المغرب يقوّي ميزانية الدفاع.. توازن مع التسلح الجزائري؟
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
ملك المغرب محمد السادس - رئيس الجزائر عبد المجيد تبون
خصص المغرب 124 مليار درهم (حوالي 12.12 مليار دولار أمريكي) لميزانية الدفاع حسب ما كشفه مشروع الموازنة المالية للعام المقبل، بزيادة طفيفة عن العام الماضي بحوالي نصف مليار دولار أمريكي.
وجاءت هذه الزيادة في ظرفية يستمر فيها التوتر المغربي-الجزائري على عدة أصعدة، واستمرار المناوشات بين المغرب وجبهة البوليساريو التي أعلنت العودة إلى العمل المسلح ضد الرباط منذ واقعة الكركرات في الصحراء الغربية، نهاية عام 2020.
في خطاب ذكرى تولي العرش، قال العاهل المغربي الملك محمد السادس إنه يأمل في عودة العلاقات إلى طبيعتها مع الجزائر وأن يتم فتح الحدود المغلقة منذ عام 1994. والعلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين الجارتين منذ صيف 2021.
تقارير: مقتل سائحين مغربيين برصاص خفر السواحل الجزائريذكرت وسائل إعلام مغربية أن سائحين يحملان الجنسيتين المغربية والفرنسية لقيا حتفهما بعدما أطلق خفر السواحل الجزائري النار إثر دخولهما المياه الجزائرية بالخطأ. ولم يصدر بعد أي تعليق رسمي في المغرب أوالجزائر على هذه الأنباء.
مقتل ثلاثة جزائريين في قصف نُسب إلى المغرب في الصحراء الغربيةفي واقعة تلقي الضوء على مخاطر التصعيد بين البلدين، قالت الجزائر في بيان إن ثلاثة من مواطنيها قتلوا في قصف نُسب للمغرب. مصدر مغربي وصف ما ورد في البيان بـ"اتهامات مجانية" قائلا إن بلاده "لن تنجر لحرب مع جارتها الجزائر".
وسبق للمغرب أن رفع ميزانية الدفاع في مشروع موازنة 2023 كذلك، مقارنة بموازنة 2022. وأعلن الوزير المكلف بإدارة الدفاع الوطني عبد اللطيف الوديي حينها، أن صرح أن "الميزانية المرصودة للدفاع غير كافية في ظل التهديدات الأمنية التي تعرفها المنطقة".
تهدف موازنة الدفاع المغربي إلى اقتناء وإصلاح معدات القوات المسلحة الملكية المغربية، ودعم وتطوير صناعة الدفاع، حسب المشروع. ودخل المغرب في السنوات الأخيرة في مشروع ضخم لتحديث أسلحة الجيش، خصوصاً اقتناء أسلحة متطورة.
لكن هذا الرقم يبقى أقل بكثير من موازنة قطاع الدفاع في الجزائر، إذ خصصت الحكومة الجزائرية عام 2023 موازنة ضخمة بلغت 22 مليار دولار، وهي أكبر حصة للجيش الجزائري في كلّ موازنات البلاد منذ استقلال الجزائر.
وفيما تمثل موازنة الدفاع في المغرب حوالي 5.2 في المئة من الموازنة العامة، فهي تمثل في الجزائر حوالي 20 في المئة، واهتمت الجزائر منذ سنوات بتقوية موازنة الجيش، لكن القفزة في عام 2023 كانت ضخمة، وبعشرة مليارات دولار إضافية عن عام 2022، ما جعل الجزائر هي صاحبة أكبر موازنة للدفاع في إفريقيا.
صفقات ضخمة
أجرى المغرب خلال السنوات الماضية عدة صفقات لاقتناء أسلحة متطورة. الخارجية الأمريكية وافقت في شهر أبريل/نيسان الماضي على الموافقة على صفقة محتملة مع المغرب، يحصل بموجبها على أنظمة صواريخ مدفعية عالية الحركة، المعروفة ب"هيمارس" (HIMARS)، فضلاً عن معدات ذات صلة، بتكلفة تقديرية تبلغ 524.2 مليون دولار.
وضمن الصفقة ذاتها، طلب المغرب شراء الصواريخ التكتيكية للجيش، المعروفة بـ"أتاكمز" (ATACMS)، وصواريخ "GMLRS" الموجهة، فضلاَ عن مركبات عسكرية ورؤوس حربية، وأنظمة البيانات التكتيكية الميدانية المتقدّمة للمدفعية(IFATDS) ومعدات أخرى.
كما وافقت واشنطن عام 2021 على تسليم المغرب منظومة الدفاع الجوي "باتريوت"، ونشرها على مناطق حدودية، لأغراض دفاعية.
وذكرت مجلة فوريبس، شهر سبتمر/أيلول الماضي، أن المملكة اشترت كذلك أسلحة تركية وإسرائيلية، تشبه الأسلحة التي حصلت عليها أذربيجان في السنوات الأخيرة وساهمت في انتصارها في حربها ضد أرمينيا نهاية عام 2020، في مرتفعات قره باغ، ومن ذلك طائرات الدرون الكاميكيز، وصواريخ LORA شبه الباليستية الإسرائيلية، وكذلك طائرات الدرون بيرقدار التركية.
