صحافة أمريكية : سيناريو مرعب وقلق من عدم جاهزية اسرائيل شن غزو بري على غزة
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
صراحة نيوز – بدأت تقديرات وزارة الخارجية الأمريكية تدق ناقوس خطر بعدما تم حصر ما يقرب من 600 ألف أمريكى فى إسرائيل ودول جوارها، وهو الرقم الذى يشكل مصدر قلق فى ظل احتمالات اتساع دائرة الحرب السابعة التى يقودها الاحتلال الإسرائيلى ضد المدنيين فى قطاع غزة.
وفى تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست، قال مسئول أمريكى : “من غير المسؤول ألا تكون هناك خطة لكل شيء يوجد 600 ألف مواطن أمريكى فى إسرائيل ونحو 86 ألفا يعتقد أنهم كانوا موجودين فى لبنان عندما هاجمت الفصائل إسرائيل.
السيناريو الذى وصفته الصحيفة الأمريكية بـ”المرعب” يتزامن مع حملة دعم أمريكية مفتوحة لإسرائيل شملت أسلحة وخبراء عسكريين فى محاولة للتعافى من أثار الهجوم المباغت الذى قادته الفصائل الفلسطينية فى 7 أكتوبر الجاري.
وعلى الرغم من الدعم العلنى القوى الذى تبديه إدارة بايدن لإسرائيل، فإنها قلقة للغاية من احتمال اتساع رقعة الصراع، وخلال الأيام الماضية، وجهت جزءا من اهتمامها إلى الخدمات اللوجستية المعقدة بما فى ذلك الاضطرار فجأة لإجلاء عدد كبير من الأشخاص، وفقا لثلاثة مسؤولين مطلعين على المناقشات.
الاجتياح البرى.. دعم مفتوح وثقة مفقودة
وبحسب تقرير منفصل نشرته صحيفة نيويورك تايمز، تشعر الإدارة الأمريكية بالقلق من افتقار إسرائيل لأهداف عسكرية قابلة للتحقيق فى غزة ومن أن الجيش الإسرائيلى ليس مستعدا لشن غزو برى على القطاع بخطة يمكن أن تنجح، ما دفعها لتوقع أسوأ السيناريوهات، وعلى الرغم من عدم الإشارة لذلك بوضوح إلا أن التحركات فى البيت الأبيض والبنتاجون تظهر مخاوف عدة.
وفقا لصحيفة نيويورك تايمز، أكد وزير الدفاع الأمريكى الجنرال لويد أوستن خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الإسرائيلى يوآف جالانت على الحاجة إلى دراسة الكيفية التى قد تقوم بها القوات الإسرائيلية بـ الاجتياح البرى لقطاع غزة حيث تحتفظ حماس بشبكات انفاق معقدة.
فى الوقت نفسه، يصر مسئولى الإدارة الامريكية أن الولايات المتحدة لم تخبر إسرائيل بما يجب عليها فعله وما زالت تدعم الاجتياح البرى لغزة بالرغم من أن البنتاجون أرسل جنرال من مشاة البحرية إلى جانب ضباط آخرين لمساعدة الإسرائيليين فى خطط الاجتياح البري.
ونفى دبلوماسى إسرائيلى فى واشنطن حسب نيويورك تايمز، أن تكون الإدارة الأمريكية تنصح الإسرائيليين بتأجيل الغزو البرى، وأوضح أن الولايات المتحدة “لا تضغط” على إسرائيل فيما يتعلق بالعملية البرية. لكن المسؤولين قالوا أن الإدارة الأمريكية، تشعر بالقلق من أن الجيش الإسرائيلى ليس لديه حتى الآن مسار عسكرى واضح لتحقيق هدف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتمثل فى القضاء على الفصائل.
وفى محادثات مع الدبلوماسيين الإسرائيليين، قال المسؤولون الأمريكيون إنهم لم يروا بعد خطة عمل قابلة للتحقيق، وهو ما المح اليه الرئيس جو بايدن خلال خطابه فى تل ابيب الأسبوع الماضى عندما قال أن إسرائيل ستحتاج إلى أن يكون لديها رؤية واضحة بشأن الأهداف وتقييم دقيق بشأن المسار المتبع لتحقيق تلك الأهداف.
وقال مسؤولون أمريكيون، إنه على إسرائيل أن تقرر، على سبيل المثال، ما إذا كانت ستحاول القضاء على الفصائل باستخدام ضربات جوية مقترنة بغارات مستهدفة من قبل قوات العمليات الخاصة، أو التوغل فى غزة مع قوات العمليات الخاصة والدبابات والمشاة، وحذروا من أن كلا الأسلوبين سيؤديان إلى خسائر فادحة، لكن العملية البرية قد تكون أكثر دموية بالنسبة للقوات والمدنيين.
وتعتزم البنتاجون إرسال خبراء عسكريين وأنظمة دفاع جوى لإسرائيل تمهيدا للاجتياح البرى، وأشارت الصحيفة إلى أنه ليس من المرجح أن يشارك الخبراء الأمريكيون فى الهجوم الإسرائيلى المتوقع على القطاع.
