زعماء يسارع الخطى لسريان هدنة إنسانية في غزة.. والعرب ينتقدون "ازدواجية المعايير"
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
عواصم - الوكالات
دعت الأمم المتحدة والولايات المتحدة وكندا اليوم الثلاثاء إلى هدنة إنسانية في الحرب بين إسرائيل وحماس للسماح بإيصال المساعدات بشكل آمن للمدنيين المتضررين من نقص الغذاء والمياه والدواء والكهرباء في القطاع المحاصر.
وتزايدت الضغوط الدولية من أجل تقديم المساعدات دون عوائق لغزة بعد أن أعلنت وزارة الصحة في القطاع الذي تسيطر عليه حماس أن الغارات الجوية الإسرائيلية قتلت أكثر من 700 فلسطيني الليلة الماضية.
وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة إن هذا هو أعلى عدد من القتلى خلال 24 ساعة في الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أسبوعين.
وقالت وكالات الأمم المتحدة إنها تنشد السماح بدخول مساعدات الطوارئ إلى غزة دون عوائق، قائلة إن هناك حاجة إلى أكثر من 20 مرة من المساعدات الحالية لدعم سكان القطاع الضيق البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة وسط دمار واسع النطاق نتيجة الضربات غارات الجوية الإسرائيلية.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن ثماني شاحنات محملة بالمياه والغذاء والعقاقير دخلت قطاع غزة قادمة من مصر في وقت متأخر من اليوم الثلاثاء.
وتتفاوض الولايات المتحدة مع إسرائيل ومصر والأمم المتحدة لتسهيل توصيل المساعدات الطارئة إلى غزة، لكن هناك خلافا بشأن إجراءات تفتيش المساعدات وعمليات القصف على جانب غزة من الحدود.
وقال مسؤول أمريكي كبير "على الرغم من أننا ما زلنا نعارض وقف إطلاق النار، فإننا نعتقد بأن فترات الهدنة الإنسانية المرتبطة بتسليم المساعدات والتي لا تزال تسمح لإسرائيل بالقيام بعمليات عسكرية للدفاع عن نفسها تستحق النظر".
من جهته، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بعد اجتماع لمجلس الأمن الدولي إن إسرائيل فوق القانون الدولي فيما يبدو وحث على إنهاء ما وصفه "بالمعايير المزدوجة" في التعامل مع الصراع في غزة.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي إن 5791 فلسطينيا على الأقل قتلوا في الغارات على القطاع منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول، من بينهم 2360 طفلا. وأضافت أن 704 أشخاص قتلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية فحسب.
وقال جيش الاحتلال إنه قتل العشرات من مقاتلي حماس خلال الليل بينما ضرب أكثر من 400 هدف لحماس، لكن الأمر سيستغرق بعض الوقت لتدمير الجماعة الإسلامية المسلحة التي أذهلت تل أبيب بهجوم السابع من أكتوبر.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش اليوم الثلاثاء إلى حماية المدنيين في الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، معربا عن قلقه بشأن "الانتهاكات الواضحة للقانون الإنساني الدولي" في قطاع غزة.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، متحدثا أمام مجلس الأمن "المدنيون الفلسطينيون ليسوا مسؤولين عن المذبحة التي ارتكبتها حماس"، في إشارة إلى قتل المسلحين 1400 شخص، معظمهم من المدنيين، وأسر أكثر من 200 في هجوم استمر يوما واحدا في تجمعات سكانية إسرائيلية بالقرب من غزة.
وأضاف "يجب حماية المدنيين الفلسطينيين. وهذا يعني أنه يجب على حماس أن تتوقف عن استخدامهم دروعا بشرية... ويعني أنه يتعين على إسرائيل اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب الإضرار بالمدنيين".
وذهب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إلى ما ذهب إليه بلينكن قائلا للصحفيين في أوتاوا "هناك الكثير من المحادثات الجارية الآن حول الحاجة إلى هدنة إنسانية وأعتقد أن هذا أمر تدعمه كندا".
وأضاف "علينا أن نظل متمسكين بأولويات حماية الأبرياء وتحرير الرهائن"، حسب قوله.
ودعت منظمة الصحة العالمية إلى "وقف لإطلاق النار على الفور لأسباب إنسانية" لمنع نفاد إمدادات الغذاء والعقاقير والوقود في غزة.
