فتح معبر رفح وسيناء.. سر انزعاج قادة إسرائيل من أنطونيو جوتيريش
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
لا فرق بين وجودك وسط الصفوف على خط النار تحمل بندقية وتقابل لنصرة قضيتك أو ما تؤمن به وكونك دبلوماسي تناصر الحق وتدافع عن المظلوم بالكلام فقط، فتسجيل المواقف المشرفة عبر التاريخ يحتاج منك فقط أن تكون شجعا ولديك ضمير حي وحر كما هو حال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الذي تصدر مشهد الحرب بين حماس وإسرائيل بسبب موقفه مما يتعرض له سكان قطاع غزة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ 19 يوما من إبا.
.دة جماعية، كما هو حال أبو عبيدة البطل الفلسطيني الذي ازعج قادة تل أبيب مع تجدد الصراع في 7 أكتوبر الجاري.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي لليوم الـ19 على التوالي، قصف المدنيين العزل في قطاع غزة، حيت تشن قواته يوميا غارات قوية منذ تجدد الصراع بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل يوم 7 أكتوبر الجاري، حيث انقسم العالم بعد ذلك اليوم إلى قسمين، أحدهما يدعم الموقف الفلسطيني، والأخر يؤيد الطرف الإسرائيلي، ومن ضمن من يؤيد فلسطين هو الأمين العام للأمم المتحدة، مما لفت أنظار جميع الأطراف، وحدث انقلاب كبير عليه، خاصة منذ وقوفه أمام معبر رفح الحدودي قبل أيام مطالبا بفتح المعبر لإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع.
حكاية الأمين الأمم المتحدةوكان أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة قد قال إن الوضع في الشرق الأوسط يتفاقم كل ساعة، الحرب في غزة قد تنتشر في المنطقة بأكملها، وهذا الإنتشار يشكل خطورة بالغة على العالم.
وأكد في كلمته في اجتماع مجلس الأمن بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة: "أشعر بقلق عميق إزاء الانتهاكات الواضحة للقانون الإنساني الدولي التي نشهدها في غزة، وحماية المدنيين لا تعني الأمر بإجلاء أكثر من مليون شخص إلى الجنوب، حيث لا مأوى ولا طعام ولا ماء ولا دواء ولا وقود، ثم الاستمرار في قصف الجنوب نفسه"، متابع: "دعوني أكون واضحًا لا يوجد طرف في نزاع مسلح فوق القانون الإنساني الدولي".
ومن جانبه، رد وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين على موقف أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، في نفس الجلسة قائلاً: "في أي عالم تعيش؟ بالتأكيد هذا ليس عالمنا"، فيما دعا السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، الأمين العام جوتيريش بالإستقالة فورًا، بعد تصريحاته.
وكتب إردان على مواقع التواصل الاجتماعي أن جوتيريش ليس مناسبًا لقيادة الأمم المتحدة، مضيفًا: "الإسرائيليون منزعجون من خطاب الامين العام الذي قال إن العنف في غزة لم يحدث من فراغ، وأن الفلسطينيين يتعرضوا لـ 56 عامًا من الإحتلال".
وأعلن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، الثلاثاء، من خلال منشور له عبر مواقع التواصل الاجتماعي: "لن أجتمع مع الأمين العام للامم المتحدة، بعد مذ..بحة 7 أكتوبر، ولا يوجد مكان لمقاربة متوازنة، يجب محو حماس من على وجه الكوكب".
ويقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن شخصية الأمين العام للأمم المتحدة هي شخصية معتدلة ومتزنة، والهجوم عليه من قبل إسرائيل ربما يزيد من شعبيته، وهو من طالب بالاستقالة وليست إسرائيل من تقرر استقالته، ولكن هو ليس بالشخصية التي تحسم الصراع، إنما أصبح مستهدفا منذ ظهوره أمام معبر رفح، وتوجيه رسالة للعام بإدانته، لأن العالم يقف عاجزا عن اتخاذ إجراءات.
وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن اللوبي اليهودي والولايات المتحدة والمصادر الإسرائيلية تستطيع أن تقود مهامه، ولكن إسرائيل لا تستطيع إقالته، إلا إن حشدت الولايات المتحدة في مراحل معينة، وبالتالي يمكن أن يتم إبعاده، وفي كل الأحوال لن يقوم بتقديم استقالته، حيث أنه يحظى بدعم عدد كبير من الدول داخل مجلس الأمن وخارجه.
وأشار فهمي، إلى أنه إذا انضمت الولايات المتحدة إلى إسرائيل، حينها يستكمل مدته في منصبه، ولكنه لن يترشح مرة أخرى، أو أنه يواجه الصعوبات في هذه المهمة، مضيفا: "هو رجل أطلق صيحة مهمة في هذا التوقيت، صيحة من أعلى منصب في الأمم المتحدة هو الأمين العام، وفكرة استقالته لا تتماشى مع المؤسسة الأممية، فالرجل غلبه ضميره الإنساني، لكن هو في النهاية يستطيع يشكل لجنة تحقيق دولية في المجا..زر والجرائم التي حدثت وتحدث".
ومن جانبه، دعا أنطونيو جوتيريش إلى وقف إطلاق نار فوري، في حين تواصل إسرائيل قصف القطاع ردا على هجمات حماس، وسط انقسام حاد في مجلس الأمن الدولي.
من هو أنطونيو جوتيريش؟وعبّرت إسرائيل عن غضبها إزاء نداء الأمين العام قبيل انعقاد مجلس الأمن حيث ندّد وزير الخارجية الفلسطيني بدوره بما اعتبره تقاعسا في جهود احتواء النزاع الذي أوقع آلاف القتلى في الجانبين، غالبيتهم مدنيون.
وفي مستهلّ الجلسة قال جوتيريش إن لا شيء يبرر "الهجمات المروعة من قبل حماس"، في إشارة إلى عمليات شنّتها الحركة في السابع من أكتوبر في إسرائيل، لكنّه حذّر من "العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني".
وأمام مجلس الأمن أعرب الأمين العام عن "القلق البالغ بشأن الانتهاكات الواضحة للقانون الدولي الإنساني في غزة"، وأكد أن "أي طرف في الصراع المسلح ليس فوق هذا القانون"، من دون الإشارة صراحة إلى إسرائيل.
وقال إن "الشعب الفلسطيني خضع مدى 56 عاما للاحتلال الخانق"، وشدّد أمام الهيئة على أهمية الإقرار بأن "هجمات حماس لم تأت من فراغ".
وأثارت تصريحات جوتيريش حفيظة وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين الذي خاطب الأمين العام بحدّة مذكّرا بمدنيين بينهم أطفال قتلوا في هجمات شنّتها حماس على الأراضي الإسرائيلية.
وقال كوهين "سيدي الأمين العام، في أي عالم تعيش؟"، وتابع: "أعطت الفلسطينيين غزة حتى آخر شبر"، مشيرا إلى انسحابها من القطاع في العام 2005.
وفي أعقاب الهجمات شدّدت إسرائيل الحصار الذي تفرضه على القطاع المحاصر أصلا منذ أن سيطرت عليه حماس، وما زالت الدولة العبرية تحتل الضفة الغربية.
ودعا سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان جوتيريش إلى الاستقالة، وجاء في منشور له على منصة إكس (تويتر سابقا) أن الأمين العام للأمم المتحدة "أبدى تفهّما للإرهاب والقتل".
والجدير بالذكر، أن أنطونيو جوتيريش وُلد في لشبونة في عام 1949، وتخرج من معهد "Instituto Superior Técnico" بشهادة جامعية في مجال الهندسة.
