عقار يكشف عن ملامح «الحل» ويتحدث عن دمج الدعم السريع
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
جوبا – نبض السودان
أكد نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار إير حرص الحكومة على إنهاء الحرب الحالية وفق خارطة الطريق التي طرحتها في وقت سابق القائمة على أربع مراحل تشمل مرحلة فصل القوات والعملية الانسانية ومرحلة معالجة قضية الحرب بدمج (قوات الدعم السريع وإنشاء جيش واحد) ومرحلة العملية السياسية التي تقوم على الاتفاق على الدستور وكيف يحكم السودان.
وقال سيادته لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية للأطراف الموقعة على اتفاق سلام جوبا فى 20 إكتوبر 2020 بمدينة جوبا حاضرة جمهورية جنوب السودان وبحضور الوساطة الجنوبية وأطراف الاتفاقية والمنظمات الإقليمية ممثلة في الاتحاد الأفريقي والايقاد والدولية ممثلة في الامم المتحدة- اليونيتامس قال إن المبادرات الحالية المطروحة لمعالجة الحرب تتسم بتعدد المنابر وانها متناقضة مشيرا إلى وجود اربعة منابر وصفها بانها غير متناسقة وفي كثير من الاحيان متنافسة فيما بينها لتباين أجنداتها واهدافها.
واشار إلى أن المطلوب في هذا المنحى الاخذ في الاعتبار الوضع الاقتصادي والوضع التنفيذي بالبلاد، إضافة إلى شعور المواطن تجاه الانتهاكات التي ارتكتبها مليشيا الدعم السريع من خلال اعتداءتها الجسيمة وخرقها للقانون الدولي الانساني واصفا حربها الحالية بالحرب الاستيطانية التي تجري بمشاركة قوات من خارج السودان وتنفذ اجندات عابرة للحدود بما فيها اطماع بعض الدول.
واوضح أن المليشيا هزمت ادعاءاتها باستعادة الديمقراطية ومحاربة دولة 56 منذ الطلقة الأولى للحرب عندما بدأت في ممارسة الإنتهاكات والتعديات على المواطنين بالسلب والنهب والاغتصاب، والتى شهد عليها الشعب والعالم.
وأضاف عقار ان قوى الحرية والتغيير استقوت في مساعيها بالمجتمع الدولي بما قدمته من مبادرة مستندة على الاتفاق الاطاري مما انتج مبادرة رديئة لاحتوائها على تناقضات واطماع هذه المجموعة وبعض الدول بما أدى إلى تعميق التناقضات الداخلية الموجودة اصلا بين الكتل السياسية والمدنية التي ادت إلى النزاع المسلح الحالي.
وحيا نائب رئيس مجلس السيادة صمود الشعب السودانى وصبره كما حيا حضور الجلسة الاستهلالية لتقييم اتفاق سلام جوبا، مشيرا إلى أهمية ان يضطلع الموقعون على الاتفاق، إلى جانب تقييم مصفوفة الاتفاق المحدثة في العام 2023 إلى وضع انجع السبل لوقف الحرب الحالية ومعالجة تحديات تنفيذ الاتفاق التى نتجت عنها.
ولفت نائب رئيس مجلس السيادة إلى التهديد الماثل للحرب على المنطقة لاسيما منطقة القرن الأفريقي والدول المجاورة والدول المشاطئة للبحر الأحمر.
ودعا نائب رئيس مجلس السيادة فى ختام كلمته إلى ضرورة وحدة الصف الوطني حول القضايا المصيرية والالتفاف حول الجيش ودعمه لانه يمثل صمام امان تماسك السودان ووحدة ترابه.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: الحل عقار عن ملامح ويتحدث يكشف نائب رئیس مجلس السیادة
إقرأ أيضاً:
من يدعم بقاء السودان موحدا هو من يدعم بقاء الدولة
بعض القوى السياسية من جماعة (تقدم) وتحديدا من عناصر فيهم أكثر تحالفا مع مليشيا الدعم السريع تسعى لتشكيل حكومة، هناك مقولة تهكمية في رواية (مزرعة الحيوان) ننسج على منوالها هذه العبارة: (كل جماعة تقدم حلفاء للدعم السريع إلا أن بعضهم أكثر تحالفا من الآخرين)، المقولة الأصلية هي (كل الحيوانات متساوية إلا أن بعض الحيوانات أكثر مساواة من الآخرين)، هي مقولة من القواعد التي وضعتها (الخنازير) بعد ثورتها التي صورها الأديب الإنجليزي الساخر جورج أورويل.
