أغنية (أصبح عندي الان بندقية).. رسالة بعثها العراقيون لإسرائيل!!
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
بقلم: فالح حسون الدراجي ..
في البدء أعترف علناً بأني لا أحب (حماس)، وذلك لأسباب عديدة، بعضها آيدولوجي، وبعضها سياسي، وبعضها (هيچ من الله ما احبها) !!
ولا أريد أن أذكّر بشتائم مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين، بحق أهلي (الشيعة)، ولا ماقاله خليفته في قيادة الحركة عبد العزيز الرنتيسي من كلام مؤلم وجارح بحق أخوته (الروافض) الذين يقاتلون اليوم الى جانبهم كتفاً الى كتف، وبندقية مع بندقية.
نعم أنا لا أحب حماس، لكني مستعد اليوم تمام الاستعداد لحمل البندقية ومقاتلة الصهيونية حد الموت دفاعاً عن أطفال غزة وشعبها المظلوم..
ولأن الظروف عصيبة الآن، وحرجة جداً، تتطلب منا الوقوف صفاً واحداً، ونسيان الماضي بكل خلافاته واختلافاته، لذا سأتجاوز مواقف حركة حماس السياسية السابقة، وأركن فتاوى قادتها الطائفية الظالمة، احتراماً لدماء الشعب الفلسطيني، وتضامناً مع صمود المقاومة الباسلة، فانا أرى أن وحدة الجبهة المعادية للامبريالية والصهيونية، بمختلف عقائد حركاتها واحزابها، وباختلاف رؤاها الفكرية والآيدلوجية، باتت اليوم قضية في غاية الأهمية..
فضلاً عن أن الوقوف بعيداً (عن التل) أمر لايليق بشخص مثلي، أحزنه وأوجعه وأبكاه مرأى أطفال غزة وهم يدفنون تحت الانقاض، او يموتون في مستشفيات مظلمة تخلو من الأدوية، والاوكسجين، والكهرباء..
لذلك سأفتح بكل صدق صفحة جديدة مع حماس ومع كل من يشبهها أيضاً..
صفحة بيضاء تتصدرها الدعوة للتآخي والتعاون والاصطفاف، ومساندة الشعب الفلسطيني، الذي يقاوم اليوم بشرف كل عمليات الإبادة والالغاء .. وقبل كل شيء، وحتى لا يتهمني البعض باتهامات باطلة، فإني أعلن موقفي الرافض لقتل المدنيين في جميع بلدان العالم، ودون استثناء ..!
وعودةً للعمليات في غزة، أقول، إن الصهيونية وآلتها الحربية التدميرية التي يقودها المجرم نتنياهو، لن تقف عند حد أو خط أحمر، إنما هي ماضية في تجاوز كل الخطوط الحمر
دون أن يردعها رادع اخلاقي، أو يمنعها وازع انساني، وإلا فماذا نسمي منع وقطع الماء والدواء والغذاء، والكهرباء عن جميع الأطفال والمرضى الفلسطينيين في غزة، وماذا نقول عن (دولة) لا تفرق في غاراتها وقنابلها وصواريخها بين مستشفى ومعسكر، ولا بين مقر حزبي وجامع وكنيسة، أو بين طفل ومقاتل حمساوي ..؟!
إن روح الفرد الصهيوني المدججة بالكراهية لأي كائن فلسطيني، وشهوة القتل والانتقام الأعمى، التي سيطرت على نفوس الصهاينة، والسعي لإبادة الشعب الفلسطيني بكل مكوناته، والغاء وجوده من الخارطة الإنسانية، سواء أكان مقيماً في غزة أو في الضفة الغربية، أو لبنان، أو في المريخ حتى.. إن هذه الشهوة الانتقامية التي أعمت بصيرة هذا الجيش، وعطلت حواسه الآدمية – أشك أن لديه أي آدمية- جعلته (يقفل) على هدفه الفاشي، رافضاً التوقف عن عمليات الابادة، او حتى الموافقة على ايقاف مؤقت للقتال، من أجل إدخال المعونات والتجهيزات الطبية، والانسانية، بل أن نتنياهو رفض حتى الهدنة لساعات معدودة من أجل تسليم عدد من الرهائن الاجانب للصليب الأحمر.