وهو يجيد البرتغالية والإنكليزية والفرنسية والإسبانية، وهو متزوج من السيدة كاتارينا دي ألميدا فاز بينتو، وله ولدان إضافة إلى ابن زوجته، وله ثلاثة أحفاد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إسرائيل الأمين الأمم المتحدة انطونيو جوتيريش قطاع غزة أبو عبيدة حماس الأمین العام للأمم المتحدة أنطونیو جوتیریش وزیر الخارجیة الأمم المتحدة مجلس الأمن فی غزة
إقرأ أيضاً:
جوتيريش يدعو إلى تكثيف الجهود الدولية لمحاربة آفة الإسلاموفوبيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى تكثيف الجهود الدولية لمحاربة آفة الإسلاموفوبيا، مناشدًا العالم التمسك بقيم المساواة وحقوق الإنسان والكرامة، وبناء مجتمعات شاملة، حيث يمكن لكافة الناس العيش في سلام ووئام بصرف النظر عن الديانة التي يعتنقونها.
وذكر مركز إعلام الأمم المتحدة، أن جوتيريش قال إن شهر رمضان المبارك أقبل فيما يعيش العديد من المسلمين في جو من "الخوف من التمييز والإقصاء، بل وحتى الخوف من العنف"، مؤكدا أن ظاهرة التعصب ضد المسلمين تتنامى، وهي تتجسد "في إجراءات التصنيف العنصري، والسياسات التمييزية المنتهكة لحقوق الإنسان وكرامته"، والعنف ضد الأفراد ودور العبادة.
وشدد جوتيريش على أن هذا الواقع ليس سوى مظهر من آفة أوسع نطاقا قوامها التعصب والأيديولوجيات المتطرفة والاعتداءات ضد الطوائف الدينية والفئات المستضعفة.
وقال أمين عام الأمم المتحدة "ولكن كلما تعرضت فئة من الفئات للاعتداء، أصبحت حقوق وحريات جميع الفئات الأخرى عرضة للخطر، لذا يجب علينا، بوصفنا أسرة عالمية، أن ننبذ التعصب ونستأصل شأفته، ويجب على الحكومات أن تعزز التماسك الاجتماعي وأن تشمل الحرية الدينية بالحماية ويجب أن تكبح المنصات الإلكترونية جماح خطاب الكراهية والتحرشات، ويجب علينا جميعا أن نجهر بمناهضة التعصب وكراهية الأجانب والتمييز".
من جانبه، دعا المتحدث باسم المجموعة العربية بالجمعية العامة للأمم المتحدة، السفير الأردني محمود ضيف الله الحمود، إلى إيجاد إطار قانوني دولي لمحاربة الإسلاموفوبيا، وإنشاء آليات مساءلة لمحاسبة مرتكبي جرائم الكراهية وضمان دعم الضحايا، وقال إن المجموعة العربية تتطلع إلى تعيين "ميجيل مارتينز" مبعوثا خاصا للأمم المتحدة معنيا بمكافحة الإسلاموفوبيا، بما يسهم في تنسيق الجهود الدولية للتصدي لهذه الظاهرة المتفاقمة.
وأوضح المركز أن المتحدث باسم المجموعة العربية، أضاف أن هناك تزايدا مقلقا في خطاب الكراهية والتحريض على العنف والتمييز ضد المسلمين، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشددا على أن حرية التعبير "لا ينبغي أن تستخدم أداة لنشر التعصب وتأجيج الفتن".
وأشار إلى أن المجموعة العربية تؤكد على أهمية رصد وتحليل محتوى الإعلام والمنصات الرقمية لمكافحة الصور النمطية السلبية بالتعاون مع شركات التواصل الاجتماعي، ووضع مدونة سلوك تحظر التحريض على الكراهية.
وأكد أن الاحتفال باليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام، يمثل محطة جوهرية في تعزيز الجهود الدولية لمواجهة تصاعد موجات الكراهية والتمييز ضد المسلمين، وترسيخ مبادئ احترام الأديان، والتسامح والتعايش السلمي.
كانت الجمعية العامة قد حددت يوم 15 مارس للاحتفال باليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام في عام 2022، وبهذه المناسبة تبنت قرارا العام الماضي بعنوان "تدابير مكافحة كراهية الإسلام"، ويدعو القرار، من بين أمور أخرى، إلى تعيين مبعوث خاص للأمم المتحدة معني بمكافحة الإسلاموفوبيا، كما يدين أي دعوة إلى الكراهية الدينية والتحريض على التمييز أو العداوة أو العنف ضد المسلمين.