وقالت نيويورك تايمز أن أنظمة الدفاع الجوى – التى تعتزم الولايات المتحدة إرسالها لإسرائيل – تعتبر من أحدث أسلحة الدفاع الجوى، مشيرة إلى أن الجنرال جيمس جلاين الذى يعد أحد أبرز المتخصصين فى تنفيذ العمليات الخاصة يشارك فى فريق الخبراء الذى سوف ترسله واشنطن لإسرائيل.
ويقتصر دور الجنرال جيمس جلاين على توضيح كيفية تقليص الإصابات بين المدنيين اثناء الاجتياح البرى المتوقع على القطاع.
وقال جون كيربى مستشار الأمن القومى الأمريكى فى البيت الأبيض: “هناك عدد قليل من الضباط العسكريين ذوى الصلة من ذوى الخبرة.. من أنواع الخبرة التى نعتقد أنها مناسبة لأنواع العمليات التى تجريها إسرائيل وربما تجريها فى المستقبل مرشحون للذهاب إلى هناك لمشاركة بعض وجهات النظر حول خبراتهم العسكرية وربما سيكون لديهم بعض إجابات عن عدد الأسئلة الصعبة”.
فى وقت سابق، أعلنت البنتاجون منذ عدة أيام انها سترسل منظومة الدفاع الجوى المتطورة “باتريوت” إلى الشرق الأوسط بالإضافة إلى إعادة نشر حاملة الطائرات ايزنهاور التى كانت فى طريقها لترسو قريبا من إسرائيل.
وفى الكونجرس، دعا عضو مجلس الشيوخ الديمقراطى جاك ريد، والذى يرأس لجنة القوات المسلحة، إسرائيل إلى تأجيل غزو برى لغزة لكسب الوقت لإجراء مفاوضات بشأن الرهائن، والسماح بوصول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى المدنيين الفلسطينيين وإعطاء القادة الإسرائيليين المزيد من الفرص لضبط تخطيطهم للعملية العسكرية.
وقال ريد من إنه كلما زادت المعلومات الاستخبارية التى تجمعها إسرائيل وتمكن قواتها من المشاركة فى القتال فى المناطق الحضرية، وإن عدم التسرع هو النهج الأفضل، وأضاف أنه ما يزال يدعم الغزو البرى لتدمير حماس. لكنه حذر من أن القتال فى المناطق الحضرية فى غزة، سيكون “جهدًا طويل الأمد”.
مظاهرات دعم فلسطين.. الرأى العام ينقلب على البيت الأبيض
وبالتزامن مع الارتباك الإسرائيلى والقلق الأمريكى، بدأ الرأى العام الأمريكى يتبنى موقفًا مغاييرا لحالة الدعم التى يقدمها البيت الأبيض لحكومة بنيامين نتنياهو، حيت توالت على مدار الأيام الماضية مظاهرات دعم فلسطين وبشكل متزايد.
وانطلقت بولاية نيوجيرسى الثلاثاء مسيرة حاشدة فى مدينة باترسون، وجاءت المظاهرات اعتراضًا على تضامن الولايات المتحدة مع إسرائيل فى قتل الأطفال والنساء والشيوخ، وتهجير غزة من أهلها، وأصحاب الأرض الأصليين
وفى العاصمة الأمريكية واشنطن، قبل يومين، تجمع آلاف المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين، واحتجوا أمام البيت الأبيض هاتفين “حرروا فلسطين”، ورافعين أعلاما فلسطينية ولافتات مكتوبا عليها “أوقفوا الاحتلال” و”أوقفوا إطلاق النار الآن”.
وفى نيويورك، معقل أكبر عدد من السكان اليهود خارج إسرائيل، تجمع مئات فى بروكلين للإعراب عن استيائهم من الهجوم الإسرائيلى رافعين لافتة كتب عليها “اليهود يقولون: أوقفوا الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين”.
كما انطلقت فى إحدى ضواحى مدينة ديترويت بولاية ميشيجان مظاهرات منددة بالمجازر الإسرائيلية والحرب على غزة، وتجمع متظاهرون أمام مكتب نائبة المدينة، منددين بالحرب على غزة وما يتعرض له أهالى القطاع، رافعين لافتات “أوقفوا إبادة غزة، الحرية لفلسطين” ومطالبين بوقف الدعم الأمريكى لإسرائيل فى حربها على القطاع.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن عربي ودولي عربي ودولي اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة
إقرأ أيضاً:
الأولى من نوعها المفروضة على أحد طرفي الصراع.. خبراء يكشفون مدى فاعلية عقوبات مجلس الأمن الدولي ضد السودان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أصدر مجلس الأمن الدولى قرارًا يقضى بفرض عقوبات على ٢ من قادة قوات الدعم السريع وذلك لما أقدما عليه من أفعال تهدد استقرار البلاد، وفقًا لما نص عليه القرار.
