سودانايل:
2025-01-31@01:30:18 GMT

وقف الحرب يبدأ من جدة !!

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

ما أن أشعل الحرب فلول النظام البائد المختطفون لقرار القوات المسلحة، جعلت الرباعية الدولية مدينة جدة السعودية الساحلية منبراً للمفاوضات المنعقدة بين طرفي النزاع، من أجل وقف الحرب، وما هو معلوم عن العرف الدولي أن الحروب يوقفها الوسطاء المحايدون الذين لا ينتمون للأطراف المتقاتلة، والمملكة العربية السعودية مشهود لها بدورها المحوري في إيقاف الحرب الأهلية اللبنانية، باستضافتها للفصائل والمليشيات والأحزاب اللبنانية بمدينة الطائف، التي أنجبت الاتفاق الذي أوقف حرباً أهلية امتدت لعقد وعدد من السنين، اندلعت ببلدٍ شبيه بالسودان من حيث الاختلاف الديموغرافي والسياسي، وتقع أرض الحرمين في قلوب السودانيين والسودانيات موقعاً حسناً، وهي أكبر بلد يحتضن مغتربي السودان من بين البلدان التي تقاطر إليها الشعب السوداني، باللجوء والهجرة والاغتراب منذ عشرات السنين، هذا فضلاً عن موقعها الاستراتيجي على امتداد البحر الأحمر محط أنظار العالم، خاصةً بعد تكالب القوى الاقتصادية الدولية وتنافسها حول مداخله ومخارجه، كما لا يفوت علينا العلم بأهمية العلاقات الأزلية بين المملكة العربية السعودية والقويين الدولية والإقليمية، وفي التقاليد الإنسانية لا ينعقد مجلس الصلح إلّا بمنزل كبير القوم، وذلك لما لكلمته من إلزام أدبي قبل أن يكون واجب قانوني، لذلك نرى أعين أهل السودان الحزينة ترنو لجدة تفاؤلاً بالوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار وإسكات نهائي لصوت البندقية.


