سودانايل:
2024-11-16@00:46:16 GMT

جده كِدا!

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

تتجه أنظار السودانيين والسودانيات إلى مدينة جده الساحلية، كما تغنى الفنان السعودي عبد المجيد عبد الله "جده كدا دايم كدا..يا الاخذتي عقولنا" حيث يتوقع استئناف المفاوضات بين الجيش والدعم السريع في السودان يوم الخميس المقبل إذ تعتبر هذه خطوة مهمة نحو إنهاء الحرب وتحقيق مطالب الشارع العريض خلال ثورة ديسمبر المجيدة المطالب بالحرية والسلام والعدالة.

ومن الواضح للغادي والداني أدت الصراعات المسلحة إلى تضرر كبير للشعب السوداني وتفكك البلاد، وانعدام الامن والتهجير والهجرة القسرية والتشرد في الخرطوم وكذلك ولايات وأماكن عزيزة على ساكنيها فراقها، لذلك فإن الحوار والتفاوض بعد جهود مضنية يعتبران الطريق الأكثر فاعلية لحل الأزمة بل هي شجاعة من كلا الطرفين لإنهاء هذه الحالة المزرية من ضنك العيش وويلات الحرب. فبدلاً من استخدام العنف ولغة البندقية، فإن الحوار يمكنه أن يمهد الطريق للتفاهم والتوافق على حلول سلمية للمشكلات التي تواجه السودان وهي مشكلات ليست بالعصية إذا تحلى السياسيين والوطنيين وقادة الجيش بالوطنية. إن وقف إطلاق النار وإعادة الاستقرار الأمني هما جزء أساسي من أي حل سياسي مستدام. مع ذلك، يجب أن يكون هناك تعزيز الثقة بين الأطراف المتنازعة وإشراك جميع الأطراف السياسية والمجتمعية في العملية التفاوضية. يجب العمل على بناء فرص لحوار شامل يستجيب لمختلف المخاوف والمطالب، ويشمل الجميع بصورة شاملة.
كما يجب أن يكون التوقيع على الاتفاقية العسكرية بين الجيش والدعم السريع في جدة فرصة لبدء عملية سياسية شاملة تهدف إلى بناء السلام وإعادة بناء البلاد. وأن يتم تعزيز الثقة بين جميع الأطراف وضمان تنفيذ الاتفاق بنزاهة وشفافية. ومن المهم أن تضمن الاتفاقية حقوق وحريات جميع المواطنين السودانيين وتعمل على تعزيز نظام ديمقراطي شامل وعادل.
أما التأكيد على "جده كدا" أو إذا صح القول (جدة هكذا!) فهي تعني أن أبجديات التفاوض تكمن في وقف إطلاق النار، دعم مسار العودة الى الانتقال المدني الديمقراطي، محاسبة المجرمين وإعادة الإعمار. يعتبر هكذا كل ما بدر من المسهلين من تصريحات خلال الأيام السابقة حسب وكالات أنباء موثوقة. لذلك لن يهنأ ويروق البال للفلول من أوقدوا نيران الحرب.. خلال الأيام القادمة تتوجه أصابع الاتهام والتخوين والعمالة والارتزاق للقوى المدنية المطالبة بالانتقال المدني والتي تشرع في خواتيم مؤتمرها بأديس أبابا حول تكوين أكبر جبهة مدنية ضد الحرب وهي الدعوة التي لاقت قبولاً من طيف واسع من أصحاب المصلحة؛ الشعب السوداني الذي يجنح إلى السلم وينشد كرامة العيش والرفاه.

د. سامر عوض حسين
24 أكتوبر 2023

samir.alawad@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الجنيه السوداني يدخل ساحة الحرب بين الجيش و«الدعم السريع» .. مسؤول رفيع سابق بالبنك المركزي: تبعات القرار كارثية

تصاعد الجدل حول قرار السلطات السودانية في بورتسودان تغيير الفئات الكبيرة من العملة بعد مرور أكثر من 18 شهراً على اندلاع الحرب في البلاد، حيث تذهب تحليلات إلى أن الهدف من القرار هو استخدامه سلاحاً في الحرب لتجفيف الكتلة النقدية في المناطق التي تسيطر عليها «قوات الدعم السريع»، وإعادتها للنظام المصرفي الرسمي في البلاد.

وأعلن البنك المركزي السبت الماضي طرح ورقة جديدة لفئة الألف جنيه في الفترة المقبلة، وهي أكبر ورقة مالية متداولة، مع تغيير شكلها وزيادة تأمينها لتصعيب تزويرها.

وعزا تلك التغييرات «لحماية العملة الوطنية وتحقيق الاستقرار في سعر الصرف والاستقرار الاقتصادي، ومعالجة الآثار السلبية للحرب»، لا سيما عمليات النهب الواسعة التي قامت بها «ميليشيا الدعم السريع المتمردة» لمقار بنك السودان المركزي، وشركات مطابع العملة في العاصمة الخرطوم.

