أمام مجلس الأمن.. الأمم المتحدة تحذر من انتهاكات الأطراف للقانون الدولي الإنساني في غزة
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
عقد مجلس الأمن الدولي أمس، جلسة حول الوضع في الشرق الأوسط بما فيه القضية الفلسطينية، استمع خلالها إلى إحاطة من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومسؤولي الأمم المتحدة المعنيين بالقضية. وشارك في الجلسة- بالإضافة إلى أعضاء المجلس الخمسة عشر- نحو 90 متحدثا.
التغيير: وكالات
في كلمته، جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إدانة الهجمات الإرهابية المروعة وغير المسبوقة التي شنتها حركة حماس على إسرائيل.
وشدد على ضرورة معاملة جميع الرهائن بشكل إنساني وإطلاق سراحهم فورا بدون شروط. وأشار إلى وجود عدد من أفراد أسر الرهائن في اجتماع مجلس الأمن.
وأكد أمين عام الأمم المتحدة أهمية الإقرار بأن هجمات حماس لم تأت من فراغ. وقال إن الشعب الفلسطيني خضع على مدى 56 عاما للاحتلال الخانق.
وأضاف أن الفلسطينيين رأوا أرضهم تلتهمها المستوطنات ويعمها العنف، واقتصادهم يُخنق، وشعبهم يُشرد، ومنازلهم تُهدم، وآمالهم في حل سياسي لمعاناتهم تتلاشى.
ولكنه أضاف أن “مظالم الشعب الفلسطيني لا يمكن أن تبرر الهجمات المروعة من قبل حماس، وأن هذه الهجمات الشنيعة لا يمكن أن تبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني”.
“حتى الحرب لها قواعد”وشدد الأمين العام على ضرورة مطالبة كل الأطراف باحترام التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، واتخاذ الحيطة المستمرة في سير العمليات العسكرية لتجنيب تعرض المدنيين للخطر، واحترام وحماية المستشفيات واحترام حرمة منشآت الأمم المتحدة التي تؤوي اليوم أكثر من 600 ألف فلسطيني. وقال: “حتى الحرب لها قواعد”.
وأعرب عن قلقه بشأن القصف المتواصل على غزة من قبل القوات الإسرائيلية ومستوى الضحايا المدنيين وحجم الدمار. وأبدى حزنه لمقتل 35 موظفا لدى وكالة غوث وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) أثناء قصف غزة خلال الأسبوعين الماضيين.
وقال إنه يـَدين لأسرهم بإدانة عمليات القتل هذه وما يشابهها من أعمال. وشدد على أن حماية المدنيين أولوية قصوى أثناء أي صراع مسلح.
وأضاف: “حماية المدنيين لا يمكن أن تعني استخدامهم كدروع بشرية. حماية المدنيين لا تعني إصدار أمر لأكثر من مليون شخص بالإجلاء نحو الجنوب حيث لا يوجد مأوى أو غذاء أو ماء أو دواء أو وقود، ثم قصف الجنوب نفسه”.
وأعرب عن القلق البالغ بشأن الانتهاكات الواضحة للقانون الدولي الإنساني في غزة. وأكد أن أي طرف في الصراع المسلح ليس فوق هذا القانون.
“قطرة في بحر”وأشار غوتيريش إلى دخول المساعدات الإنسانية أخيرا إلى غزة، ولكنه قال إن تلك الإغاثة تعد قطرة في بحر بالنسبة لحجم الاحتياجات الهائل.
وحذر من أن إمدادات الأمم المتحدة للوقود في غزة ستنفد خلال أيام، ووصف ذلك بالكارثة الأخرى. وقال: “بدون وقود لا يمكن توصيل المساعدات الإنسانية، وستنقطع الكهرباء عن المستشفيات، ولن يمكن تنقية مياه الشرب أو حتى ضخها”.
