كل الدعم لجهود ايقاف الحرب في السودان
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
على طول المسيرة البشرية هناك أشخاص ايجابيون يعملون دائما على تغيير الواقع إلى الأفضل من أجل حياة كريمة يسمو بها الإنسان ويرتقي بنفسه ومجتمعه ووطنه، وبذات القدر بل أكثر منه هناك السلبيون الذين هم في تضداد مستمر مع كل ما هو إيجابي، دائما يركنون إلى التبريرات الواهية كل مواقفهم مبنية على الأوهام وليس لهم من ركائز في ما يبنون عليه من آراء ووجهات نظر غير ما تتناقله ألسن العامة بلا هدى ولا كتاب منير، لذلك ليس لهم القدرة على اقناع الآخرين بوجهة نظرهم عكس الايجابيون الذين يدخلوا في الناس السعادة والأمل في الغد المشرق، والاطمئنان بأن كل مشكلة ولها حل.
سقت هذه المقدمة لأحيئ كل الجهود الوطنية المخلصة التي تجري الآن على أكثر من صعيد من أجل ايقاف عجلة الحرب في بلادنا العزيزة، وبالتالي وقف النزف اليومي للدم السوداني العزيز في كل ارجاء السودان الحبيب، شخصيا اتابع ما يحدث في العاصمة الاثيوبية أديس ابابا من خلال بعض الزملاء والمهمومين بقضية الأمن والسلام في ربوع بلادنا العزيزة، هذه جهود محمودة جدا اعتبرها صرخة في وادي الذين يقفوا الآن مكتوفي الأيدي ينتظرون معجزة من السماء تأتيهم لارجاع الأمور إلى نصابها الصحيح، ثم يشككوا في جهود كل من أعمل عقله وفكره وعلاقاته الواسعة لحقن الدماء، بل يجتهدوا ويستميتون في تشويه سمعة كل من يقود عملا ايجابيا يرجع الناس لبيوتها المدمرة ولمدنها المنكوبة ولخاطرها المكسور، وهناك المكدسين في الحدود وفي معسكرات النزوح كلهم في انتظار جهود الوطنيين الشرفاء لتحقيق حلم العودة.
إن الجهود المستميتة التي يبذلها هؤلاء السلبيون في اشانة سمعة الوطنيين الشرفاء لو بذلوها في إيقاف الحرب لكان خيرا لهم ولجميع ابناء شعبنا، وجميعنا يدرك تمام الإدراك أن هؤلاء جل همهم العودة لكراسي الحكم وأن حياة الناس وأمنهم وسلامتهم آخر ما يفكرون به، فالسودان في عهدهم ضاق الأمرين ولا زال، هم من صنعوا هذه الحرب، فالحقيقة واضحة أن أي استقرار في السودان ليس في مصلحتهم ألبتة فقد نبذهم الشعب السوداني الذي يقف ويساند كل الجهود الخيرة فهو كالغريق الذي يتشبث بالحياة للنجاة من الحرب اللعينة التي تستنزف خيرة أبنائه وبناته ورجاله ونسائه الماجدات.
ألبون شاسع بين الايجابيون والمتنطعين من أشرار النظام البائد، فالايجابيون يدركون بأن الشعب السوداني قدم في هذه الحرب فلذات أكباده وأهله جيرانه، وضاعت كل ثرواته التي اكتسبها بالحلال تعب السنين الطوال في المهاجر، وفي الكد والبذل والعطاء والعمل الدؤوب وبعد ذلك كله يتشرد بين الأمصار ويبحث عن مكان يأويه وما تبقى من أسرته، بينما الطرف الآخر لم يفقد شيئا بل العكس تماما سرق أموال الشعب المنكوب وحولها للمصارف الخارجية، لذلك هم لا يريدوا إلا العودة للحكم، وبالعدم استمرار الحرب لأن من يموت فيها لا يعنيهم بشئ حتى لو كانوا من عضويتهم، لا يهمهم آلاف الشهداء من النساء والاطفال والرجال، وهناك سبعة ملايين طفل يعانون من انعدام الغذاء، بينما هنالك حوالي 19 مليون طفل خارج المدرسة، بجانب خروج معظم المؤسسات الصحية من الخدمة، وفقدان آلاف الأسر لمنازلهم وسبل كسب عيشهم وتحولهم إلى نازحين ولاجئين، حيث بلغ عدد اللاجئين والنازحين ما لا يقل عن ستة ملايين.
