مكتبة صور نادرة ترصد تاريخ الأقصر.. توثق اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
في محل عتيق بالأقصر يحتفظ إيهاب قديس، حفيد مصور فوتوغرافي، بمئات الصور التي تحكي تاريخ أهم الأحداث التي مرت على المدينة، وأهمها اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922، ونقل محتوياتها لمتحف القاهرة.
أنطونيو بياتو
يقول الحفيد، إن جده عطية قديس ولد عام 188، بقرية الطود جنوب المحافظة، وتوفى والده في سن صغيرة فقررت والدته الذهاب به للعيش في المدينة وهناك تعلم القراءة والكتابة، فسكن في مدينة الأقصر القديمة فوق معبد الأقصر، ومن هنا بدأت علاقته بالأجانب، وتعرف خلالها على مصور إيطالي شهير يدعى أنطونيو بياتو، والذي كان يملك استديو تصوير في المدينة.
ويضيف إيهاب، أن جده عمل مع بياتو حتى وفاته عام 1905، وبدأ بعدها العمل بمفرده، وأسس أول محل له عام 1907، لكن أول سجل تجاري كان عام 1912، بالشراكة مع مصور آخر يدعى سيف من أهل الأقصر، وانطلقا سويا لتصوير كل الآثار بداية من أبيدوس شمالًا حتى النوبة جنوبا والآثار في القاهرة الإسلامية والفرعونية، وفي الفترة من عام 1910 حتى عام 1920، حدثت خلالها الحرب العالمية الأولى، ولم يكن هناك مصورين أجانب كثير في مصر، لأنهم ذهبوا لتوثيق الحرب، فاستطاع عطية وسيف تغطية حقبة تاريخية مهمة في مصر.
اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون
ويتابع: مع اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، بدأت السياحة تتدفق للأقصر، فاستغلا ذلك وطبعا مزيدا الكتب والصور والتوسع في الاستديوهات والمحلات، حتى فض الشركة سنة 1933، واقتسما كل شئ وبدأ كل منهما تصوير مجموعة الصور التي فقدها، وهناك العديد من الكتب والمؤلفين الأجانب استعانت بصور الآثار من تصوير عطية وسيف.
واستطرد قائلا: ورثت عن جدي نحو 2000 نيجاتيف زجاج، بمقاسات مختلفة تبدأ من 30*40، حتى 6*9، ونطبع منها ونبيع للراغبين في اقتناء هذه الصور التحفة، التي ترصد أهم الاكتشافات الأثرية، وأعمال الترميمات الأثرية والحياة اليومية في الشوارع والأسواق، وزيارات هامة لكن أهم صور لدينا هى صور عملية نقل مقتنيات مقبرة توت عنخ آمون، في النيل لنقلها للمتحف المصري، لافتا إلى أنه يحتفظ أيضا بكاميرتين كان جده يلتقط بهما الصور، وهما من الكاميرات العملاقة القديمة جدا، وعرض علينا مبالغ مالية كبيرة لبيع لكننا رفضنا، وما زلنا نحتفظ بكل بتراث جدنا.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأقصر اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون
إقرأ أيضاً:
مؤرخ فرنسي: المنظمات الإنسانية قلقة من تحول غزة إلى مقبرة جماعية
كتب أستاذ العلوم السياسية والمؤرخ الفرنسي جان بيير فيليو أن الحصار المحكم الذي تفرضه إسرائيل منذ الثاني من مارس/آذار يوشك أن يحول قطاع غزة إلى "مقبرة جماعية"، في سياق حرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غير المسبوقة في الشدة والعنف والمدة.
وأشار الكاتب -في عموده بصحيفة لوموند- إلى أن هذه الحرب، رغم تعهد نتنياهو مرارا بتحقيق "نصر شامل" فيها على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لم تعزز سوى قبضة الحركة على القطاع، وقضت على أي بديل سياسي أو اجتماعي لها، بل وخنق القصف المتواصل الاحتجاجات الأخيرة المناهضة لها.
وذكر فيليو بالإسرائيليين المحتجزين في غزة، وقال إن 24 منهم فقط ما زال يعتقد أنهم على قيد الحياة في غزة، وهذا يزيد من قلق أحبائهم، وأكد أن إطالة أمد الحرب لا يضمن سوى تماسك الائتلاف اليميني المتطرف، والحفاظ على سلطة نتنياهو، رغم المحاكمات والفضائح العديدة التي استهدفته.
وتابع أستاذ العلوم السياسية أن هذه الحرب التي أصبحت غاية في حد ذاتها لدى نتنياهو، دمرت قطاع غزة بالفعل، بعد قتل أكثر من 51 ألف شخص، مع عدد مماثل من الضحايا غير المباشرين بسبب الجوع والأوبئة، وانعدام الرعاية الصحية، والإرهاق العام للسكان، حيث يعاني حوالي 4 آلاف طفل من سوء تغذية حاد، في وقت يستمر فيه حصار الجيش الإسرائيلي المحكم للقطاع منذ ما يقرب من شهرين.
إعلان مجزرة 23 مارس/آذاروما كانت كارثة إنسانية بهذا الحجم لتتواصل -حسب فيليو- لولا منع وسائل الإعلام الأجنبية من الوصول إلى قطاع غزة، وقتل نحو 200 صحفي فلسطيني، إضافة إلى قتل 400 من عمال الإغاثة، بينهم 15 عامل إنقاذ فلسطينيا في مدينة رفح، تعرضوا للقصف أثناء بحثهم عن زملائهم المفقودين، وأنكرت إسرائيل في البداية قتلهم، قبل أن تقر بعد شهر بوجود "أخطاء".
وبالفعل قامت مطالبات ملحة بإجراء تحقيقات مستقلة ودولية، ولكن إسرائيل رفضتها باستمرار، وحذرت مجموعة من 12 منظمة غير حكومية دولية من "انهيار تام" للمساعدات الإنسانية، في ظل غياب "ضمانات تمكن فرقنا من أداء عملها بأمان تام"، كما أدانت منظمة أطباء بلا حدود الغارات التي لم تعد تستثنى منها المواقع الإنسانية، وقالت إن "غزة أصبحت مقبرة جماعية للفلسطينيين ولمن يهبون لمساعدتهم"، وأضافت "هذا ليس فشلا إنسانيا، بل خيار سياسي وهجوم متعمد على شعب، ينفذ في ظل إفلات تام من العقاب".
وحتى اللجنة الدولية للصليب الأحمر رفعت صوتها في أعقاب القصف الإسرائيلي الذي ألحق أضرارا بمبناها الرئيسي في قطاع غزة مرتين، وقالت إنها تدين "بأشد العبارات" أي إجراء يعوق قدرتها على تقديم "المساعدة والحماية لمئات الآلاف من الأشخاص الذين يحتاجون إليها للبقاء على قيد الحياة في بيئة إنسانية متقلصة باستمرار".
وخلص فيليو إلى أن نتنياهو وحكومته يظهران، بمهاجمة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، استخفافهم لا بالقانون الدولي الإنساني فقط، بل أيضا بحياة مواطنيهم المحتجزين في القطاع الفلسطيني.