وقال أطباء في غزة إن المرضى الذين يصلون إلى المستشفيات تظهر عليهم علامات المرض بسبب الاكتظاظ وسوء الصرف الصحي بعد أن فر أكثر من 1.4 مليون شخص من منازلهم إلى ملاجئ مؤقتة تحت أعنف قصف إسرائيلي على الإطلاق.
وتقول جميع المستشفيات إن الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء الخاصة بها ينفد، مما يجعلها غير قادرة على نحو متزايد على علاج الجرحى والمرضى. وقال متحدث باسم وزارة الصحة إن أكثر من 40 مركزا طبيا أوقفت عملياتها.
في غضون ذلك، حذرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (أونروا)، في بيان على منصة إكس من أنها ستوقف عملياتها في غزة مساء غد الأربعاء بسبب نقص الوقود.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه لن يسمح بدخول الوقود لمنع حماس من الحصول عليه.
وقال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن فرنسا تقف "كتفا بكتف" مع إسرائيل في حربها مع حماس، وقال إنها يتعين عليها ألا تقاتل "بلا قواعد".
ووصل الرئيس الفرنسي إلى تل أبيب اليوم واجتمع مع نتنياهو وغيره من أعضاء حكومة الحرب الإسرائيلية في القدس.
وقال ماكرون إن فرنسا لن تترك إسرائيل بمفردها في حربها على حماس، لكنه حذر من مخاطر اندلاع صراع إقليمي.
وأضاف بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال إنه لن يعيش أحد "تحت طغيان حماس" بعد هذا الصراع، لكنه حذر من أن الحرب ستستغرق وقتا.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
اسرائيل تفجر منازل المدنيين على ساكنيها وعشرات الشهداء والجرحى تحت الأنقاض
القاهرة"وكالات": أعلنت حركة حماس أنها مستعدة لعقد "صفقة" لإنهاء الحرب في قطاع غزة تشمل إطلاق سراح الرهائن المتبقين دفعة واحدة وهدنة لمدة خمس سنوات فيما أسفرت ضربات إسرائيلية اليوم عن استشهاد ما لا يقل عن 17 شخصا في غزة بحسب الدفاع المدني. ويبحث وفد حماس برئاسة خليل الحية مع مسؤولين مصريين في القاهرة للبحث في "بعض الافكار ومقترح جديد لوقف النار وتبادل الاسرى"، وفق ما صرح مسؤول في الحركة.
وأضاف المصدر" نوقشت العديد من الافكار المهمة خلال المباحثات مع الوسطاء خلال الأيام القليلة الماضية".
وتابع "نأمل ان يتم قبول رؤية حماس بما يضمن وقفا كليا لاطلاق النار والانسحاب الاسرائيلي الكامل وصفقة جادة لتبادل الاسرى وادخال المساعدات بشكل فوري وبكميات كافية"، فيما تمنع إسرائيل دخول المساعدات والسلع إلى القطاع الفلسطيني المدمر.
وقال طاهر النونو المستشار الإعلامي لرئاسة (حماس) اليوم إن الحركة منفتحة على هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل في غزة لكنها غير مستعدة لإلقاء سلاحها.
وذكرت مصادر مقربة من المحادثات أن حماس تأمل في حشد دعم الوسطاء لعرضها، مضيفة أن الحركة قد توافق على هدنة تتراوح بين خمس وسبع سنوات مقابل إنهاء الحرب والسماح بإعادة إعمار غزة وتحرير معتقلين فلسطينيين لدى إسرائيل وإطلاق سراح جميع الرهائن.
وقال النونو، في أول إشارة واضحة على انفتاح الحركة على هدنة طويلة الأمد "فكرة الهدنة أو مدتها غير مرفوضة بالنسبة لنا وجاهزون لبحثها في إطار المفاوضات ونحن منفتحون على أي مقترحات جادة لإنهاء الحرب".
إلا أنه استبعد موافقة الحركة على مطلب إسرائيلي أساسي يتمثل في إلقاء حماس سلاحها. وتريد إسرائيل أن تكون غزة منطقة منزوعة السلاح.
وقال النونو إن "سلاح المقاومة" غير قابل للتفاوض وإنه سيظل في أيديهم ما بقي "الاحتلال".