وإزاء هذه الروح العدائية الشريرة، وهذا الإصرار على تدمير غزة، وإبادة أهلها، لم يعد قطعاً امام الشعوب العربية، وأمام المجتمع الدولي بكل تفاصيله الانسانية، سوى مواجهة (الثور الجريح)، بما يردعه ويوقفه عند حده.. ولا أذيع سراً لو قلت ان اسرائيل كسبت جراء عمليات حماس يوم 7 تشرين (اكتوبر)، تعاطفاً دولياً واسعاً غير مسبوق، لكن الكيان الصهيوني وجيشه المجرم أضاعوا بعدوانهم على غزة هذا التعاطف بسرعة قياسية، فتحول التعاطف من جهة اسرائيل الى جهة غزة خلال يومين لا أكثر، بدليل التنديدات والاستنكارات الدولية الكبيرة، وخروج الملايين من المحتجين، الغاضبين في مختلف بلدان العالم، وهم ينددون ويستنكرون الاعتداءات الصهيونية بحق المدنيين في غزة.. حتى وصل الأمر الى أن يتظاهر (اليهود) أنفسهم ضد عمليات القصف على المدنيين الفلسطينيين، بل وأن يحتل مئات اليهود الامريكيين مقر الكونغرس الأمريكي، منددين بجرائم الجيش الاسرائيلي، وهو أمر غير مسبوق بالمرة.. فكانت صفعة لنتنياهو، وأركان حكومته، ورسالة قوية للرئيس بايدن ..
ولعل موقف الآلاف من اليهود في اسرائيل ذاتها كان الأكثر وضوحاً وهم يطالبون بايقاف الحرب ورفض العدوان على المدنيين الفلسطينيين.. لاسيما القوى اليسارية اليهودية التي تصدرت المشهد الرافض للإبادة.. كما أن أصوات الأحزاب اليسارية والمنظمات الديمقراطية في العالم، كانت الأشد تأثيراً بين الأصوات المؤيدة للفلسطينيين، والمنددة باسرائيل .. وفي العراق، فقد ضج الشارع الشعبي بالاحتجاجات القوية الرافضة، بحيث باتت اصوات المحتجين تسمع في كل المدن العراقية، وأولها صوت الحكومة العراقية، خصوصاً رئيسها السوداني، الذي القى كلمة مهمة ومؤثرة في قمة القاهرة للسلام، حتى أصبحت كلمته- لتميزها وشجاعتها- حديث العرب جميعاً.. كما أن الصوت العراقي المؤيد للشعب الفلسطيني بات مسموعاً في كل بيت ومقر وجامع وكنيسة وسوق، ومنتدى، ومدرسة وملعب، وحوزة، بدءاً من المرجعيات الدينية، الى المرجعيات السياسية، والاجتماعية والرياضية، بحيث اتفق العراقيون على مساندة ودعم المقاومة في غزة.. وللامانة فقد كان للحزب الشيوعي العراقي، وقوى التيار الديمقراطي، وفصائل المقاومة في العراق، موقف مشرف من هذا العدوان.. فقد أصدر الحزب الشيوعي العراقي بياناً (قوياً) مؤيداً لشعب غزة، وأصدر نشرة داخلية (خاصة) أيضاً، صادرة عن اجتماع المكتب السياسي للحزب في 13-10-2023 تخص (تطورات العدوان الإسرائيلي)، وفي هذه (المتابعة ) وجدت كلاماً وموقفاً شجاعاً واضحاً لم أسمعه من حزب سياسي آخر، ناهيك من تصريحات ومقالات ومقابلات عديدة أدلى بها قياديو الحزب، مثل الشخصية الشيوعية المعروفة جاسم الحلفي، وغيره، ليتوٌج كل ذلك بتصريح مهم لسكرتير الحزب رائد فهمي، نشره المركز الاعلامي للحزب الشيوعي، وصف فيه العدوان الاسرائيلي (بالمشين)، طالباً من (شعوب البلدان العربية اخذ المبادرة والضغط لطرد سفراء الاحتلال الصهيوني من عدد من العواصم العربية ووقف عمليات التطبيع المشينة، وان تضغط على حكوماتها للتحرك على مختلف المستويات لوقف حرب الانتقام والمجازر وحرب الإبادة الصهيونية).. وما مطالبة رائد فهمي : (بإقامة دولة فلسطين الوطنية المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس)، إلا الكلام الذي تمنيت أن ياتي يوماً على لسان أحد السياسيين العرب.. فجاء أخيراً على لسان قائد شيوعي بارز.. إن روعة هذه المطالبة تكمن في دولة مستقلة تكون عاصمتها (مدينة القدس)، وليس (القدس الشرقية) حيث يطالب للأسف بعض القادة العرب، ولا على (اجزاء من القدس) كما طالب ترامب اكثر من مرة ..!