وأكد على حاجة سكان غزة للتوصيل المستمر للإغاثة بمستويات تتناسب مع الاحتياجات الهائلة، مشددا على ضرورة توصيل المساعدات بدون قيود. ولتخفيف المعاناة الهائلة وتيسير توصيل المساعدات الإنسانية بشكل آمن وتسهيل الإفراج عن الرهائن، جدد الأمين العام دعوته للوقف الفوري لإطلاق النار لأغراض إنسانية.
وقدم التحية لموظفي الأمم المتحدة وشركائها الإنسانيين في غزة، الذين يعملون في ظروف صعبة ويخاطرون بحياتهم لتقديم المساعدة للمحتاجين.
يوم الأمم المتحدةوأكد غوتيريش ضرورة عدم إغفال الأساس الواقعي الوحيد للسلام والاستقرار، وهو حل الدولتين. كما دعا إلى التصدي لمعاداة السامية والتعصب ضد المسلمين وجميع أشكال الكراهية.
وأشار إلى أن اليوم، 24 أكتوبر، هو “يوم الأمم المتحدة” الموافق للذكرى الثامنة والسبعين لدخول مـيثاق الأمم المتحدة حيز التنفيذ.
ويعكس الميثاق الالتزامات المشتركة للنهوض بالسلام والتنمية المستدامة وحقوق الإنسان، كما قال الأمين العام مناشدا الجميع في هذا اليوم التراجع عن حافة الهاوية قبل أن يحصد العنف مزيدا من الأرواح وينتشر بشكل أكبر.
مخاطر الخطأ في التقديرمن جانبه، أكد منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، أن خطر تزايد تدهور الوضع في الضفة الغربية أو امتداد الصراع إلى المنطقة “لا يزال كبيرا”.
وأشار إلى تصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، والذي “كان بالفعل قد وصل إلى مستويات مثيرة للقلق قبل الحرب الحالية”.
وقال إن هذا التصعيد أدى إلى مقتل 95 فلسطينيا، بينهم 28 طفلا، على أيدي قوات الأمن الإسرائيلية أو المستوطنين، وعنصر أمن إسرائيلي واحد في اشتباك مسلح.
وأشار أيضا إلى الصواريخ والقذائف التي أطلقها حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني من لبنان، والقصف المدفعي والغارات الجوية التي شنها الجانب الإسرائيلي، مما أدى إلى سقوط ضحايا من الجانبين، فضلا عن الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة في سوريا وتبادل إطلاق القذائف في الجولان.
وقال وينسلاند للمجلس: “من الأهمية بمكان أن نقوم، كمجتمع دولي موحد، بتوظيف كل جهودنا الجماعية لوقف إراقة الدماء ومنع أي توسع إضافي للأعمال العدائية – بما في ذلك في المنطقة. إن المخاطر كبيرة للغاية، وأناشد جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة أن تتصرف بمسؤولية. أي خطأ في التقدير يمكن أن تكون له عواقب لا تقدر”.
حماية المدنيين وتوفير أساسيات الحياةلين هاستينغز منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية حذرت من أن غزة لا تزال تعاني من انقطاع كامل في الكهرباء.
وقالت أمام مجلس الأمن: “المستشفيات على حافة الانهيار بسبب نقص الكهرباء والأدوية والمعدات والكوادر المتخصصة والأضرار والدمار. ويتلقى المرضى العلاج على أرضية المستشفى بسبب نقص الأسرة. ويضطر الأطباء إلى العمل دون تخدير. منذ 7 أكتوبر، قُتل 16 من العاملين في المجال الصحي في غزة وأصيب 30 آخرون أثناء أداء واجبهم”.
وأضافت المسؤولة الأممية أن الشحنات التي تم تسليمها خلال الأيام القليلة الماضية إلى غزة عبر رفح، لا تشمل الوقود الضروري لتشغيل الخدمات التي يحتاجها الناس للبقاء على قيد الحياة.