أكثر ما سرني في اللقاءات التي تجري في أثيوبيا حاليا هو أن هذه الفعالية الوطنية الكبيرة وذات الأهمية الاستراتيجية في هذا الوقت بالذات أن فكرتها جاءت كمبادرة من لجان المقاومة بمنطقة الحاج يوسف وهم شباب في مقبل العمر من بينهم قيادي شاب تشرب الوطنية من أهله ومجتمعه من مواليد 2003م يحمل فكر نير، كذلك هم شباب السودان الذين برعوا في قيادة ثورة سبتمبر المجيدة وأسقطوا ديكتاتورية عمرها ثلاث عقود كان يقول أحد دهاقنتها "الزارعنا غير الله يجيء يشي لنا "، واستهزاء بثورة الشباب عندما قال " ألحوسوا كوعكم"، هؤلاء شبابنا الأوفياء الآن يحركون المياه الراكدة ويزرعون الأمل في المستقبل، ويطمئنون كل العالم بأن الإنسان السوداني بخير برغم صورة المشهد الكارثي، ولعل وحدة شعبنا دائما هي المحك فكانت اعظم إنجازاتنا عندما توحدنا في الاستقلال 1955م، وفي ثورة أكتوبر 1964م، وفي ثورة ديسمبر المجيدة.
وبالعودة لما يجري في أديس ابابا فقد استمعت لفاتحة الاجتماع التحضيري للجبهة الوطنية المدنية لإيقاف الحرب فرأيت فيها مؤشرات إيجابية للحد البعيد لهذا الاجتماع الذي تنادى له طيف واسع من ممثلي الشعب السوداني بكل تنوعه السياسي والثقافي والديني والفئوي لتحقيق أهداف محددة تتمثل في الهدف العاجل والأهم، وهو إنهاء الحرب من خلال التجسيد السياسي والمؤسسي ل (شعار لا للحرب) وتوحيد أكبر قاعدة شعبية حوله، لوضع حد لمعاناة الملايين من الأطفال والنساء والشباب والشيوخ، ثانيا الإعداد لعقد مؤتمر توحيد القوى المدنية وإعلان تكوين الجبهة المدنية الواسعة من القوى الديموقراطية المناهضة للحرب، أدرك تمام الإدراك أن الجماعة يسوءونهم جدا هذه المحاولات المطلوبة لذلك يعملون كل ما في وسعهم لإفشاله لكن إرادة الله والمخلصين أقوى منهم، وأن دعوات أهلنا المتضررين من الحرب أمضى من مؤامراتهم الخبيثة.
خلاصة القول... كمواطن سوداني غير منتم لأي حزب سياسي أرى أن المحاولات الجادة والصادقة لإيقاف الحرب في بلادنا العزيزة تجد من كل الاهتمام والدعم والتأييد كذلك من غالبية السودانيين فبطبيعة الحال لا أحد يريد الحرب إلا الذين لديهم أجندة ذاتية، بكل الحسابات أن استمرار الحرب يعني المزيد من القتل والدمار والمزيد من الانتهاكات، لذلك كل تأييدي ودعمي للجهود الوطني المخلصة لإيقاف الحرب.
24 اكتوبر 2023م
khssen@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
أعضاء في الكونغرس يعملون على مشاريع لحظر مبيعات الأسلحة الأمريكية للإمارات.. ما فرص نجاحها؟
منع الديمقراطي البارز في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي جريجوري ميكس، مبيعات الأسلحة لدولة الإمارات، التي تعد شريكا رئيسيا في الشرق الأوسط، بسبب دورها المزعوم في الحرب الأهلية الجارية حاليا في السودان.
وذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية أن هذا المنع "تم بهدوء منذ أواخر العام الماضي"، إلا ميكس يخطط للكشف عن ذلك بشكل علني عندما يقدم مشروع قانون لـ"اتخاذ إجراءات ضد أولئك الذين يغذون الحرب في السودان".