إن هذا الكيان لن يندحر ولا يهزم إلا بالمقاومة الشعبية، تلك المقاومة التي بدأت ملامحها تتضح في العراق وبقية البلدان العربية، إذ حين يردد المواطن العراقي اليوم أغنية (أصبح عندي الان بندقية .. الى فلسطين خذوني معكم)، وهي أغنية كانت أم كلثوم قد أطلقتها قبل 55 عاماً، ونساها العرب منذ أن بيعت قضية فلسطين، فعلى اسرائيل أن تفهم الرسالة جيداً، وتدرك ان المعركة لم تعد معركة جيوش تهزم، وتسلم للعدو، سيناء والجولان والضفة بست ساعات، إنما باتت معركة المواطن العربي، خصوصاً وأن لديه اليوم (بندقية) ..!
وفي الختام، أنقل لكم تعبيراً لطيفاً أعجبني جداً، أطلقه أمس النائب اللبناني ناصر قنديل، وقد وجدت فيه مغزىً عظيماً، وهو يأتي تعقيباً على ما يجري اليوم في غزة، حيث يقول: (هناك 57 دولة إسلامية، منها 25 دولة عربية .. ويقولون: أين حزب الله ..)؟!
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات فی غزة
إقرأ أيضاً:
كاتب إسرائيلي: حماس انتصرت علينا في ستة مجالات داخلية وخارجية
أكد كاتب إسرائيلي أن المنتصرين في الحروب ليسوا من يقتلون المزيد من الجنود، ومن يسيطرون على المزيد من الأراضي.
وقال ييغآل بن نون، خبير العلاقات السرية بين دولة الاحتلال والمغرب، إنه "منذ خمسينيات القرن العشرين، انتهت جميع الحروب التي شنتها الولايات المتحدة بالفشل، ومقتل ملايين المدنيين، خمس حروب دامية أظهرت ضعف قوة عالمية رائدة: الحرب الكورية 1950-1953، وحرب فيتنام 1964-1975، وحرب الخليج الأولى 1991، وحرب أفغانستان 2001-2014، وحرب العراق 2003-2011، ولم تساهم أي من هذه الحروب بتعزيز قوة الولايات المتحدة، بل إنها ألحقت أضراراً بالغة بملايين المدنيين".
وأضاف في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل"، وترجمته "عربي21" أن "هذه النتيجة مهم أن تكون حاضرة لدى دولة الاحتلال بوصفها "تغذية راجعة"، مفادها أن المنتصرين في الحروب ليسوا من يقتلون المزيد من الجنود، ومن يسيطرون على المزيد من الأراضي، ويبدو أن الولايات المتحدة وأوروبا تعلمتا الدرس، وقررتا حل صراعات الدول في المقام الأول بالوسائل غير العسكرية، ولعل نموذج الحرب الباردة ماثل أمام الإسرائيليين، حيث هزمت الولايات المتحدة الاتحاد السوفييتي دون إطلاق رصاصة واحدة، وهذه طبيعة الحروب الدائرة اليوم بين الولايات المتحدة والصين، وبينها وبين أوروبا".
