تقرير: الشرق الأوسط أكثر تعقيداً من أن تتخلى أمريكا عنه
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
رأى العقيد الأمريكي المتقاعد ومحلل أبحاث الذكاء الاصطناعي في البنتاغون، جو بوتشينو، أن إدارة الرئيس جو بايدن تواجه شرقاً أوسط في حالة حرب وعلى شفير كارثة بعد هجمات حماس.
مرة أخرى تضطر واشنطن إلى إدراك أن الشرق الأوسط يتطلب وجوداً عسكرياً كبيراً
وكتب بوتشينو في صحيفة "ذا هيل"، أنه بينما كان كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية والرئيس بايدن نفسه يتسابقون إلى المنطقة، في جهد محموم للحد من حجم الصراع ونطاقه، أصبح من الواضح أن سياسة الإدارة التي تطلبت الحد الأدنى من الاهتمام بالشرق الأوسط هي فشل ذريع.
على مدى عامين، سعى بايدن ومجلس الأمن القومي إلى زيادة التركيز على الصين وروسيا، مع الحد من التركيز على الشرق الأوسط.. لقد كان هذا خطأ إستراتيجياً يبدو من المرجح أن يفرض إعادة تنظيم السياسة الخارجية، بعد سنوات من سحب القوات من المنطقة، يسارع البنتاغون الآن إلى إعادتها.
أرقام ضخمةرداً على الحرب بين إسرائيل وحماس، أرسل البنتاغون مجموعتين هجوميتين من حاملات الطائرات.. كان من المقرر أن تشارك إحداها، وهي يو إس إس دوايت أيزنهاور، في مناورات حلف شمال الأطلسي، ولكن تم تحويلها الآن من أوروبا نحو الشرق الأوسط.
All because of a stolen election!!! He must be removed. We can’t last 1 year https://t.co/WBFY3zJ52K
— Mike (@MGupdate) October 24, 2023تمثل مجموعتان من حاملات الطائرات قوة أمريكية ضخمة: عشرون سفينة وأكثر من 140 طائرة وأكثر من 20 ألف جندي.. في الوقت نفسه، بدأت السفينة الهجومية البرمائية يو إس إس باتان التحرك إلى مسافة أقرب من الشواطئ الإسرائيلية، ربما للمساعدة في إجلاء الأمريكيين إذا تصاعد الوضع أكثر.. كما تمت إعادة توجيه أصول جوية، بما فيها طائرات هجومية من طراز إي-10 والمقاتلات النفاثة من طراز إف-15 وإف-16 إلى الخليج العربي، معززة الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة.
وتتدفق قوة برية مؤلفة من آلاف العناصر من مشاة البحرية نحو المنطقة لاستعراض القوة من أجل تقييد إيران، وأعلن البيت الأبيض أن هذه السفن والطائرات والأشخاص موجودون في المنطقة بشكل موقت، لكن من شبه المؤكد أن بعضهم سيبقى لعدة أشهر قادمة.. وإن خطر وقوع ضربة من قبل إيران أو مجموعة وكيلة لها سيظل كبيراً للغاية بعد الأزمة المباشرة.
إستراتيجية بايدنأضاف الكاتب أنه في سنة 2021، كان لدى الولايات المتحدة مجموعتان من حاملات الطائرات الهجومية ملتزمتان بالشرق الأوسط.. وقد تم إعادة نشرهما منذ ذلك الحين، مع العديد من الأصول البحرية الأخرى في المنطقة، باتجاه المحيطين الهندي والهادئ لمواجهة الصين، وكان هذا التحرك للقوة العسكرية متناسقاً مع إستراتيجية بايدن للأمن القومي لسنة 2022، والتي تركز بشكل كبير على المنافسة الأمريكية مع الصين، ولا تذكر الشرق الأوسط حتى الصفحة 42 من أصل 48، كما تنقل إستراتيجية الأمن القومي تاريخياً أولويات الأمن القومي للرئيس وفلسفته ورؤيته الإستراتيجية.. وقد كشفت الإشارات القليلة الخاطفة إلى المنطقة الكثير عن وجهة نظر هذه الإدارة تجاه الشرق الأوسط.
