراسة أجراها معهد التأمين للسلامة على الطرق السريعة، وهو منظمة بحثية، ارتفع عدد المشاة الذين قتلوا على الطرق الأمريكية بشكل مطرد، خلال العقد الماضي.
وفي عام 2021، وصل عدد القتلى من المشاة بحوادث المرور في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى له منذ 40 عامًا. ترجع هذه الزيادة جزئيًا إلى الشعبية المتزايدة للسيارات الرياضية متعددة الاستخدامات (SUV).
ولفت بروست إلى أنّه "قد تكون سيارة الدفع الرباعي آمنة جدًا للشخص الذي يجلس في السيارة، لكن ربما ليس لمستخدمي الطريق الآخرين".
السويدالبيئةتصاميمسياراتنشر الأربعاء، 25 أكتوبر / تشرين الأول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: البيئة تصاميم سيارات کیلوغرام ا إلى أن
إقرأ أيضاً:
دراسة طبية حديثة تكشف عن وجود كائنات حية "مجنونة" في أفواه وأمعاء البشر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت دراسة طبية حديثة قام بإجرئها الباحثون في جامعة ستانفورد عن وجود شكل جديد وغريب من كائنات حية مجنونة في أفواه وأمعاء البشر تشبه الفيروسات تحمل أسرار مذهلة قد تغير مفهوم الكائنات الدقيقة وفقا لما نشرته مجلة ديلي ميل.
أطلق العلماء على هذه الكائنات الحية اسم "المسلات"وهي عبارة عن قطع دائرية من المادة الوراثية تحتوي على جين أو جينين وتنظم نفسها بشكل يشبه العصا.
وتظهر في أفواه نصف سكان العالم بينما يحملها 7% فقط في أمعائهم ولكنها اكتشفت فقط عندما كان العلماء يبحثون عن أنماط لا تتطابق مع أي كائنات حية معروفة في المكتبات الجينية.
وتستعمر هذه البكتيريا أفواه وأمعاء البشر وتعيش داخل مضيفها لمدة تصل إلى عام تقريبا و لكن العلماء لا يعرفون كيف تنتشر كما انها تحتوي على جينومات من حلقات الحمض النووي الريبوزي أشباه الفيروسات وهي ممرضات نباتية ما يترك الخبراء في حيرة من أمرهم حول سبب وجودها في بكتيريا مرتبطة بالبشر.
وقال مارك بييفر عالم الأحياء الخلوية والتطورإنه أمر جنوني كلما نظرنا أكثر رأينا أشياء أكثر جنونا وما يزال غير واضح إذا كانت المسلات ضارة أو مفيدة
كما قال العلماء إن هذه الكائنات الصغيرة والبدائية قد تكون لعبت دورا حيويا في تشكيل التنوع البيولوجي الذي يوجد على الأرض اليوم حيث قد تكون قادرة على إصابة كائنات من أنواع حية مختلفة طوال تطورها.
وما يزال العلماء غير متأكدين مما إذا كانت هذه الكائنات الحية المكتشفة حديثا قادرة على جعل البشر مرضى ولكن هناك نوعا واحدا من الفيروسات النباتية يمكنه ذلل وهو التهاب الكبد الوبائي د.
ويشير العلماء إلى أن المسلات والفيروسات النباتية هي كائنات غير حية من الناحية الفنية وتعتمد على المضيف للبقاء على قيد الحياة فهي لا تأكل ولا تتجدد ولا تتكاثر.
ومع ذلك يعتقد بعض العلماء أن الفيروسات النباتية تمثل أقدم الكائنات الحية على كوكب الأرض.
وقادت إيفان زيلوديف عالمة الكيمياء الحيوية في جامعة ستانفورد الفريق لاكتشاف المسلات من خلال تحليل بيانات من قاعدة بيانات حمض نووي ريبوزي (RNA) تحتوي على آلاف التسلسلات التي تم جمعها من أفواه وأمعاء البشر ومصادر أخرى وكشفت تحليلاتهم عن 30 ألف نوع مختلف منها وكانت جينوماتها قد تم تجاهلها سابقا لأنها تختلف تماما عن أي كائن حي معروف سابقا.
لكن النتائج تشير إلى أن المسلات ليست نادرة وتفاوت نوع المسلات بناء على الجزء الذي وجد فيه من الجسم والعينة البشرية التي جاء منها.
وأشارت التحليلات طويلة الأمد إلى أن نوعا واحدا من المسلات يمكن أن يعيش داخل مضيف بشري لمدة عام تقريبا ويعتقد العلماء أن هذه الكائنات تستعمر خلايا البكتيريا لتتكاثر بطريقة مشابهة لكيفية إصابة الفيروسات للمضيف ثم تتكاثر داخله.
وفي الوقت الحالي يمكن للعلماء فقط التكهن بالأدوار التطورية والبيئية التي تلعبها المسلات ومن المحتمل أن تكون هذه الكائنات طفيلية وتسبب ضررا لخلايا مضيفها لكنها قد تكون أيضا مفيدة أو غير ضارة.
وإذا كشفت الدراسات المستقبلية أن المسلات لها تأثير كبير على صحة أو وظيفة الميكروبيوم البشري فسيكون ذلك اكتشافا مهما لصحة الإنسان.