خسوف واقترانات للقمر في اخر اسبوع بأكتوبر
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
يشهد شهر أكتوبر الحالي العديد من الظواهر الفلكية المهمة التي ينتظرها الملايين من عشاق الظواهر الفلكية حول العالم، ويهيمون عشقًا بتصويرها وتوثيق تلك اللحظات النادرة.
ويشار إلى أن أخر أسبوع بأكتوبر به العديد من الظواهر الفلكية المهمة مثل اقترانات للقمر مع كواكب داخل المجموعة الشمسية وخارجها، فضلًا عن ظاهرة الخسوف، وغيرها من الظواهر الفلكية التي تكونمشاهدتها ممتعة ويحبها الهواة لمتابعتها وتصويرها بشرط صفاء الجو وخلو السماء من السحب والغبار وبخار الماء، علما بأن الظواهر الليلية ليس لها أى أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومى على الأرض
خسوف جزئى للقمر ويحدث في 28 أكتوبر ويكون مرئي في مصر، ويتم عندما يمر القمر عبر شبه ظل الأرض، ولا يمر سوى جزء صغير منه عبر الظل التام للأرض وهو ما يُعرف بالخسوف.
ويمكن وصف الظاهرة، عندما يصبح جزء من القمر داكنا أثناء تحركه عبر ظل الأرض حيث يصبح الجزء السفلى من قرص القمر كما سيتراءى فى مصر، كما سيكون الخسوف مرئيا فى جميع أنحاءأفريقيا وأوروبا وآسيا.
اقتران القمر والمشترىويحدث اقتران القمر في يومى 28 و29 أكتوبر، يقترن القمر للمرة الثانية خلال هذا الشهر مع كوكب المشترى "أكبر كواكب المجموعة الشمسية" حيث نراهما متجاوران فى السماء باتجاة الشرق بعد غروب الشمس ودخول الليل ويظلا بالسماء طوال الليل إلى أن يختفى المشهد فى شدة ضوء الشفق الصباحى.
اقتران القمر والحشد النجميأما في 30 أكتوبر عند نهاية الشهر، يقترن القمر للمرة الثانية خلال هذا الشهر مع الحشد النجمى "الثريا" أو ما يعرف ببلايدس أو الأخوات السبع فى برج الثور، وهو أحد ألمع وأشهر الحشود النجمية المفتوحة فى السماء الشمالية.
رؤية الاقتران في اتجاه الشرقوتُجدر الإشارة إلى أنه يمكن رؤية هذا الاقتران باتجاه الشرق بحلول الـ 6:30 مساءا تقريبا، ويظلا بالسماء طوال الليل إلى أن يختفى المشهد فى شدة ضوء الشفق الصباحى من جراء شروق الشمس.
كما يُشار إلى أن أفضل الأماكن لمشاهدة الظواهر الفلكية عموما يكون فى السواحل والحقول والصحارى والبرارى والجبال.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الظواهر الفلكية خسوف جزئي للقمر الظواهر الفلکیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: ابتُلي العالم الإسلامي بفتنٍ كقطع الليل المظلم
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن العالم الإسلامي ابتُلي في العصر الحديث بفتنٍ كقطع الليل المظلم، وكان غالب سببها الغلو وسوء الفهم للنصوص الشرعية، فاستسهل بعض الناس قذف المسلمين بالبدعة والكفر والشرك والجهل، في مسائل خلافية قد قال بها أئمة الإسلام وعلماؤه. ولم يُدرك هؤلاء أن سرَّ خلود هذا الدين إنما هو في الاختلاف المحمود، الذي دعا إليه الإسلام، وتمثل فيه علماء الأمة منذ نشأة حضارتها.
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن الداء الذي تغذّى به دعاة الفتنة هو غياب آداب الحوار وضوابط الاختلاف، وهي التي تعصم طالب العلم من التهور والغلو، إذا كان مطلبه الوصول إلى الحق، لا الانتصار لهوى أو تعصّب، قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ﴾.
وقد كانت سنة السلف في اختلافهم استعمال اللين والقول الحسن، لأن ذلك أقرب إلى تهذيب النفوس وكسر العناد، مصداقًا لقوله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } ، وقوله تعالى: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا}.
وكان رسول الله ﷺ في غاية الخلق، لم يكن فاحشًا، ولا سبابًا، ولا لعّانًا، فاستمسك العلماء بهديه ﷺ حتى في اختلافهم؛ فنرى الإمام الذهبي يثني ثناءً عطِرًا على الإمام تقي الدين السبكي، مع أنه من أئمة الأشاعرة، الذين كان بينه وبين شيخ الذهبي – ابن تيمية – من الخلاف ما هو معروف.
ولم يكن علماء الأمة يتبعون الظنون والأوهام في تخطئة الناس أو رميهم بالجهل أو الخيانة، بل قرروا أن الأصل في عموم المسلمين العدالة وحسن الظن، وأن كلام المسلم – لا سيما العالم – يُحمل على أحسن المحامل، متى أمكن ذلك. فالاحتياط في الاتهام أولى، والتمهل في الفهم أجدى؛ لأن هؤلاء إنما يتكلمون بمستند شرعي، وإن لم يُصرّحوا به، وهذا هو المعتمد في كتب الفقهاء حين يذكرون المسائل دون ذكر أدلتها.
وكذلك كان دأب المحدثين، فلم يجرّحوا أحدًا إلا في مقام الرواية، أما في غير ذلك فكانوا أحرص الناس على حسن الظن، والأدب، وستر الجاهل، وبسط الوجه. ولم يكن من شيمهم السباب، ولا التحقير.
ومن الشغب الذي ظهر في الأزمنة المتأخرة أن تشبّه بعض الناس بالعلماء دون أن يتحلّوا بأخلاقهم، فخدعوا الناس بصخب الكلام، وحماسة الخطاب، وتزيّنوا بلباس العلم دون جوهره.
يقول الحافظ ابن رجب الحنبلي: "ولما كثر اختلاف الناس في مسائل الدين، وكثر تفرقهم، كثر بسبب ذلك تباغضهم وتلاعنهم، وكلٌّ منهم يظن أنه يُبغض لله..."،
ثم يقول: "وها هنا أمرٌ خفي ينبغي التفطن له، وهو أن كثيرًا من أئمة الدين قد يقول قولًا مرجوحًا، ويكون فيه مجتهدًا مأجورًا، موضوعًا عنه الخطأ فيه، ولا يكون المنتصر لمقالته تلك في درجته، لأنه قد لا ينتصر لهذا القول إلا لكون متبوعه قد قاله. وأما هذا التابع، فقد شاب انتصاره لما يظنه حقًا إرادةُ تعظيم متبوعه وظهور كلمته، وأنه لا يُنسب إلى الخطأ، وهذه دسيسة تقدح في قصده الانتصار للحق، فافهم هذا فإنه أمرٌ عظيمٌ مهم". [جامع العلوم والحكم].
إن الصحابة والتابعين وسائر أئمة الإسلام لم يجعلوا الهوى مطيتهم، بل قصدوا وجه الحق، وحافظوا على أخوة الإسلام فوق كل خلاف، لأنها أصل لا قيام للدين بدونه، ولو تباينت الآراء، وتعددت الاجتهادات.