سودانايل:
2025-03-16@15:44:00 GMT

وقف الحرب يبدأ من جدة !!

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

ما أن أشعل الحرب فلول النظام البائد المختطفون لقرار القوات المسلحة، جعلت الرباعية الدولية مدينة جدة السعودية الساحلية منبراً للمفاوضات المنعقدة بين طرفي النزاع، من أجل وقف الحرب، وما هو معلوم عن العرف الدولي أن الحروب يوقفها الوسطاء المحايدون الذين لا ينتمون للأطراف المتقاتلة، والمملكة العربية السعودية مشهود لها بدورها المحوري في إيقاف الحرب الأهلية اللبنانية، باستضافتها للفصائل والمليشيات والأحزاب اللبنانية بمدينة الطائف، التي أنجبت الاتفاق الذي أوقف حرباً أهلية امتدت لعقد وعدد من السنين، اندلعت ببلدٍ شبيه بالسودان من حيث الاختلاف الديموغرافي والسياسي، وتقع أرض الحرمين في قلوب السودانيين والسودانيات موقعاً حسناً، وهي أكبر بلد يحتضن مغتربي السودان من بين البلدان التي تقاطر إليها الشعب السوداني، باللجوء والهجرة والاغتراب منذ عشرات السنين، هذا فضلاً عن موقعها الاستراتيجي على امتداد البحر الأحمر محط أنظار العالم، خاصةً بعد تكالب القوى الاقتصادية الدولية وتنافسها حول مداخله ومخارجه، كما لا يفوت علينا العلم بأهمية العلاقات الأزلية بين المملكة العربية السعودية والقويين الدولية والإقليمية، وفي التقاليد الإنسانية لا ينعقد مجلس الصلح إلّا بمنزل كبير القوم، وذلك لما لكلمته من إلزام أدبي قبل أن يكون واجب قانوني، لذلك نرى أعين أهل السودان الحزينة ترنو لجدة تفاؤلاً بالوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار وإسكات نهائي لصوت البندقية.


في العاصمة الإثيوبية بدأ الترتيب لاجتماعات الجبهة المدنية لوقف الحرب، والدور الإثيوبي لا يقل شأناً عن دور أرض الحرمين في البحث عن السبل الكفيلة بتضميد جراح السودان، لكن الملاحظ في رموز الجبهة المدنية أنهم كانوا ولآخر يوم قبل اندلاع الحرب، يمثلون جزءًا من الأزمة باعتبار تماهيهما مع أحد طرفي النزاع، ولم تفلح محاولاتهم التوسطية بين الجيش والدعم السريع، فأشعل فتيل الحرب قائد الجيش الموالي لفلول النظام البائد، ومعه طاقمه القيادي الذي لا يقل عنه ولاءً لتنظيم الاخوان المسلمين، وإنّي لأرى أن رموز الجبهة المدنية من وزراء الحكومة المنقلب عليها بشقيها القحتاوي، والآخر المنضوي تحت لواء اتفاق جوبا(مؤتمر الموز)، جميعهما لم يكونا محايدين في موقفيهما من الجيش والدعم السريع، إبّان اختلافهما حول الاتفاق الإطاري، بل كان رموز الحكومة المنتمون لقحت هم الأكثر وضوحاً في انحيازهما لمشروع هيكلة الجيش، فمن باب الواجب الأخلاقي أن يستمر القحتاويون في مساندة حليفهم الذي قدم أروع الملاحم البطولية، وهو يصد مؤسسة الجيش المستحوذ عليها من حزب الفلول، وذات الواجب ينسحب على الشق الثاني من مكون الجبهة المدنية، الذي كان داعماً لانقلاب أكتوبر ومسانداً لقائد جيش الفلول، فلا مكان للحياد في معركة الديمقراطية والدولة المدنية التي تخوضها قوات الدعم السريع، وللأسف إنّ كل ما يحدث في أديس أبابا لا يعدو عن كونه نفاق سياسي.
إنّ النخبة الحزبية في بلادنا لا تتعلم الدروس الجديدة، ولا تنسى الدرس القديم الذي لم يجدي نفعا، فهي تداهن العسكر ليلاً ثم تلعنهم نهارا، وحينما أشعل فلول النظام البائد الحرب، فهاجموا قوات الدعم السريع التي كانت قد أعلنت انحيازها الواضح لمشروع التحول المدني الديمقراطي، لم يشفع لقوات الدعم السريع موقفها الشجاع في أن تتلقى ولو كلمة شكر من رفاق الأمس (رفاق ما قبل الحرب)، بل انزوى هؤلاء الداعون للتحول المدني والمتعصبون للاتفاق الاطاري، وبعضهم ربما وجد التأمين الكامل لطريق خروجه من العاصمة الخرطوم إلى جوبا وأسمرا وأديس أبابا، وربما حظي بالرعاية الأبوية من قيادة قوات الدعم السريع، فحظ المقاتلين الأشاوس الذين ضحوا بالمهج والأرواح مثل حظ خيل حمّاد، التي تركض (تجقلب) حول المضمار وتحقق النصر ثم يأتي حمّاد ليتلقى كلمات التعظيم والاحتفاء لفوزه هو، ونصره هو، وليس لتمجيد الخيل الأصيلة، ولكي تقف هذه الحرب لابد للقوى المدنية أن تعلن عن انحيازها الواضح لأحد الطرفين، فالاتفاق بين الجيشين سيتم وسوف يعقبه عمل دؤوب سيكون لفلول النظام البائد دور مدني وحيز ديمقراطي ضيّق، لا يمكن أن يمنعه أحد، ولو لم تقف القوى المدنية التي كانت مؤيدة لمشروع الاطار صفاً واحداً مع قوات الدعم السريغ، ستستمر هشاشة الوضع الأمني والترهل السياسي، ولن يجني المساكين المنتظرين غير اللجاجة المتوارثة منذ اليوم الذي تم فيه رفع علم (الاستغفال).