وحذرت من توقف عمليات الأمم المتحدة بدون توفر الوقود. وحثت إسرائيل على إعادة إمدادات المياه والكهرباء إلى مستويات ما قبل الصراع.
كما شددت على ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني. وجددت دعوة الأمين العام إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية لتخفيف المعاناة الإنسانية الملحمية.
وتابعت قائلة: “إذا أردنا أن نمنع المزيد من الانزلاق إلى هذه الكارثة الإنسانية، فيجب أن يستمر الحوار – لضمان وصول الإمدادات الأساسية إلى غزة بالحجم المطلوب، وتجنيب المدنيين والبنية التحتية التي يعتمدون عليها (التعرض للخطر)، وإطلاق سراح الرهائن، وتجنب أي تصعيد إضافي وامتداده”.
وزير خارجية فلسطينقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أمام جلسة مجلس الأمن إنه لا يوجد ما يبرر “قتل المدنيين الفلسطينيين”، مؤكدا أن “المزيد من الظلم والمزيد من القتل” لن يجعل إسرائيل أكثر أمنا.
وأكد أن السلام فقط مع فلسطين والشعب الفلسطيني هو ما سيجعل إسرائيل أكثر أمنا. وأضاف أنه لا يمكن أن يكون مصير الشعب الفلسطيني دوما هو السلب والتهجير وإنكار الحقوق والموت، مضيفا “حريتنا هي شرط السلام والأمن المشتركين”.
وأوضح أنه لا يمكن تجنب وقوع كارثة إنسانية أكبر وامتدادها إلى المنطقة، “إلا من خلال وضع نهاية فورية للحرب الإسرائيلية التي تُشن ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.
وأضاف: “لا يوجد أي قدر من المساعدات الإنسانية يمكن أن يعالج الوضع إذا فُرِض المزيد من الموت والدمار والخراب على أهلنا في غزة”.
ودعا المسؤول الفلسطيني مجلس الأمن إلى “الدعوة للوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي وإطلاق النار على شعبنا في قطاع غزة”، والعمل العاجل على تأمين دخول المساعدات الإنسانية إلى كل أنحاء القطاع، “ومنع التهجير القسري، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وتحقيق العدالة من خلال المساءلة والمحاسبة”.
وزير خارجية إسرائيلقال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إن “الأطفال والرضع” في إسرائيل شهدوا “رعبا لا يمكن وصفه بالكلمات في 7 تشرين الأول/أكتوبر”، وفيما يبدو تعليقا على كلمته أمام المجلس سأل كوهين الأمين العام للأمم المتحدة قائلا: “في أي عالم تعيش؟ بالتأكيد ليس في عالمنا”.
وقال كوهين إن أحداث ذلك اليوم ستسجل في التاريخ باعتبارها “مذبحة وحشية وجرس إنذار للعالم الحر بأكمله ضد التطرف والإرهاب”. وقال إن “شراسة” الهجوم الذي نفذته حماس والجهاد الإسلامي “تجاوزت حتى [أفعال] داعش”.
وأضاف: “حماس هي النازية الجديدة. وكما اتحد العالم المتحضر لهزيمة النازيين، وكما اتحد العالم المتحضر لهزيمة داعش، فعلى العالم المتحضر أن يقف متحدا خلف إسرائيل لهزيمة حماس”.
وقال كوهين لأعضاء المجلس إن “الرد المتناسب على مذبحة 7 أكتوبر هو التدمير الكامل لحماس”، وشدد على أن إسرائيل ليس لها الحق في فعل ذلك فحسب، بل عليها مسؤولية القيام بذلك.
الولايات المتحدةمن جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن للأمم المتحدة ومجلس الأمن “دورا حاسما في معالجة هذه الأزمة”، مضيفا أن مشروع القرار المقدم من بلاده – حول التصعيد في إسرائيل وغزة – يحدد خطوات عملية لتحقيق هذه الغاية.