ووافقت اللجنة المكلفة بشئون العقوبات المفروضة على السودان، والتى تضم خمسة عشر عضوًا، على المقترح الذى تقدمت به الولايات المتحدة الأمريكية فى نهاية شهر أغسطس من العام الجاري.
وينص القرار على منع هذين القائدين من السفر وتجميد أموالهما وأصولهما، وهما قائد عمليات قوات الدعم السريع عثمان محمد حامد الملقب بـ"عمليات"، وقائد الدعم السريع فى ولاية غرب دارفور عبد الرحمن جمعة بارك الله الذى يواجه اتهامات بالتورط فى قتل والى غرب دارفور خميس أبكر وتشويه جثته فى العام الماضي.
وتعتبر هذه العقوبات هى الأولى من نوعها التى يفرضها مجلس الأمن الدولى على أحد طرفى الصراع فى السودان، ألا وهما الجيش السودانى وقوات الدعم السريع، منذ اندلاع الحرب، إلا أنها تأتى ضمن سلسلة من العقوبات الدولية التى فرضت على السودان منذ شهر أبريل من العام الماضي.
وبالعودة إلى المشهد لما قبل حرب ١٥ أبريل ٢٠٢٣، فإن السودان لم يغادر قائمة العقوبات الدولية وبالتحديد الأمريكية إلا لوقت قصير، وذلك بسبب العداء بين نظام البشير والولايات المتحدة إذ أدرجت واشنطن السودان فى قائمة "الدول الراعية للإرهاب" فى عام ١٩٩٣ بسبب مخاوف تتعلق بالإرهاب واستضافة السودان وقتها لتنظيم القاعدة بحسب اتهامات واشنطن.
كما أعقب ذلك، عقوبات اقتصادية فى عام ١٩٩٧، حتى وصل الأمر إلى رأس النظام السابق والمطالبة بتسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وإلى جانب العقوبات الأممية، أنشأ مجلس الأمن الدولى نظام العقوبات الذى يستهدف السودان فى عام ٢٠٠٥، فى محاولة للمساعدة فى إنهاء الصراع فى دارفور الذى اندلع فى العام ٢٠٠٣، كما فرض المجلس حظرًا على توريد الأسلحة إلى دارفور فى عام ٢٠٠٤.
كما تضم قائمة المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية الرئيس السودانى المعزول عمر البشير، ووزير الدفاع السابق عبدالرحيم محمد حسين، وقيادات عسكرية من دارفور، إلى جانب على كوشيب، الذى يعد الوحيد الذى سلم نفسه للمحكمة.
وتهم معظم العقوبات الدولية عسكريين، إلا أن مراقبين يقللون من أثرها على جهود إنهاء العنف أو الحرب فى السودان.
ويستهدف جزء من العقوبات الأمريكية التى فرضت على طرفى الحرب فى السودان، شقيق قائد الدعم السريع عبدالرحيم دقلو، والذى يعد ثانى قائد لهذه القوات، إلى جانب شركة "زادنا" التابعة للصناعات الدفاعية للقوات المسلحة.
وشملت العقوبات كذلك القونى حمدان، شقيق قائد الدعم السريع الأصغر، ولم تخل قوائم العقوبات من عناصر الجيش وآخرين يتبعون الحركة الإسلامية فى السودان برئاسة على كرتي، الذين تتهمهم جهات أمريكية وأوروبية بإذكاء نار الحرب فى السودان.
ويعد ميرغنى إدريس مدير الصناعات الدفاعية، أرفع شخصية فى الجيش السودانى تطاله العقوبات منذ اندلاع الحرب، بعدما أدرجت الخزانة الأمريكية اسمه ضمن قوائم عقوبات.
ولم يعلق الجيش على العقوبة الصادرة بحق مدير مؤسسته الاقتصادية الأولى، كما أن تقديرات الخسائر المترتبة على العقوبات ليست واضحة فى الوقت الحالي.
واعتبرت مصادر مسئولة فى المكتب السياسى للدعم السريع، أن فرض عقوبات أممية على قائدين من الدعم السريع، "إجراء معيب ولا يستند إلى دليل"، كما أن "العقوبات لن يكون لها أثر"، ووصفها بأنها "محاولة للتغطية على فظائع الجيش من قبل بعض الدول داخل اللجنة الأممية".
فى حين يرى الخبراء أن العقوبات "سياسية ولا قيمة لها إلا فى الإدانة التى تصدر مع العقوبات"، كما أن مجلس الأمن يجب أن يكون أكثر جدية وأن يتعامل مع شكوى السودان، والتى تشمل الممولين الرئيسيين لـ"الميليشيا".
كما أن العقوبات الأممية "يمكن أن تكون أجدى من العقوبات التى تفرضها الدول، بسبب استنادها إلى الفصل السابع والذى يتيح تدخلًا مباشرًا فى حماية المدنيين، وإحالة الملفات على المحكمة الجنائية"، كما ترى أن "العقوبات الأممية ذات قيمة وقابلية للتنفيذ دون غيرها من قرارات الدول التى تفرض عقوبات على العسكريين".