ووفقاً للبنك المركزي، نتج عن ذلك «انتشار كميات كبيرة من العملات مجهولة المصدر وغير مطابقة للمواصفات الفنية من فئتي الألف جنيه والخمسمائة جنيه الأمر الذي أدى إلى زيادة مستوى السيولة النقدية بشكل واضح وكان له الأثر السالب على استقرار المستوى العام للأسعار».

لكن «قوات الدعم السريع» قالت في بيان إن قرار تغيير العملة «ينطوي على أجندة سياسية، وخطوة في سياق مخطط تقسيم السودان وفصل أقاليمه».

وأضافت أن «القرار غير مسنود بأي مسوغ قانوني، وتبطله نظم الحماية المالية للأفراد في ظل الكوارث والحروب، واختلال النظام المصرفي وتعطله في غالب ولايات البلاد». ودعت المواطنين إلى «عدم الاستجابة للقرار والتعامل بالعملة الجديدة باعتبارها غير مبرئة للذمة».

ويشكل القرار عبئاً على ملايين المواطنين لجهة تغيير العملة القديمة إلى العملة الجديدة، وخصوصاً في مناطق سيطرة قوات «الدعم السريع» في دارفور والخرطوم والجزيرة وعدد من مدن ولاية كردفان.

وقال المواطن عمر عبد السلام، الذي يسكن في أحد أحياء جنوب العاصمة الخرطوم، «لا توجد بنوك أو مصارف تعمل في الخرطوم لاستبدال الأموال، وغالبية المواطنين لا يملكون الكاش، ويعتمدون على التحويلات المالية عبر تطبيقات البنوك في الهواتف الجوالة».

وأضاف: «في ظل تذبذب وانقطاع الاتصالات وخدمات الإنترنت لفترات طويلة، فإن غالب التحويلات تتم عبر عناصر (الدعم السريع) التي تمتلك أجهزة الاتصالات عبر (ستارلينك) التي تعمل بالأقمار الاصطناعية، وبالتالي هم يتحكمون في تدفق الأموال».

العملة السودانية (مواقع التواصل)
وقال خبراء مصرفيون واقتصاديون إن تغيير العملة «خطوة تأخرت كثيراً»، بعدما استفادت قوات «الدعم السريع» من الأموال التي تحصلت عليها، وأن هدفه الأساسي إعادة الأوراق النقدية إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.

تبعات كارثية

وقال مسؤول رفيع سابق بالبنك المركزي السوداني، فضّل حجب هويته، إنه «ليس للقرار له أي علاقة بالدوافع التي تتبعها أي دولة لتغيير العملة... هو قرار سياسي، الغرض منه خدمة أهداف عسكرية في المناطق التي تقع تحت سيطرتهم، وهي إجراءات حرب عسكرية».

ووصف المسؤول، الذي عاصر عدة فترات جرت فيها عمليات تغيير العملة بالبلاد، القرار بأنه «أولى الخطوات التي ستقود إلى تقسيم البلاد».

وبحسب المعلومات المتوفرة لديه: «تم الانتهاء من تصميم شكل الورقة النقدية الجديدة والتوقيع عليها من قبل المسؤول الأول في البنك، وهي في طريقها إلى مرحلة الطباعة على الورق».

وقال لـ«الشرق الأوسط»: إن قوات «الدعم السريع» قد تلجأ إلى التعامل التجاري والتبادل السلعي عبر الدولار في الولايات الحدودية المتاخمة لدول الجوار (تشاد، أفريقيا الوسطى، ليبيا أو دولة جنوب السودان) التي يدخل فيها الدولار عاملاً رئيسياً لتحديد قيمة العملة المستخدمة في تلك البلدان.

وأضاف: «المشكلة الأكبر هي أن يخلق تطبيق هذا القرار حاجزاً وجدانياً لدى الشعب السوداني، يعززه انتشار خطاب الكراهية والعنصرية والانتهاكات التي يرتكبها طرفا القتال».

وقال: «إن تبعات القرار كارثية ما قد يؤدي إلى نظامين نقديين في البلاد، وانقسام في السياسة النقدية في ظل عدم اعتراف أي طرف بالآخر».

وأشار إلى ما حدث بعد انفصال جنوب السودان في 2011 «حيث جرى تبديل العملة في سرية تامة من دون علم ومعرفة كبار الموظفين في البنك المركزي».

وتوقع «أن تقوم قوات (الدعم السريع) باتخاذ خطوات أخرى مقابلة بتقنين التعامل بالعملات الأجنبية، وعلى وجه الخصوص في تجارة العملات الحدودية، ما يؤدي إلى توسيع سوق التعامل وأخذه شكلاً رسمياً».