Biden’s minimalist Middle East policy is a stunning failure https://t.co/vidx8Jt4P3 isreal might as well be Idaho, joe ahs no clue where either one is
— jlf (@mrjimjim) October 24, 2023منذ بداية عهدها، سعت إدارة بايدن على الفور إلى تحقيق هدف رئيسي في سياسة أوباما الخارجية، وهو إعادة تركيز الموارد العسكرية بعيداً من الشرق الأوسط ونحو مواجهة نفوذ الصين المتزايد.. لقد سعت إدارة أوباما إلى إعطاء الأولوية لمنافسة القوى العظمى مع بكين بالتوازي مع إنهاء الحربين في العراق وأفغانستان.. بعد ذلك، أدت الأزمات في المنطقة –الحرب الأهلية السورية والصعود الصاعق لداعش والاضطرابات في ليبيا– إلى سحب اهتمام إدارة أوباما مرة أخرى إلى الشرق الأوسط.
المزيد من الانسحاب والفوضىأضاف بوتشينو أنه مثل سياسة أوباما، أعطت السياسة الخارجية لترامب الأولوية لمواجهة النفوذ الصيني في جميع أنحاء العالم، والاستثمار في التكنولوجيا الجديدة والقدرات والأصول الحيوية في الفضاء.. ومرة أخرى، أجبرت طموحات إيران النووية ودعمها للجماعات الإرهابية في المنطقة وهجومها السافر سنة 2019 ضد منشأة نفطية سعودية، أمريكا على إعادة قواتها سريعاً إلى الشرق الأوسط.
وبدءاً من 2021، جرب فريق بايدن نهجاً أقل تدخلية، حيث قام بتجميع إطار أمني إقليمي يربط جيوشاً عربية بالقوات الإسرائيلية، في شراكة تركز على التحوط ضد دوافع إيران الأكثر تدميراً.. وسحب بايدن جميع القوات الأمريكية من أفغانستان، وهو مسعى فوضوي ومأساوي يحد بشكل كبير من قدرة أمريكا على مراقبة ومحاربة داعش في ذلك البلد.. كما قام وزير الدفاع لويد أوستن بسحب أصول كبيرة من الدفاع الجوي، بما فيها أكثر من ثماني بطاريات صواريخ باتريوت، من الشرق الأوسط.
لا ردع لإيران من دون قوة أمريكية مرة أخرى، تضطر واشنطن إلى إدراك أن الشرق الأوسط يتطلب وجوداً عسكرياً أمريكياً كبيراً، فالمنطقة ببساطة متقبلة جداً ومهمة جداً ومعقدة جداً كي تُترك من دون يد أمريكية قوية.. ولا يمكن إبعادها إلى هامش الرؤية الإستراتيجية الأمريكية، وبغض النظر عن كيفية انتهاء الأزمة الحالية، يدعو الكاتب الولايات المتحدة إلى التأكد من أنها وبينما تتطلع إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ستظل ثابتة في التزامها بالاستقرار والسلام في الشرق الأوسط.. لا تستطيع الولايات المتحدة ببساطة ردع إيران والقوات الوكيلة لها، من دون وجود قوة أمريكية بشكل دائم في الشرق الأوسط.المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الشرق الأوسط فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
تحديات وعقبات.. أطراف إقليمية ودولية تؤجج الصراعات لإطالة أمدها بالشرق الأوسط
تواجه منطقة الشرق الأوسط مجموعة من التحديات التي تؤثر على الاستقرار الإقليمي والعالمي، لأنها تشهد اضطرابات وتوترات سياسية فى سوريا واليمن وليبيا والعراق، بجانب القضية الفلسطينية، ما أدى إلى تزايد النزاعات المسلحة، وتدمير البنية التحتية، وتفاقم الوضع الإنساني، فى ظل التدخلات الخارجية، التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي، ما أدى إلى تعقيد الأوضاع، وجعل التسوية السياسية أمراً صعباً، خصوصاً مع التوسعات الإسرائيلية فى المنطقة، واستمرار الحصار على قطاع غزة، الذى تم تدميره تماماً، ما زاد من معاناة السكان فى القطاع الفلسطيني.
