إسرائيل تضرب بالنّار وتتباكى وضح النّهار
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
صراحة نيوز- حاتم القرعان
كانت رسالة وزير الخارجيّة البريطاني آرثر بلفور في ٢ نوفيمبر عام ١٩١٧م ، بمثابة إنطلاقة الأحداث المشؤومة في الشّرق الأوسط وفلسطين ، بعث بها الى اللورد ليونيل روتشيلد أحد زعماء الحركة اليهوديّة في تلك الفترة ، حملت الوعود والتّعاطف البريطانيّ في تأسيس وطن قوميّ لليهود على أرض فلسطين .
هذه الرّسالة هي الإنطلاقة لما يحدث في فلسطين اليوم ، بل ان جزئية منها على عكس القراءات السّابقة ، يُثبت نصّها عن نيّة الغرب الصّريحة للتخلّص من الشّعب اليهودي والحركة الصّهيونيّة ، بذات الوقت يكشف السّتار عن أفعال وتمرّد اليهود كما جاء في جزئيّة الرّسالة
“على أن يفهم جليا أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى”.
دخلت بريطانيا الى فلسطين وأنهت ٤٠٠ عام من الحكم العثمانيّ وبدأ حينها التّشريد والقتل والقمع للفلسطينيين وإستقطاب اليهود الى الأراضي الفلسطينيّة ، في ٩ أبريل ١٩٤٨م هاجمت العصابات اليهوديّة قرية دير ياسين الفلسطينيّة وقتلو ٢٧٩ من الشّيوخ والنّساء والأطفال ، أعلن بعدها وزير الدّفاع البريطانيّ آرثر جونز بإنهاء الإنتداب البريطانيّ وتسليمها إلى الولايات المتّحدة الأميركيّة وإعلان الدّولتين اليهوديّة والفلسطينيّة .
منذ ذلك الوقت منذ ٧٥ عاماً ، ودماء أهل الأرض ترسم حدودها وتسيّجها بأشلاء شهدائها ، مرّت تلك السّنوات واليهود المُحتليّن يرتكبون أفضع أنواع الجّرائم بحق الإنسانيّة في فلسطين ، وإستخدام اليهود الأسلحة المحرّمة دوليّاً مثل الفسفور الأبيض ، ويقتلون أحلام الأبرياء ، أحداث اليوم بعد عمليّة طوفان الأقصى في ٧ أكتوبر تُثبت هويّة اليهود الحقيقيّة من خلال إخفاء الحقائق ونشر الدّعايات الكاذبة والتّمادي في إنهاء حياة المدنيين الفلسطينيين وملاحقة الأطفال والنّساء بالنّار ، بل أصبحت جرائمهم اليوم علانية وبدعم من أطراف ذات قوى خارجيّة وبإزدواجيّة المعايير والكيل بمكيالين ، وتأييد وتعازي للدولة اليهوديّة التي تضرب بالنّار وتتباكى وضح النّهار .
عبر التّاريخ الأردن لا يرى نفسه بمعزل عن القضيّة الفلسطينيّة ، جهود جلالة الملك عبدالله الثّاني بن الحسين متواصلة ، والقضيّة الفلسطينيّة مرتكزاً وركناً ثابتاً في الخطاب الملكيّ الدّوليّ والعالميّ ، لبناء إستراتيجيّة عادلة تحفظ حقوق الشّعب الفلسطينيّ ، ومن خلال متابعة الأحداث الأخيرة في عمليّة طوفان الأقصى ، ساد الصّمت العربيّ والدّوليّ على مجزرة الدّماء الحاصلة من قبل اليهود على غزّة ، خصوصاً إستهداف المستشفى المعمداني الذي راح ضحيته حوالي ٥٠٠ شهيد من أهل غزّة !