وقال إن المجلس يجب أن “يدين بشكل لا لبس فيه هجوم حماس الإرهابي الهمجي ضد إسرائيل”، مضيفا أنه لا يمكن لأي عضو في المجلس “أن يتسامح مع ذبح شعبه”.
وقال بلينكن إنه في حين أن لإسرائيل الحق والواجب في الدفاع عن نفسها، فإن “الطريقة التي تفعل بها ذلك مهمة”. وشدد على ضرورة حماية المدنيين الفلسطينيين.
وأضاف: “هذا يعني أنه على حماس أن تكف عن استخدامهم كدروع بشرية. ويعني ذلك أن على إسرائيل أن تتخذ كافة الاحتياطات الممكنة لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين. ويعني ذلك أن يتدفق الغذاء والماء والدواء وغير ذلك من المساعدات الإنسانية الأساسية إلى غزة والأشخاص الذين يحتاجونها. ويعني ذلك قدرة المدنيين على الابتعاد عن طريق الأذى. وهذا يعني أنه يجب النظر في هدن إنسانية لهذه الأغراض”.
وكرر وزير الخارجية الأمريكي تصميم بلاده على منع انتشار هذا الصراع، وقال إن صراعا أوسع “سيكون مدمرا، ليس فقط للفلسطينيين والإسرائيليين، ولكن للناس في جميع أنحاء المنطقة، بل وفي جميع أنحاء العالم”. وقال للجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية التي تفكر في فتح جبهة أخرى ضد إسرائيل: “لا تصبوا الزيت على النار”.
وأضاف بلينكن أن بلاده لا تسعى إلى صراع مع إيران ولا تريد أن تتسع الحرب، لكنه أضاف: “إذا هاجمت إيران أو وكلاؤها أفرادا أمريكيين في أي مكان، فلا تخطئوا. سوف ندافع عن شعبنا وأمننا بسرعة وحسم”.
روسياالسفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أعرب عن أسفه لانعقاد الاجتماع تزامنا مع “يوم الأمم المتحدة” على خلفية “أعمال عنف غير مسبوقة أدت إلى مستويات كارثية من الضحايا على الجانبين، من بينهم مواطنون روس”.
وقال أمام جلسة مجلس الأمن إن “عدد القتلى والجرحى يدل على أن نطاق الكارثة الإنسانية في قطاع غزة قد فاق أسوأ تخيلاتنا”.
وذكر أن “الأعمال المروعة في السابع من أكتوبر والأحداث المأساوية التي تبعتها، ناجمة عن سنوات من المواقف المدمرة التي اتخذتها واشنطن”، متهما الولايات المتحدة بإحباط الحلول المحتملة للصراع طويل الأمد في المنطقة حسب تعبيره.
وقال إن بلاده وآخرين، حذروا لسنوات من أن الوضع على حافة الانفجار، “وقد حدث الانفجار بالفعل”. وأضاف أن هذه الأزمة أظهرت مرة أخرى أن الاستقرار الإقليمي بعيد المنال إذا لم تتم تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل عادل بما يتوافق مع قرارات الأمم المتحدة والقرارات الدولية المتفق عليها بشأن حل الدولتين.
وأكد موقف روسيا الداعي لإجراء عملية تفاوض، تتبعها إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش في سلام وأمن إلى جانب إسرائيل.
* مركز أخبار الأمم المتحدة
الوسومأنتوني بلينكن أنطونيو غوتيريش إسرائيل الأمم المتحدة الشرق الأوسط الولايات المتحدة غزة فلسطين مجلس الأمن الدوليالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أنتوني بلينكن أنطونيو غوتيريش إسرائيل الأمم المتحدة الشرق الأوسط الولايات المتحدة غزة فلسطين مجلس الأمن الدولي المساعدات الإنسانیة الشعب الفلسطینی الدولی الإنسانی حمایة المدنیین الأمم المتحدة للأمم المتحدة وزیر الخارجیة الأمین العام مجلس الأمن لا یمکن أن على ضرورة وشدد على إلى غزة وقال إن فی غزة قال إن
إقرأ أيضاً:
ليبيا تدعو مجلس الأمن لإصدار قرار بـ«وقف إطلاق النار» بشكل فوري في غزة
ألقى مندوب ليبيا الدائم لدى الأمم المتحدة طاهر محمد السني، كلمة أمام مجلس الأمن، باسم المجموعة العربية، التي تترأسها ليبيا هذا الشهر، والمخصصة للنظر في البند المعنون “الوضع في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية”.