وأوضح: «هناك أسباب رئيسية قد تجبر الدولة على تغيير عملتها، أبرزها جذب العملة خارج الجهاز المصرفي وإحكام سيطرتها المالية على الكاش لدى الجمهور، أو لمعالجة انفلات التضخم، بالإضافة إلى عجز الدولة عن الالتزام بالوفاء بالبند الأول في الميزانية بخصوص صرف المرتبات أو أموال التسيير والخدمات الأخرى».

واستبعد المسؤول المصرفي «أن تتم طباعة العملة السودانية الجديدة من قبل شركات في بعض الدول الكبرى لا تخضع للنظام المصرفي العالمي».

وبدوره، ذكر الخبير المصرفي، هاشم عبد الله رحمة، لـ«الشرق الأوسط» أن تغيير العملة في الوقت الحالي «لا فائدة منه، وإن كان يمكن أن يؤدي إلى إصلاحات اقتصادية لو تم اتخاذه مباشرة بعد استيلاء قوات (الدعم السريع) على مخزون العملة المحلية والأجنبية وسبائك الذهب من مقر سك العملة، إضافة إلى الأموال التي سرقت من البنوك المحلية في ولاية الخرطوم وبعض الولايات الأخرى».

توقيت غير مناسب

وذكر بنك السودان المركزي في تعميمه للجمهور «أن المصارف التجارية ستعمل على تسهيل فتح المزيد من الحسابات البنكية للمواطنين لتمكينهم من توريد ما لديهم من العملات من فئتي الألف جنيه والخمسمائة جنيه والفئات الأخرى، للاستفادة من الخدمات المصرفية بما فيها خدمات الدفع الإلكتروني».

وقال الخبير الاقتصادي، إبراهيم أونور، إن توقيت إصدار قرار تغيير العملة «غير مناسب على الإطلاق، ولا أتوقع أن يؤدي إلى خفض التضخم»، وأشار إلى أن من الصعوبات التي ستواجه المواطن في تبديل أمواله من العملة القديمة إلى الجديدة «أن بعض الولايات خارج سلطة الحكومة وتسيطر عليها قوات (الدعم السريع)، ولا توجد فيها بنوك ومصارف».

ورأى الخبير المصرفي، هشام عبد الله، أنه «إذا كان الهدف من قرار تغيير العملة تجفيف الكتلة النقدية في مناطق (الدعم السريع)، فيمكن أن يحدث ذلك إذا حدد البنك المركزي فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز الأسبوعين لتسلم الأموال من المواطنين... المسؤولون في الدولة ارتبكوا خطأ استراتيجياً، ففي حالة اندلاع تمرد أو حروب داخلية وخارجية، هنالك مجموعة من الإجراءات التي يجب اتخاذها في وقتها، مثل تكوين حكومة حرب من كفاءات تدير الشأن الاقتصادي بصورة مقتدرة لزيادة الإنتاج والإنتاجية في الولايات الآمنة لمقابلة التزامات واحتياجات المواطنين».

وبسبب الظروف الأمنية الصعبة التي تعيشها العاصمة الخرطوم، أعلن البنك المركزي السوداني في مايو (أيار) 2023 نقل أنشطته إلى العاصمة المؤقتة في مدينة بورتسودان في شرق البلاد.

ومنذ اندلاع الحرب في أبريل (نيسان) العام الماضي، تراجع التعامل بالعملات الورقية في مناطق الاشتباكات الساخنة بشكل ملحوظ، وأصبح الملايين من المواطنين يعتمدون بشكل كبير على التحويلات المصرفية عبر التطبيقات البنكية.

نقلا عن (الشرق الأوسط)

   

مقالات مشابهة

  • قرار يفجّر أزمة بين الجيش الإسرائيلي وآلاف المتدينيين
  • بتعليمات من المهندس “بلقاسم حفتر” .. افتتاح مدرسة عمر بن الخطاب
  • الجيش الإسرائيلي: مقتل جندي في معارك جنوب لبنان
  • الجنيه السوداني يدخل ساحة الحرب بين الجيش و«الدعم السريع» .. مسؤول رفيع سابق بالبنك المركزي: تبعات القرار كارثية
  • أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي إلى نحو 716 ألفا و70 جنديا منذ بداية الحرب
  • بـ59 مسيرة.. الجيش الأوكراني: هجوم روسي كبير على البلاد خلال الليل
  • أحمد حسين: الحرب الإعلامية التي تمارسها الميليشيا عن تحركاتها في الأطراف الشرقية لمدينة الفاشر محاولة “
  • استعادة التنوع الأحيائي
  • السجن 5 سنوات لطبيبة روسية بعد اتهامها بنشر معلومات كاذبة عن الجيش الروسي
  • وزير الخارجية يتوجه إلى لبنان لتقديم الدعم للأشقاء وإعادة المصريين