في العاصمة الإثيوبية بدأ الترتيب لاجتماعات الجبهة المدنية لوقف الحرب، والدور الإثيوبي لا يقل شأناً عن دور أرض الحرمين في البحث عن السبل الكفيلة بتضميد جراح السودان، لكن الملاحظ في رموز الجبهة المدنية أنهم كانوا ولآخر يوم قبل اندلاع الحرب، يمثلون جزءًا من الأزمة باعتبار تماهيهما مع أحد طرفي النزاع، ولم تفلح محاولاتهم التوسطية بين الجيش والدعم السريع، فأشعل فتيل الحرب قائد الجيش الموالي لفلول النظام البائد، ومعه طاقمه القيادي الذي لا يقل عنه ولاءً لتنظيم الاخوان المسلمين، وإنّي لأرى أن رموز الجبهة المدنية من وزراء الحكومة المنقلب عليها بشقيها القحتاوي، والآخر المنضوي تحت لواء اتفاق جوبا(مؤتمر الموز)، جميعهما لم يكونا محايدين في موقفيهما من الجيش والدعم السريع، إبّان اختلافهما حول الاتفاق الإطاري، بل كان رموز الحكومة المنتمون لقحت هم الأكثر وضوحاً في انحيازهما لمشروع هيكلة الجيش، فمن باب الواجب الأخلاقي أن يستمر القحتاويون في مساندة حليفهم الذي قدم أروع الملاحم البطولية، وهو يصد مؤسسة الجيش المستحوذ عليها من حزب الفلول، وذات الواجب ينسحب على الشق الثاني من مكون الجبهة المدنية، الذي كان داعماً لانقلاب أكتوبر ومسانداً لقائد جيش الفلول، فلا مكان للحياد في معركة الديمقراطية والدولة المدنية التي تخوضها قوات الدعم السريع، وللأسف إنّ كل ما يحدث في أديس أبابا لا يعدو عن كونه نفاق سياسي.
إنّ النخبة الحزبية في بلادنا لا تتعلم الدروس الجديدة، ولا تنسى الدرس القديم الذي لم يجدي نفعا، فهي تداهن العسكر ليلاً ثم تلعنهم نهارا، وحينما أشعل فلول النظام البائد الحرب، فهاجموا قوات الدعم السريع التي كانت قد أعلنت انحيازها الواضح لمشروع التحول المدني الديمقراطي، لم يشفع لقوات الدعم السريع موقفها الشجاع في أن تتلقى ولو كلمة شكر من رفاق الأمس (رفاق ما قبل الحرب)، بل انزوى هؤلاء الداعون للتحول المدني والمتعصبون للاتفاق الاطاري، وبعضهم ربما وجد التأمين الكامل لطريق خروجه من العاصمة الخرطوم إلى جوبا وأسمرا وأديس أبابا، وربما حظي بالرعاية الأبوية من قيادة قوات الدعم السريع، فحظ المقاتلين الأشاوس الذين ضحوا بالمهج والأرواح مثل حظ خيل حمّاد، التي تركض (تجقلب) حول المضمار وتحقق النصر ثم يأتي حمّاد ليتلقى كلمات التعظيم والاحتفاء لفوزه هو، ونصره هو، وليس لتمجيد الخيل الأصيلة، ولكي تقف هذه الحرب لابد للقوى المدنية أن تعلن عن انحيازها الواضح لأحد الطرفين، فالاتفاق بين الجيشين سيتم وسوف يعقبه عمل دؤوب سيكون لفلول النظام البائد دور مدني وحيز ديمقراطي ضيّق، لا يمكن أن يمنعه أحد، ولو لم تقف القوى المدنية التي كانت مؤيدة لمشروع الاطار صفاً واحداً مع قوات الدعم السريغ، ستستمر هشاشة الوضع الأمني والترهل السياسي، ولن يجني المساكين المنتظرين غير اللجاجة المتوارثة منذ اليوم الذي تم فيه رفع علم (الاستغفال).

إسماعيل عبدالله
ismeel1@hotmail.com
25اكتوبر2023  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الجبهة المدنیة النظام البائد

إقرأ أيضاً:

وضعية قوات الدعم السريع على الأرض في السودان وما التوقعات

الانسحابات وإعادة التموضع

شهدت قوات الدعم السريع خلال الأسابيع الأخيرة تحولات ملحوظة في انتشارها الميداني داخل السودان. انسحبت بعض وحداتها من أجزاء من الخرطوم وولاية الجزيرة، وهو ما يراه المحللون خطوة محسوبة ضمن استراتيجية إعادة التموضع. هذه الخطوة قد تكون استعدادًا لحرب طويلة الأمد بدلاً من الاكتفاء بالمواجهات المباشرة التي قد تؤدي إلى إنهاك القوات.
الوضع في الفاشر ومعارك النفوذ
لا تزال الفاشر نقطة محورية في العمليات العسكرية، حيث تسعى قوات الدعم السريع إلى تثبيت نفوذها في دارفور، والتي تعد معقلًا رئيسيًا لها. تدور المعارك في محيط المدينة وسط تقارير عن تعزيزات جديدة وتحركات تكتيكية، ما يشير إلى أن الدعم السريع يسعى لتأمين موقعه هناك كجزء من خطته للحفاظ على عمقه الاستراتيجي.
التحضير لحرب طويلة الأمد
وفقًا لمحللين عسكريين، فإن الدعم السريع يعيد هيكلة وجوده العسكري بما يسمح له بخوض صراع طويل الأمد. من خلال الانسحاب المنظم من بعض المناطق والتوجه نحو مناطق نفوذه القوي، يحاول حميدتي وقادته تحويل الصراع إلى معركة استنزاف بدلاً من المواجهات المفتوحة مع الجيش السوداني. ويؤكد بعض التقارير أن الدعم السريع يتبنى سياسة "الأرض المحروقة" في بعض المناطق، ما أدى إلى تدمير بنى تحتية واستهداف مرافق حيوية.
الوضع الدولي والقانوني
أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، أن مكتبه سيطلب إصدار مذكرات توقيف ضد المتهمين بارتكاب فظائع في منطقة غرب دارفور بالسودان. ويعكس هذا الإعلان تصاعد الاهتمام الدولي بالانتهاكات التي ترتكبها قوات الدعم السريع في تلك المنطقة، وهو ما قد يكون له تداعيات على مسار الصراع مستقبلًا.
تأمين مستقبل الحكومة القادمة
في ظل غياب تسوية سياسية شاملة، يبدو أن قوات الدعم السريع تسعى إلى ترسيخ نفوذها على الأرض بحيث تكون جزءًا لا يمكن تجاوزه في أي عملية تفاوضية مستقبلية. تسعى القوات إلى فرض واقع عسكري وسياسي يجعل من الصعب استبعادها من أي اتفاق بشأن الحكم في السودان.
التحسب لخطوات الجيش والقوى السياسية
في المقابل، يراقب الدعم السريع التحركات السياسية والعسكرية التي قد يقوم بها الجيش، خصوصًا فيما يتعلق بتحالفاته مع القوى السياسية والمليشيات المناصرة له. قد يكون أحد أهداف الدعم السريع من إعادة التموضع هو تقليل فرص الجيش في فرض حل عسكري شامل. وفي هذا السياق، قامت قوات الدعم السريع بشن هجمات بطائرات مسيرة على مرافق حيوية، مثل المحطة التحويلية للكهرباء في منطقة الشوك بولاية القضارف، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن عدة ولايات.
معركة ود مدني والتحديات المستقبلية
في 11 يناير الجاري، تمكن الجيش السوداني من استعادة السيطرة على مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، التي كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع. وقد أشارت تقارير إلى ارتكاب انتهاكات بحق المدنيين أثناء هذه العملية، مما يزيد من تعقيد المشهد ويجعل من الصعب الوصول إلى حل سياسي في المدى القريب.
يتجه الدعم السريع نحو فرض معادلة عسكرية وسياسية جديدة على الأرض، تضمن له موطئ قدم قويًا في أي تسوية مقبلة. ومن خلال إعادة التموضع وتحسين انتشاره في مناطق النفوذ، يحاول الدعم السريع الاستعداد لمرحلة طويلة من الصراع، مع التركيز على تأمين دوره في مستقبل الحكم في السودان. في ظل هذه التطورات، ستظل معارك السيطرة على الأرض وتحالفات القوى المتصارعة عوامل رئيسية في تحديد مسار النزاع خلال الفترة القادمة.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يقترب من استرداد القصر الرئاسي .. قال إنه صدّ هجوماً كبيراً شنته «الدعم السريع» في شمال كردفان
  • مقتل القائد بالدعم السريع جلحة.. بسلاح الجيش أم ببندقية أهله؟
  • شاهد بالفيديو.. مواطن أسيوي يقلد شيخ الدعم السريع الذي قام بخلع سرواله بطريقة مضحكة والجمهور يطالب بتكريمه بعد الحرب
  • الجيش يشن هجومًا على الدعم السريع في محيط أم روابة غربي البلاد
  • وضعية قوات الدعم السريع على الأرض في السودان وما التوقعات
  • الجيش السوداني يقترب من القصر الرئاسي وسط انسحابات مستمرة لقوات الدعـ ـم السريع
  • بالفيديو..ياسر العطا من غرفة سيطرة العمليات يعلق على دخول الجيش مدينة بحري ويتوعد بملاحقة قوات الدعم السريع في هذه المناطق
  • مستقبل القبائل العربية بعد هزيمة الدعم السريع في السودان
  • السودان: قصة ناجٍ من الموت بين مطرقة الدعم السريع وسندان الجيش 
  • معارك الخرطوم… انهار «الدعم السريع» أم انسحب باتفاق؟