من المهم أن تبدأ هذه الجماعة مراجعات كبيرة وجذرية، فمن يرغب منهم في تشكيل حكومة موازية لحكومة السودان الواقعية والمعترف بها ليس بريئا من حالة عامة من غياب الرشد الوطني والتمادي بالصراع لأقصى مدى هذا نوع من إدمان حالة المعارضة والاحتجاج دون وعي وفكر. وهؤلاء لا يمكن لجماعة تقدم نكران أنهم جزء منها بأي حال.
الخطأ مركب يبدأ من مرحلة ما قبل الحرب، لأن السبب الرئيس للحرب هو تلك الممارسة السياسية السابقة للحرب. ممارسة دفعت التناقضات نحو مداها الأقصى، وهددت أمن البلاد وضربت مؤسساتها الأمنية، لقد كان مخططا كبيرا لم ينتبه له أولئك الناشطون الغارقون في حالة عصابية مرضية حول الكيزان والإسلاميين، حالة موروثة من زمن شارع المين بجامعة الخرطوم وقد ظنوا أن السودان هو شارع المين.
ثمة تحالف وتطابق في الخطاب وتفاهم عميق منذ بداية الحرب بين الدعم السريع وجماعة تقدم، واليوم ومع بروز تناقضات داخل هذا التحالف بين من يدعو لتشكيل حكومة وبين من يرفض ذلك، فإننا أمام حالة خطيرة ونتيجة منطقية للسردية الخاطئة منذ بداية الحرب.
الحرب اليوم بتعريفها الشامل هي حرب الدولة ضد اللادولة، آيدلوجيا الدولة دفاعية استيعابية للجميع وتري فيها تنوع السودان كله، ولم تنقطع فيها حتى سبل الوصل مع من يظن بهم أنهم من حواضن للمليشيا، هذه حقيقة ملموسة. أما آيدلوجيا المليشيا هجومية عنيفة عنصرية غارقة في خطاب الكراهية، وتجد تبريراتها في خطاب قديم مستهلك يسمى خطاب (المظلومية والهامش).
من يدعم بقاء السودان موحدا هو من يدعم بقاء الدولة، وكيفما كانت تسميته للأمور: وقف الحرب، بناء السلام، النصر…الخ، أو غير ذلك المهم أنه يتخذ موقفا يدعم مؤسسة الدولة القائمة منحازا لها، من يتباعد عن هذا الموقف ويردد دعاية الدعم السريع وأسياده في الإقليم فإنه يدعم تفكيك السودان وحصاره.
نفهم جيدا كيف يمكن أن يستخدم مشروع المليشيا غير الوطني تناقضات الواقع، والأبعاد الاجتماعية والعرقية والإثنية، لكنه يسيء فهمها ويضعها في سياق مضلل هادفا لتفكيك الدولة وهناك إرث وأدبيات كثيره تساعده في ذلك، لكننا أيضا نفهم أن التناقض الرئيس ليس تناقضا حول العرق والإثنية بل حول ماهو وطني وما ليس وطني، بكل المعاني التي تثيرها هذه العبارات.
عليه ومهما عقدوا الأمور بحكومة وهمية للمليشيا مدعومة من الخارج، ومهما فعلوا سيظل السودان يقاتل من أجل سيادته وحريته ووطنيته والواقع يقول أن دارفور نفسها ليست ملكا للمليشيا، وأن الضعين نفسها هي جزء من السودان الذي يجب أن يتحرر ويستقل ويمتلك سيادته عزيزا حرا بلا وصاية.
والله أكبر والعزة للسودان.
هشام عثمان الشواني
إنضم لقناة النيلين على واتساب