وأوضحت الصحيفة أن "الإمارات اتُهمت على نطاق واسع من قبل جماعات حقوق الإنسان ومراقبي الصراع الخارجيين بتسليح وتمويل ميليشيا متهمة بالإبادة الجماعية وجرائم الحرب في السودان سرا".
ويستطيع أي من كبار المشرعين الأربعة في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ولجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب فرض حظر على مبيعات الأسلحة، إلا أنه من غير الواضح ما إذا كان حظر ميكس قد منع بنشاط أي عمليات نقل أسلحة إلى أبو ظبي حتى الآن.
ومن غير الواضح ما إذا كان الرئيس دونالد ترامب سيلتزم بمثل هذا الحظر، ففي الشهر الماضي، أعلن عن بيع أسلحة بقيمة 7.4 مليار دولار لـ"إسرائيل" على الرغم من طلب ميكس بإيقاف البيع مؤقتًا حتى يتلقى مزيدا من المعلومات، وهو ما مثّل سابقة بشأن مراجعات الكونغرس لمبيعات الأسلحة الكبرى.
أسفرت الحرب الأهلية التي استمرت قرابة عامين في السودان عن مقتل ما يقدر بنحو 150 ألف شخص وتركت حوالي 30 مليون شخص في حاجة إلى مساعدات غذائية وطبية. واتهمت الولايات المتحدة كلا الطرفين المتحاربين، الجيش السوداني أو ميليشيا قوات الدعم السريع، بارتكاب جرائم حرب وفظائع.
قبل وقت قصير من مغادرة الرئيس جو بايدن منصبه، قررت إدارته أن قوات الدعم السريع كانت ترتكب إبادة جماعية واتهمت القوات المسلحة السودانية باستخدام الأسلحة الكيميائية.
وأكدت الصحيفة أن "الحرب الأهلية في السودان أصبحت بمثابة حاضنة للقوى بالوكالة التي تتنافس على النفوذ، حيث تُتهم الإمارات بتسليح قوات الدعم السريع، بينما تتلقى القوات المسلحة السودانية الدعم من مصر والسعودية وإيران".
وذكرت أن "مشروع قانون ميكس يهدف إلى دفع الولايات المتحدة إلى بذل المزيد من الجهود لإنهاء الصراع في السودان".
ونقلت عن ثلاثة مساعدين في الكونجرس مطلعين على الخطة تأكديهم أن هذا "يشمل منع نقل المعدات العسكرية الأمريكية إلى أي دولة تسلح أي من الجانبين في الحرب، كما يحدد مشروع القانون، الذي يحمل عنوان "قانون المشاركة الأمريكية في السلام السوداني"، خططًا لتعزيز العقوبات على الأطراف المتحاربة ويخصص التمويل لمبعوث خاص للسودان".
وبيّنت أن الطريق إلى أن يصبح مشروع قانون ميكس قانونا غير مؤكد؛ نظرا لسيطرة الجمهوريين على مجلسي النواب والشيوخ، وحتى الآن لم تقل الإدارة الجديدة الكثير عن نهجها تجاه الحرب الأهلية في السودان.
ودعم الجمهوريون في مجلس الشيوخ ومجلس النواب قرارات ومشاريع قوانين تدين الحرب في السودان في الماضي، لكنهم لم يقدموا أي تشريع مهم بشأن الصراع منذ تولي ترامب منصبه.
ونهاية الأسبوع الماضي، رفعت الحكومة السودانية دعوى أمام أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة، محكمة العدل الدولية، متهمة الإمارات بالتواطؤ في الإبادة الجماعية بسبب دعمها لقوات الدعم السريع.
ورد أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، على الاتهامات قائلا: "يجب أن تكون أولوية السودان وقف إطلاق النار في هذه الحرب السخيفة والمدمرة ومعالجة الكارثة الإنسانية الهائلة"، مضيفا أن القوات المسلحة السودانية كانت بدلاً من ذلك تجري "مناورات إعلامية ضعيفة لتبرير رفضها للسلام والمسار السياسي".
ويذكر أن مشروع ميكس ليس الوحيد الذي يفحص دور الإمارات في الحرب الأهلية في السودان، نظرا لأن السناتور كريس فان هولين، والنائبة سارة جاكوبس يعملان على تقديم تشريع منفصل خاص بهما بشأن هذه المسألة خلال الأسبوع الجاري.