وألمحت حماس سابقا إلى أنها ربما توافق على هدنة طويلة الأمد مقابل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكن هذا الموقف كان آنذاك جزءا من عرض أوسع نطاقا.
وفي 17 أبريل، رفضت حماس اقتراحا إسرائيليا يتضمن هدنة لمدة 45 يوما في مقابل الإفراج عن عشرة رهائن أحياء.
وفي مقابل مطالبة حماس باتفاق شامل، تطالب إسرائيل بإعادة جميع الرهائن ونزع سلاح حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى، ولكن الحركة شددت على أن هذا المطلب يشكل "خطا أحمر".
وبثت حماس اليوم مقطع فيديو يظهر كيفية "إنقاذ رهائن" موجودين داخل نفق إثر قصف للجيش الاسرائيلي.
ميدانيا أعلن الدفاع المدني اسشتهاد 17 شخصا على الأقل صباح اليوم بضربات إسرائيلية، قضى عدد كبير منهم في قصف طال منزلا وطمر ساكنيه تحت أنقاضه.
وأرتقى العدد الأكبر من الشهداء فجرا بضربة أصابت منزل عائلة الخور في حي الصبرة، جنوب مدينة غزة، في شمال القطاع.
وأفاد المسؤول في الدفاع المدني محمد المغير نقلا عن إفادات الجيران بمقتل عشرة أشخاص وفقدان نحو 20 جراء قصف منزل عائلة الخور.وأظهرت لقطات فلسطينيين يعملون على إحداث فجوة في الركام لإخراج جثة.
وقالت أم وليد الخور "كنا نائمين مع أطفالنا، ومن دون أي إنذار، رأينا الدار تنهار علينا. كان هناك صراخ، وأولئك الذين كانوا على قيد الحياة كانوا يستغيثون، لكن أحدا لم يأتِ. تمكنا من إخراج نحو 15 شخصا، جميعهم قضوا اختناقا، جميعهم أبرياء".
وتابعت "غالبية القتلى من الأطفال، قضوا اختناقا من جراء القصف".
واعلن المغير أن القصف الإسرائيلي قتل ثلاثة اشخاص في منزل في مخيم الشاطىء. وقتلت غارات اخرى أربعة اخرين.
ولم يصدر تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي الذي استأنف قبل أكثر من شهر غاراته في مختلف أنحاء قطاع غزة في المواجهة مع حركة حماس.
وقُتل منذ تجدد القصف والمعارك ما لا يقل عن 2111 فلسطينيا، وفقا للأرقام التي نشرتها وزارة الصحة التي تديرها حماس السبت.وأرتفعت الحصيلة الإجمالية للقتلى في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب إلى 51495 قتيلا على الأقل، وفقا للوزارة.
اندلعت الحرب إثر الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 وأسفر عن مقتل 1218 شخصا على الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات رسمية.
ومن بين 251 شخصاً اختطفوا في ذلك اليوم، ما زال 58 محتجزين في غزة، 34 منهم قتلى، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وسمحت هدنة تم التوصل إليها واستمرت من 19 يناير إلى 17 مارس بعودة 33 رهينة إلى إسرائيل، من بينهم ثمانية قتلى، في مقابل إطلاق سراح نحو 1800 فلسطيني من السجون الإسرائيلية.
والجمعة، أعلن برنامج الأغذية العالمي أنه "سلّم آخر مخزوناته الغذائية المتبقية إلى مطابخ الوجبات الساخنة في قطاع غزة. ومن المتوقع أن ينفد الطعام من هذه المطابخ بالكامل في الأيام المقبلة".
واظهرت صور اليوم فلسطينيين يقفون في طابور في مطبخ مشترك في النصيرات (وسط) في انتظار ملء أوعيتهم بالفاصولياء.
وقال النازح الفلسطيني وائل عودة "هذا أمر مأسوي. ليس هناك غذاء في المطابخ ولا في الاسواق".
وأوقفت إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية والسلع التجارية، متهمة حماس باستغلال المساعدات لصالحها، وهو ما تنفيه الحركة التي تتهم إسرائيل باستخدام "التجويع كسلاح حرب".
وبعدها، حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس عبر منصة إكس من أن "الوضع هو نفسه بالنسبة للإمدادات الطبية. إنها تنفد"، مشددا على "ضرورة إنهاء هذا الحظر المفروض على المساعدات، فالأرواح تعتمد عليها".