وقال السني: “أتقدم بهذا البيان باسم المجموعة العربية، وأشكركم على تلبية دعوة الجزائر، الممثل العربي في المجلس، لعقد هذا الاجتماع الهام، كما أشكر فولكان تورك، المفوض السامي لحقوق الإنسان، والدكتور يونس الخطيب، رئيس الهلال الأحمر الفلسطيني، على إحاطتهما التي توضح حجم المأساة وتدهور الأوضاع التي فاقت جميع المقاييس”.
وأضاف: “نتحدث إليكم اليوم وقد وصلت الأزمة ذروتها حتى لم يعد يجدي إعداد البيانات واختيار الكلمات، فأصبحنا نتحدث إليكم بما نشعر به عن ظهر قلب، ولا داعي لإقناعكم بحجم الانتهاكات والمجازر التي تُرتكب كل يوم وعلى مدى أكثر من 15 شهراً وحتى الآن”.
وتابع السني: “استمعتم إلى شهادة الدكتور الخطيب من قلب الحدث، مجزرة أخرى اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بقتلها، وبدمٍ بارد، وكما اعترفوا اليوم، قتلوا طواقم الهلال الأحمر والدفاع المدني والأمم المتحدة بحجة وجود مقاتلين لـ”حماس”.
وقال: “مجزرة اُرتكبت بشكل متعمد، ثم جُرفت الجثث ورُميت في مقبرة جماعية في محاولة لطمس ما حدث، جريمة أخرى تضاف إلى سلسلة الجرائم ضد الطواقم الإنسانية، والتي فاق عدد ضحاياها حتى اليوم أكثر من 600 قتيل، من بينهم إعلاميون”.
وأضاف: “عندما يُطرح السؤال: لماذا لا يأتي إعلاميون من دول أجنبية لتغطية الأحداث؟ فبالتأكيد لن يحدث ذلك، وإلا سيتهمون أيضاً بالانضمام إلى حماس وسيتم قتلهم، لقد سمعنا اليوم دعوات لتحقيق مستقل وشفاف في هذا الموضوع، والسؤال: ماذا حدث في الدعوات السابقة لتحقيقات مماثلة؟ وأين نتائجها؟ للأسف، لا شيء حتى اليوم”.
وتبع المندوب الليبي: “إن هذه الشهادات ليست سوى عينة من القصص والأحداث والحملة الممنهجة التي يتعرض لها أهلنا في غزة والضفة الغربية، ليس الآن فقط، بل منذ عقود. والسؤال دائماً: ماذا عن الضفة الغربية؟ وما كان يحدث فيها قبل السابع من أكتوبر؟ إن هذه الحملة من الحصار والتجويع وقتل النازحين وحرق الأطفال والنساء هي دليل آخر على نهج الإبادة الجماعية التي ارتكبها جيش الاحتلال دون محاسبة، وأمام مرأى ومسمع الجميع. ننقل إليكم ذلك صوتاً وصورة، وبالنقل المباشر، فماذا أنتم فاعلون؟”
وأضاف: “كان آخر هذه الانتهاكات استباحة المسجد الأقصى يوم أمس من قبل المدعو وزير الأمن القومي الإسرائيلي، في محاولة أخرى لاستفزاز الجميع. وفي هذا الصدد، تدين المجموعة العربية بأشد العبارات هذه الاستفزازات، والتي لن تجدي نفعاً، بل ستزيد الأمر توتراً، وعندها، عندما تحدث ردة الفعل الطبيعية، سيتم اتهام الضحية وتجاهل الجاني”.