إسماعيل عبدالله
ismeel1@hotmail.com
25اكتوبر2023  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الجبهة المدنیة النظام البائد

إقرأ أيضاً:

السودان.. «الدعم السريع» يهدد بالتصعيد ويحدد خريطة عملياته

أكد قائد قوات “الدعم السريع” السودانية محمد حمدان دقلو “حميدتي”، “أن قواته لن تنسحب من القصر الرئاسي ومن العاصمة الخرطوم”، مهددا “بتصعيد جديد في المعارك مع الجيش”.

وقال حميدتي: إن”يوم 17 رمضان يصادف ذكرى تأسيس “قوات الدعم السريع”، ويتزامن مع معركة بدر الكبرى، وسيكون على الجيش وحلفائه، حسرة وندامة”.

ووجّه “حميدتي”، قواته “بجعل بعد غد الاثنين “يوما خاصا”، في إشارة إلى أن النزاع الحالي اندلع في الخرطوم قبل عامين”، مؤكدا أن “قواته ستظل متواجدة في القصر الرئاسي والمقرن والخرطوم، ولن تخرج منها”.

وأضاف حميدتي: “إن قوات “الدعم السريع” تغيرت تماما، وأصبح لديها تحالفات سياسية وعسكرية”، مهددا بأن “القتال في الفترة المقبلة سيكون مختلفا وسيأتي من كل فج وعميق”، داعيا ما أسماه بـ”التحالف الجديد إلى تحقيق مصالح السودان وعدم تقسيمه”.

وتوعد حميدتي، الدول التي دعمت الجيش، “بدفع الثمن”، مشددا على “عدم السماح بأن يصبح السودان بؤرة للإرهاب”.

وهدد قائد قوات “الدعم السريع”، بـ”اجتياح مدينة بورتسودان شرقي البلاد، التي اتخذها الجيش مركزا لإدارة شؤون السودان، كما أصبحت مقرا لوكالات الأمم المتحدة والبعثات الدبلوماسية، كما سنجتاح مدن عطبرة وشندي بولاية نهر النيل، ومروي والدبة ودنقلا بالولاية الشمالية”، مشددا على أن قواته “ليست ضد سكان هذه المناطق”، وإنما تستهدف من وصفهم بـ”المجرمين”.

وبحسب موقع “سودان تربيون” أشار حميدتي، إلى أن قواته “تتابع تحركات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، ورئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي، وزعيم العدل والمساواة جبريل إبراهيم”.

هذا “ويتهم الجيش السوداني قوات “الدعم السريع” بارتكاب “جرائم بشعة، بما فيها الإبادة الجماعية في المناطق التي سيطرت عليها”، وكانت “قوات الدعم السريع” والحركة الشعبية في الشمال، وتجمّع قوى تحرير السودان، وحركة تحرير السودان “المجلس الانتقالي”، وقوى سياسية وأهلية شكلت “تحالف السودان التأسيسي” الذي جرى إعلانه في العاصمة الكينية نيروبي، وتوصلت أطراف التحالف إلى اتفاق على تشكيل حكومة موازية في المناطق الخاضعة لسيطرة “الدعم السريع”، حيث وقّعت على الدستور الانتقالي، وسط توقعات بإعلان الحكومة خلال مارس الجاري”.

يذكر أن “الحرب اندلعت في أبريل نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أدت إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص ونزوح الملايين من منازلهم، ويعيش نحو نصف سكان السودان أي حوالي 26 مليون شخص وهم يواجهون انعدام الأمن الغذائي مع تزايد مخاطر المجاعة في مختلف أنحاء البلاد وتدهور شديد للأوضاع الاقتصادية”.

مقالات مشابهة

  • السودان.. الجيش يسيطر علي مباني ومواقع استراتيجية في الخرطوم
  • السودان.. «الدعم السريع» يهدد بالتصعيد ويحدد خريطة عملياته
  • تقرير لـ «الأمم المتحدة» يكشف فظائع بمعتقلات الدعم السريع و الجيش بالخرطوم
  • الكشف عن بئر استخدمتها الدعم السريع للتخلص من جثث الضحايا
  • الجيش السوداني يتقدم بالفاشر والدعم السريع يقتل 8 مدنيين بالخرطوم
  • عقار.. التفاوض مع الدعم السريع صعب لأن قيادتها ليست موحدة بجانب الأعداد الكبيرة من “المرتزقة” التي تقاتل في صفوفها
  • ستة قتلى في قصف قوات الدعم السريع لمدينة استراتيجية  
  • عثمان ميرغني يوضح كيف طور الجيش السوداني قدراته للتصدي للدعم السريع
  • الجيش يحرر منطقة حدودية جديدة من قبضة الدعم السريع
  • هدوء حذر في العاصمة السودانية بعد تضييق الخناق على الدعم السريع وسط الخرطوم