ويُعد الصراع «الفلسطينى - الإسرائيلى» أحد أبرز القضايا فى الشرق الأوسط، حيث تتصاعد حدة التوترات فى الأراضى المحتلة، فى قطاع غزة والضفة الغربية، رغم المحاولات المستمرة لتحقيق السلام، إلا أن الاتفاقات السياسية لم تسفر عن حل دائم، ما يعمق الخلافات بين الدول العربية وإسرائيل، ويشكل تحديات كبيرة للاستقرار الإقليمى، ومؤخراً امتد النزاع ليشمل سوريا، التى تشهد توغلات إسرائيلية وتوسعات استعمارية، منذ سقوط نظام بشار الأسد، مما أدى إلى تدمير واسع النطاق، وتهجير الملايين من المدنيين، وسط تدخل القوى الإقليمية والدولية فى النزاع.
ويشهد لبنان أزمات سياسية واقتصادية تسببت فى انهيار القطاع المالى والمصرفى، الذى كان يُعد من أهم ركائز ودعائم الاقتصاد فى البلاد، بجانب الصراع بين «حزب الله» وجيش الاحتلال الإسرائيلى، كما يشهد اليمن حرباً أهلية متفاقمة منذ 2014 بين الحكومة الشرعية وجماعة «الحوثيين»، ما عمَّق الأزمة الإنسانية فى المنطقة، والوضع فى ليبيا ما زال يشهد بعض الصراعات الداخلية، بعد الإطاحة بنظام القذافى فى 2011، ما يؤدى إلى تدهور اقتصادى واجتماعى، وزيادة عدد اللاجئين، وتفاقم التوترات بين الدول الكبرى والإقليمية.
وتمثل التدخلات الإقليمية والدولية تحديات كبرى فى استقرار الدولة الوطنية، ما جعل الأوضاع أكثر تعقيداً، وساهم فى تأجيج الصراعات المحلية وتحقيق مصالح استراتيجية لهذه القوى، وزيادة التدخلات الخارجية التى تساهم فى إطالة الأزمات، وتزيد من تفكك الدول، ما يُصعّب حل النزاعات، ويحافظ على حالة عدم الاستقرار.
وحذر الرئيس عبدالفتاح السيسى من توسيع دائرة الصراع فى الشرق الأوسط، واعتبر أن العالم، ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص، يشهد تحديات وأزمات غير مسبوقة، تحتل فيها الصراعات والحروب صدارة المشهد، مشيراً إلى أن أبرز الشواهد على ذلك استمرار الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى فى تحد لقرارات الشرعية الدولية، وما يصاحب ذلك من خطورة وتهديد بامتداد الصراع لدول أخرى، مثلما حدث مع لبنان، وصولاً إلى سوريا التى تشهد تطورات واعتداءات على سيادتها ووحدة أراضيها، مع ما قد يترتب على احتمالات التصعيد واشتعال المنطقة من آثار سوف تطول الجميع سياسياً واقتصادياً.