وقال: “إن المجموعة العربية عملت منذ اليوم الأول للأحداث على التواصل مع جميع الدول ومع أعضاء المجلس، وكان آخرها التواصل معكم، ومع مجموعة العشرة، ولا تزال الجهود قائمة في هذا الإطار لإيجاد حل ومخرج لهذه الأزمة، وذلك لنقل حقائق الأمور وإيجاد حلول عملية لوقف هذه المجازر فوراً”.
وتابع القول: “لقد أوضحت المجموعة العربية، من خلال بيانات القمة العربية الأخيرة، والتي عُقدت في القاهرة، موقفها الموحد ضد هذه الانتهاكات، وضرورة وقف إطلاق النار فوراً، ومنع أي محاولات للتهجير القسري، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية فوراً، وهذا الموقف ليس موقف المجموعة العربية فقط، بل هو أيضاً موقف المجموعة الإسلامية والعالم الحر”.
وقال: “إن هذه الأفعال، وغيرها، تضع مجلس الأمن أمام مسؤولية تاريخية، وإن عجزه عن إصدار أي مخرجات وتفعيلها سيكون وصمة عار سيتذكرها التاريخ لعقود… لقد حان وقت التحرك فوراً”.
وأضاف السني: “إن المجموعة العربية دعمت اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه بوساطة كل من مصر وقطر والولايات المتحدة، وهو الاتفاق الذي تفاءل به الجميع، وكان يسير بشكل جيد خلال مرحلته الأولى، لكنه اصطدم بخرق واضح وتعنت من الجانب الإسرائيلي، وكان السبب الحقيقي وراء ذلك سياسياً من قبل حكومة الاحتلال، لضمان استمرار عدوانها غير مكترثة بأي محاولات دولية لإنهاء هذا الأمر”.
وقال: “لقد دعمت المجموعة العربية اتفاق وقف إطلاق النار، ورحبت أيضاً بجهود الولايات المتحدة والإدارة الأمريكية الجديدة، التي ساعدت فعلاً في شهر يناير في تطبيقه، ونجح في البداية، والسؤال الآن: ماذا تغير؟ ولماذا انتهى هذا المسار؟ لذا، نطلب من الإدارة الأمريكية أن تواصل المفاوضات مع كل من قطر ومصر لتنفيذ بنود هذا الاتفاق كاملة”.
وقال: “في الختام، ترى المجموعة العربية أنه يجب على مجلس الأمن العمل على تحقيق ودعم النقاط الثلاث التالية: أولاً: الـعمل عـلى إصدار قرار من مجلس الأمن فوراً ينهي هذا العدوان، ويدعو إلى وقف إطلاق نار شامل وكامل، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية دون توقف، ثم استئناف المفاوضات بشأن مراحل الاتفاق الذي تم، لإنهاء ملف الرهائن والمحتجزين والأسرى، ثـانـیا: دعم المؤتمر الذي سيُعقد في القاهرة الشهر القادم بشأن إعادة إعمار غزة، والذي سيتم بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية والأمم المتحدة، ثـالـثا: دعم المؤتمر الذي سيتم عقده برئاسة كل من المملكة العربية السعودية وفرنسا في شهر يونيو القادم، والخاص بنقاش موضوع حل الدولتين”.
وأضاف: “ما نعيشه اليوم ليس أمرًا يمكن السكوت عنه أكثر، وأنتم أمام اختبار للتاريخ، فإما أن تدعموا مبادئ القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، أو أن تختاروا الصمت ويتم المشاركة في هذه الإبادة الجماعية التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني، لكن أذكركم أن التاريخ يسجل، وهذا أمر على عاتق الجميع، هذه مسؤولية جماعية، لا تقع فقط على الدول العربية والإسلامية، بل هي مسؤولية العالم أجمع”.