باحث بالتراث الصوفي عن الشيخ بن عربي: الكبريت الأحمر الذي لا يخاطب العوام
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
قال المهندس وليد صالحة، باحث بالتراث الصوفي، والمريد الخلوتي، إن الحديث عن سيدي محيي الدين بن عربي حديث يطول ولا نستطيع أن نحيط بفكرة واحدة أو بجزئية واحدة من أجزاء الحديث عنه وعن تراثه وسيرته ومذهبه.
وأوضح صالحة، في تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز» أن التصوف هو الزهد الذي لا يقدر عليه أو لا يطيقه كل العوام من المؤمنين المتدينين، فهو مطلب الصفوة من المؤمنين ومطلب الساعين نحو الكمال والاتصال بالمطلق ومعرفة الحقيقة في أكمل صورها.
وأضاف أبو صالحة، أن محيي الدين بن عربي هو أحد أبرز المتصوفين المسلمين، وقد ترك تراثًا ضخمًا من الكتب والمؤلفات، يخاطب فيه الصفوة من المتصوفين الذين لديهم باع في الثقافة الدينية والتذوق الصوفي.
قال المهندس صالحة، إن محيي الدين بن عربي كان موسوعة متحركة ومدرسة كبيرة من صغر سنه، وكان أبوه من رجال العلم والصلاح فاعتنى به بتحفيظه القرآن الكريم وتعليمه العلوم الشرعية والفقهية وغيرها.
وأضاف المهندس صالحة، أن ابن عربي تصوف على كل ما قابله من المشايخ، وكان له اعتنائه الخاص بشيخه أبي مدين التلمساني الشهير بأبي مدين الغوث، وإن كان لم يجتمع به اجتماعًا ماديا ظاهريًا وإنما كان الاتصال بينهما بالروح.
وأكمل المهندس صالحة، أن مذهب ابن عربي هو مذهب خاصة الخاصة من المتصوفين، لا يستسيغ كلامه ومذاهبه غير من كان له باع كبير في الثقافة الدينية وتلقي العلوم الشرعية من قرآن وتفسير وحديث وفقه وأصول وعلوم اللغة والمنطق والفلسفة وغيرها.
وأشار المهندس صالحة، إلى أن ابن عربي كان يميل إلى المذهب الظاهري أو الدليل من خلال الأخذ من الكتاب والسنة بغير تقيد بمذهب من المذاهب الأربعة، وكان له اختياراته الفقهية الخاصة به.
وأكمل المهندس صالحة، أن ابن عربي كان يميل أيضًا إلى الفلسفة، فكان على دراية واسعة بالمذاهب الفلسفية القديمة والحديثة، وكان له مساهمات خاصة في مجال الفلسفة الصوفية.
وأكد المريد بالطريقة الخلوتية، أن محيي الدين بن عربي هو الصوفي الذي لا يخاطب العوام، وإنما يخاطب الصفوة من المتصوفين الذين لديهم باع في الثقافة الدينية والتذوق الصوفي.
ويرى المهندس صالحة أن قراءة كتب ابن عربي ليست قراءة عادية، بل إنها تجربة تلقي روحي مباشرة من صاحبه، وأنها فتحٌ كبير لمن يفهمها ويتذوقها.
وقال صالحة، أنه سمي بالشيخ الأكبر ولم يكنى بها أي من مشايخ الصوفية فهو الشيخ الأكبر بلا منازع ما أن يمس التراب إلى أن يحوله إلى ذهبًا فهو الكبريت الأحمر ما أن تمس نتاجه فتوحاته في الحقيقة المطلقة ما أن تمس ترابًا إنسانًا عاديا أو مبتدئًا إلا ويفتح الله عليه.
واختتم صالحه، حديثه بقوله إنه شيخه الروحي الذ تلقى من العهد وتربى علي يديه، الشيخ عبدالحكم المداح شيخ الطريقة الخلوتية، كان حريصًا على عدم إطلاع مريديه على كتب ابن عربي إلا إذا كان لديهم استعداد لفهمها، وكان يحدد ذلك بناءً على نظره وبصيرته في الشخص.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: محيي الدين بن عربي التصوف ابن عربی کان له
إقرأ أيضاً:
المخرج خالد الحلفاوي: والدي علمنا احترام النفس.. وكان يختار أدواره بعناية
أكد المخرج خالد الحلفاوي، النجل الأكبر للفنان الراحل نبيل الحلفاوي، أنه تعلم من والده دروسًا عديدة، أبرزها احترام النفس.
وقال خلال لقائه في برنامج "كلمة أخيرة"، الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة ON: "والدي علمنا أن احترام النفس غير قابل للتفاوض، مهما كان المقابل. وكان يؤكد دائمًا أن احترام النفس يبدأ منذ الاستيقاظ وحتى النوم يوميا ."
كواليس الأيام الأخيرة في حياة نبيل الحلفاوي.. يكشفها نجلهابن نبيل الحلفاوي: والدي كان ينتظر الموت بعد وفاة أصدقائه واحداً تلو الآخر
وأضاف خالد: "والدي كان ينتقي أدواره بعناية كبيرة. لم يكن يقبل أي دور إلا إذا شعر أنه يناسبه ويستمتع به. بالنسبة له، التمثيل كان شغفًا وهواية، وليس مجرد وسيلة لجلب المال. ونجح في تحقيق معادلة صعبة؛ وهي الادخار للمستقبل حتى لا يُضطر لقبول أدوار لا تناسبه."
وتابع: "ما أعرفش عملها إزاي، لكنه استطاع أن يظل مخلصًا لاختياراته الفنية طوال الوقت. كان لازم الدور يعشّش في دماغه ويحبّه عشان يقبله."
وأشار خالد إلى أن علاقته بوالده كانت مزيجًا من الصداقة والأبوة، واستمرت كذلك حتى بعد زواجه وإنجابه. وقال: "من وأنا طفل، علاقتنا كانت علاقة صداقة بجانب الأبوة. والدي كان حريصًا جدًا على أن تظل علاقتنا قريبة ومبنية على الاحترام والحب والصداقة ، ولم يتغير ذلك حتى بعد زواجي وإنجابي."
وعن شقيقه وليد، قال خالد: "لم تكن هناك أي غيرة بيننا على الإطلاق، رغم أننا أشقاء من الأب فقط. على العكس، كنت سعيدًا جدًا بوجود وليد، وشاركت في اختيار اسمه مع والدي. الفرق العمري بيننا 11 عامًا، ووالدي كان حريصًا على تقوية العلاقة بيننا وتربيتنا على الحب."
واستطرد: "أنا شخصيًا كنت فرحان جدًا أني بقيت عندي أخ. عشت 11 سنة من غير إخوة، وكنت بشوف أصحاب كتير عندهم إخوات، فوجود وليد كان حاجة أسعدتني جدًا."
وعن مفارقة عزاء والده وهو قيام المخرج محمد فاضل زوج والدته الفنانه فردوس عبد الحميد على بتلقي عزاء والده الراحل علق قائلاً : " مافيش إستغراب دي علاقة صداقة ممتدة لاكثر من أربعين عاماً ومافيش فكرة " زوج الام " وغيره دي عشرة ومواقف طويلة ووالدي كان متداخل في عائلة أمي بشكل كبير وهو محبوب لديهم حتى أشقاء وشقيقات أمي كانوا بيحبوه وكان أب لاولاد خالتي "