وعلى عكس مشروع قانون ميكس، الذي يدعو إلى منع مبيعات الأسلحة لأي دولة متورطة في الصراع، فإن مشروع قانون فان هولين وجاكوبس يدعو صراحة إلى منع مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى الإمارات بسبب دعمها لقوات الدعم السريع.
وفي الأيام الأخيرة من ولايته، قال فان هولين وجاكوبس إن مسؤولي إدارة بايدن أكدوا لهما أن الإمارات كانت تزود المجموعة بالأسلحة، في تناقض مباشر مع التأكيدات التي قدمتها لواشنطن.
وقال جاكوبس: "بينما الإمارات العربية المتحدة شريك مهم في الشرق الأوسط، لا ينبغي لأمريكا أن تزود أي دولة تستفيد من فظائع قوات الدعم السريع بالأسلحة".
قرار رفض
وبخلاف عملية مراجعة مبيعات الأسلحة من قبل قادة لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب والعلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، قال فان هولين في مقابلة إنه ينوي اتخاذ خطوة أخرى لمنع المبيعات، ستكون بتقديم قرار مشترك بالرفض، وهي وسيلة تشريعية يمكنها تجاوز قادة مجلس الشيوخ للحصول على تصويت تلقائي، على الرغم من أنه من غير المرجح أن يمر في ظل أغلبية جمهورية.
لم يسبق لأي قرار رفض أن يُمرر في مجلس النواب والشيوخ وينجو من الفيتو الرئاسي، وقد أدت مثل هذه القرارات في بعض الأحيان إلى مناقشات ساخنة سلطت الضوء على مخاوف حقوق الإنسان واستياء المشرعين من مبيعات الأسلحة.
ولطالما كانت الإمارات مشتريا رئيسيا للأسلحة الأمريكية، في أكتوبر، أعلنت إدارة بايدن، على سبيل المثال، أنها وافقت على بيع محتمل لذخائر "GMLRS" و"ATACMS"، والدعم المرتبط بها، مقابل 1.2 مليار دولار.
وتصنع شركة لوكهيد مارتن الامريكية صواريخ نظام إطلاق الصواريخ المتعددة الموجهة (LMT.N)، مع إنتاج محرك الصواريخ الذي يعمل بالوقود الصلب للنظام، إضافة لتصعنيها أيضا صواريخ "ATACMS" طويلة المدى.
تسعى القرارات والتحركات الحالية في الكونغرس حديثًا إلى وقف عمليات البيع هذه بالتحديد.
ويذكر أن الرئيس السابق جو بايدن، اعترف هذا العام بالإمارات كشريك دفاعي رئيسي، وتستضيف الدولة الخليجية قاعدة الظفرة الجوية التي تضم طائرات عسكرية أمريكية وآلاف الأفراد الأمريكيين.
اتهم جيش السودان الإمارات العربية المتحدة بتقديم الأسلحة والدعم لقوات الدعم السريع في حرب السودان التي استمرت 17 شهرًا. وتنفي الدولة الخليجية هذه المزاعم. ووصف مراقبو عقوبات الأمم المتحدة الاتهامات بأن الإمارات العربية المتحدة قدمت دعمًا عسكريًا لقوات الدعم السريع بأنها ذات مصداقية.
ونفت الإمارات ضلوعها في الدعم العسكري لأي من الأحزاب المتنافسة في السودان.
اندلعت الحرب في نيسان/ أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بشأن الانتقال إلى انتخابات حرة، حيث قُتل عشرات الآلاف من الأشخاص. وقالت الأمم المتحدة إن ما يقرب من 25 مليون شخص - نصف سكان السودان - بحاجة إلى المساعدة، والمجاعة تلوح في الأفق وفر حوالي 8 ملايين شخص من منازلهم.
وقالت جاكوبس، التي التقت اللاجئين السودانيين على الحدود مع تشاد هذا العام، في بيان: "الإمارات العربية المتحدة هي واحدة من أكبر الجهات الخارجية التي تغذي العنف في السودان، ومع ذلك فإن الولايات المتحدة على وشك بيع أسلحة أخرى لها بقيمة 1.2 مليار دولار قد تنتهي في أيدي قوات الدعم السريع".