توتر مستمر
تدعم الجزائر جبهة البوليساريو في نزاع الصحراء الغربية مع المغرب، لكن التوتر المغربي-الجزائري المستمر منذ عقود بسبب هذا الملف انتقل إلى مستوى آخر، بعد قرار الجزائر قطع كل العلاقات مع المغرب عام 2021 بسبب ما وصفته "أعمال عدائية". ونهج المغرب، ولاسيما في خطب العاهل المغربي الملك محمد السادس، سياسة اليد الممدودة وخطابا يركز على دعوة الجزائر للحوار.
تدعم الجزائر جبهة البوليساريو في نزاع الصحراء الغربية مع المغرب - في صورة إبراهيم غالي، الأمين العام لجبهة البوليساريو
وتتكرر التصريحات الهجومية، خصوصاً من الجزائر التي هددت أكثر من مرة بالرد المسلح على أيّ تهديد يأتيها من الجار. ومؤخرا رد رئيس المجلس الشعبي الجزائري، إبراهيم بوغالي، بقوة على تصريحات مديرة الوثائق الملكية بالمغرب، بهيجة سيمو، التي قالت، إن الوثائق التاريخية المحفوظة تؤكد "مغربية الصحراء الغربية، ومغربية الصحراء الشرقية"، وتحيل في عبارة الصحراء الشرقية على مناطق توجد حالياً تحت السيادة الجزائرية.
وقال بوغالي: "حتى وإن كانت عقيدتنا العسكرية مبنية على الدفاع، فإننا لا نسمح بالمساس بأي ذرة من ترابنا، فحدودنا دفعنا من أجلها ثمنا باهظا"، متحدثا عن أن الجيش الجزائري "مستعد للدفاع عن حدودنا وبسط السكينة، والطمأنينة في ربوع البلاد".
ويرفض المغرب على المستوى الرسمي التفاعل مع التصعيد الخطابي الجزائري، دون أن يمنع ذلك نخباً بين البلدين وكذلك الإعلام من الاستمرار في لغة التوتر. لكن مراقبون كثر يرون أن واقعة مقتل ثلاث مواطنين جزائريين على الحدود بين الصحراء الغربية وموريتانيا، واحدة من أكبر الحوادث التي كادت تؤدي إلى تصعيد عسكري بين البلدين.
وقالت السلطات الجزائرية حينها إن المواطنين الثلاث تعرّضوا "لاغتيال جبان في قصف همجي لشاحناتهم أثناء تنقلهم بين نواكشوط وورقلة"، ونسبت العملية للمغرب، متوعدة بأن "اغتيالهم لن يمر دون عقاب"، لكن المغرب نفى الأمر وقال إنه "لم ولن يستهدف أي مواطن جزائري، مهما كانت الظروف والاستفزازات".
إ.ع
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: المغرب والجزائر الجيش المغربي أخبار المغرب أخبار الجزائر الصحراء الغربية المغرب الجزائر الملك محمد السادس المغرب والجزائر الجيش المغربي أخبار المغرب أخبار الجزائر الصحراء الغربية المغرب الجزائر الملك محمد السادس الصحراء الغربیة مع المغرب
إقرأ أيضاً:
وزير المالية الجزائري يستقبل رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية
استقبل معالي وزير المالية الجزائري رئيس مجلس محافظي البنك الإسلامي للتنمية لعام 2025 عبدالكريم بو الزرد، اليوم، معالي رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية الدكتور محمد سليمان الجاسر، وذلك في مقر الوزارة بالجزائر العاصمة.
وتناول اللقاء آفاق التعاون وبحث سبل تعزيز الشراكة والتعاون الإستراتيجي بين الجانبين، والتركيز على إطار الشراكة الجديد بين الطرفين، الذي سيتم الإعلان عنه خلال الاجتماعات السنوية للبنك المقرر عقدها في الجزائر العاصمة خلال الفترة من 19 إلى 22 مايو 2025.
ويستند هذا الإطار إلى دعم القطاعات المحفزة للتنافسية، والتنويع الاقتصادي، وتعزيز دور القطاع الخاص، إلى جانب تعزيز الشراكات لتنمية رأس المال البشري والتعاون الإقليمي.
وبحث الطرفان سُبل استئناف التعاون في تمويل المشروعات الاستراتيجية، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز البنية التحتية في الجزائر, إلى جانب التأكيد على أهمية تطوير البنية التحتية للسكك الحديدية كعنصر أساسي في تحقيق النمو الاقتصادي المستدام، وتقليل التأثير البيئي، وتعزيز جودة الحياة والتكامل الإقليمي.
فيما أشار الدكتور الجاسر إلى التزام البنك بدعم هذه المشروعات التحويلية، مستندًا إلى تجارب البنك الناجحة في مشروعات مماثلة في كثير من الدول الأعضاء.
وثمن جهود الحكومة الجزائرية من أجل تفعيل الشراكة والتعاون مع مجموعة البنك، معربًا عن تقديره لحكومة الجزائر على استضافة الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك ودعم نجاحها بمشيئة الله تعالى.