واعترف أنه "في المقابل، فإن حماس كمنظمة عصابية بلا جيش وبلا دولة، انتصرت على الإسرائيليين في عدة مستويات في فترة قصيرة من الزمن: أولها تنفيذ هجوم قاتل في السابع من أكتوبر، وثانيها جرّ الجيش إلى غزة دون أن يكون مستعداً له، وثالثها منع القضاء عليها على يد أحد أفضل الجيوش في العالم، ورابعها جرّ الاحتلال للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي لارتكابها جريمة إبادة جماعية، وخامسها نجحت بوضع القضية الفلسطينية على الأجندة العالمية، وسادسها جعلت الإسرائيليين غير مقبولين في نظر أجزاء واسعة من العالم".
وأشار إلى أنه "قبل هجوم السابع من أكتوبر لم تكن أي دولة عربية تهدد إسرائيل، بل سعى أغلبها للتقرب منها، أما بعده، فإن أغلب الدول تخشى من الأعمال المسلحة والمليشيات العصابية التي قد تجرّها إلى صراعات عالمية، وبعد أن ظهر الوضع السياسي لإسرائيل مثاليا في كثير من النواحي، وامتلك أحد أكثر الأجهزة الأمنية شهرة في العالم كالموساد والشاباك، لكنه بعد الفشل الذريع، أصبح واضحا أن الجيش ليس الجهاز المناسب لمنع المليشيات العصابية من استهداف المستوطنين، وليس الوسيلة المناسبة لحمايتهم".
وكشف أن "هجوم السابع من أكتوبر أدى إلى انهيار المزايا التي احتاجتها إسرائيل، حيث فشلت تدابيرها الأمنية، وتبين أن قوة الجيش أعطت الإسرائيليين وهماً من الأمن، وثبت خطأ اعتقادهم بأن الأسوار الكهربائية وعشرات الكيلومترات من الجدران التي كلفت مليارات الدولارات، ستجعلهم يتغلبون على أي سيناريو مفاجئ، حيث لم يكن سلاح الجو مستعدًا لسيناريو الغزو الجماعي، وانهارت أجهزة الاستخبارات بسبب الكم الهائل من المعلومات التي فُرِضت عليها، وتبين أن البيانات الضخمة لا تشكل ضمانة للمعرفة الفعالة".
وتساءل: "هل كان الاجتياح الفوري لغزة هو الطريق الصحيح للسيطرة على حماس، وهل كانت هناك خطة معدة مسبقاً لتحديد أماكن الأنفاق وتدميرها، مع أن الوضع يقول إن حماس جرّت الاحتلال للحرب التي أرادتها، والجيش اليوم يعاني من نقص هيبته، ما يستدعي من قيادة الدولة إعادة النظر في قضية الأمن، بعيداً عن العامل العسكري، لأن الحرب على المليشيات المسلحة لا تتطلب بالضرورة استخدام الزي الرسمي، والصفوف المكشوفة، وتركيز المعلومات الحساسة في معسكرات الجيش، والجدران والأسوار الشائكة الكهربائية".
ودعا بن نون إلى "استخلاص الدرس المستفاد من فشل الحرب الحالية في غزة بعدم زيادة تسليح الجيش، والبحث عن حلول غير تقليدية، بدليل أن حماس لم يكن لديها سلاح جوي، ولا دبابات، ولا وسائل تكنولوجية متطورة، بل لجأت للتفكير والخداع، وحققت هدفها بسهولة مدهشة في مواجهة جيش هائل، والاستنتاج الواضح أن الجيش لا يشكل ضمانة أكيدة للدفاع عن دولة إسرائيل، ما يستدعي التوقف عن الاعتماد الحصري على القوة العسكرية، وقتل المقاومين، واحتلال أراضي الفلسطينيين".