واعتبر الرئيس السيسى أن تسوية أزمات المنطقة يتم بتحقيق الاستقرار، عبر استعادة مفهوم الدولة وأركانها، ودعم مؤسساتها، وتعزيز قدرة جيوش الدول وحكوماتها، كما أكد الرئيس، فى تصريحاته، أن عمليات التهجير القسرى، ووجود خلايا أو عناصر نائمة، تشكل تحديات تواجه المنطقة، بجانب تطورات الأوضاع الإقليمية، بما فى ذلك الحرب على غزة، فى ظل الجهود المصرية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى والمحتجزين، وإنفاذ المساعدات الإنسانية دون عراقيل، فضلاً عن التطورات فى كل من سوريا ولبنان وليبيا والسودان والصومال واليمن، والجهود المصرية لتسوية تلك الأزمات.
«بدر الدين»: الصراع يحقق مصالح أطراف خارجيةمن جانبه، قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، لـ«الوطن»، إن الصراع فى الشرق الأوسط يحقق مصالح العديد من الأطراف الخارجية، فالمنطقة تشهد تصاعداً فى الأحداث، إذ تبرز العديد من السيناريوهات المحتملة لعدم قيام الدولة الوطنية، والحفاظ على شكل الدولة، عن طريق التقسيم والتجزئة إلى عدة مناطق إدارية أو كيانات، مما يؤدى إلى انهيار الهيكل الوطنى، وأضاف أن هذا السيناريو مرتبط بتدخلات إقليمية ودولية معقدة.
وأوضح «بدر الدين» أن مصر تتعامل مع هذه التطورات بجدية، خاصةً فيما يتعلق بالتهجير القسرى للفلسطينيين، وما تشهده سوريا ولبنان وغيرهما من أزمات، مؤكداً أن التحديات الراهنة تتطلب تنسيقاً دولياً وتماسكاً داخلياً ضمن الدول المعنية.
«سليمان»: مصر «حائط الصد» لضمان وحدة وسلامة الأراضى العربيةوأكدت الدكتورة سماء سليمان، وكيل لجنة الشئون الخارجية والعربية والأفريقية بمجلس الشيوخ، أن الشرق الأوسط يواجه العديد من التحديات، على رأسها الجماعات والخلايا النائمة، التى تحاول استغلال ضعف المشهد، من أجل العودة مرة أخرى، كما تشهد المنطقة مشكلة نزاع نفوذ بين القوى الكبرى، وأضافت أن كل هذه الصراعات تهدف إلى تفتيت الدول العربية، سواء من الدول الكبرى أو القوى الإقليمية.
وأوضحت «سليمان» أن مصر لم تتخلَّ عن دورها تجاه قضايا المنطقة كاملة، إذ يظهر الدور المصرى فى القضية الفلسطينية ومحاولاتها الوصول إلى هدنة ووقف كامل لإطلاق النار، والحيلولة دون عدم تصفية القضية الفلسطينية، وعدم تهجير الشعب الفلسطينى، وهو ما نجحت فيه بشكل كبير جداً، إذ لا تزال هى الدولة الوحيدة التى تستضيف المفاوضات بين الطرفين الإسرائيلى والفلسطينى، للوصول إلى حل، من خلال التعاون مع الدول العربية، وجامعة الدول العربية، والأمم المتحدة، وكذلك فى مجال المساعدات الإنسانية، كان الدور المصرى واضحاً جداً فى إرسال المساعدات، كما لم تغلق مصر معبر رفح إلى هذه اللحظة، لكن الجانب الإسرائيلى متعنت جداً، ويفرض حصاراً خانقاً على الشعب الفلسطينى لتهجيره. وأكدت «سليمان» أن مصر تحافظ على وحدة وسلامة الأراضى العربية، وتدعو دائماً إلى عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، واعتبرت أن التدخل الخارجى فى شئون الدول هو الذى يؤدى إلى تقسيمها وعدم استقرارها، وهو ما حدث فى العراق، ونراه يحدث الآن فى سوريا ولبنان وليبيا واليمن والسودان، وتابعت أن مصر ترى أن الحل الأمثل لحل قضايا المنطقة يتمثل فى وقف الاستقطاب والتدخل الخارجى، وأن المسار السلمى هو الأفضل لحل قضايا المنطقة.