كان لتحرّك جلالة الملك الى اوروبا لحشد موقف دولي لوقف الحرب على غزّة وإيصال المساعدات إلى المدنيين هناك، الأثر الحقيقي والكبير ، في ظل التخاذل العربي تجاه القضيّة الفلسطينيّة ، إضافة للجهود الأردنيّة بقيادة جلالة الملك لوقف أحداث الحرب ، قدّم جلالة الملك خطابه السّياسيً في قمّة القاهرة للسلام المنعقدة مؤخراً ، بإسلوب مُختلف يحمل الحقائق برمّتها ، تلخّص ذلك في ان ما يحصل في غزّة اليوم جريمة حرب وإنتهاك للقانون الدّوليّ ، وان الصّمت الدّولي غير مبرّر ، وان تطبيق القانون الدّوليّ إنتقائي ، لأنّ الضّحيّة فلسطين ، وان بعد هذه الأحداث سيتناسى العالم ذلك ! ويعبّر بذلك جلالة الملك عن موقف وإرادة الشّعب تجاه نصرة أهلهم في فلسطين ” المكلومة ” ويتأهبون في كل لحظة للدفاع عن أرض فلسطين وأهلها ونصرة الحق .
كان لولي عهدنا الحُسين الكلمة والموقف ، المُعبّر عن الشّباب العربي من قضيّة فلسطين والأحداث الأخيرة ، وكتب عن ذلك “أين الدفاع عن النفس في استهداف الأطفال والمدنيين والطواقم الطبية؟ هذه جريمة حرب!. رعب لا يوصف”.
وأشرف ولي العهد الحسين على طائرة المساعدات والمواد الإغاثيّة للأهل في غزّة وعلّق على ذلك “حق الشعب الفلسطيني العيش على أرضه بسلام، وأن يقيم دولته المستقلة مهما طالهم الظلم”.
هكذا كان موقف جلالة الملك وولي العهد العهد الحسين بن عبدالله الثّاني ، ليستمر الأردن بموقفه الثّابت تجاه القضيّة الفلسطينيّة ، بعد مضي ٧٥ عام من الحرب وقوافل من الشّهداء الأردنيين الذين إرتقوا على تراب فلسطين الطّاهر .
من يبصر بين السّياسة والبنادق في أحداث فلسطين المستمرّة عبر تلك السّنوات العابرة ، يعلم جيّداً فائدة الغرب من وجود إسرائيل في المنطقة ، من خلال العلاقات الدّولية والدبلوماسيّة مع بعض الدّول ذات قوى المال ، وإن حرب فلسطين لا تنحصر ضد قوّة يهوديّة غاشمة تحت إسم الإحتلال ، بل الحرب ضد الصّهيونيّة في أصقاع العالم ، وأن الشّرق الأوسط بين قوسين وأدنى .
إن ما يحدث على السّاحة الفلسطينيّة اليوم ، إنطلاقة للحق وإعلاء لكلمته ، وإن فلسطين باقية لا زوال ، لآخر قطرة دماء في عروق أهلها الذين يعرفون طريق الشّهادة والكرامة ويرفضون الذّل والإنكسار.
تنحصر الرّواية في شعر الرّاحل نزار قبّاني
يا أيها الثوار..
في القدس، في الخليل، في بيسان، في الأغوار
في بيت لحمٍ، حيث كنتم أيها الأحرار
تقدموا، تقدموا..
فقصة السلام مسرحيّة ، والعدل مسرحيّة
” إلى فلسطين طريقٌ واحدٌ، يمر من فوهة بندقيّة”.
حفظ الله الأردن وحفظ الله جلالة الملك عبدالله بن الحسين وولي عهده الأمين
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة ة الفلسطینی ة جلالة الملک الیهودی ة فی فلسطین الد ولی
إقرأ أيضاً:
تقرير يكشف واقع اليهود المتبقين في سوريا.. كم عددهم؟
تناول تقرير لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية تصريحات رئيس "منظمة العدالة لليهود من الدول العربية"٬ الحاخام إيلي عبادي، لموقع "واي نت" حول أن عدد اليهود في سوريا كان 13 يهوديًا حتى قبل خمس سنوات، ولكن توفي بعضهم بينما غادر آخرون البلاد.
وفيما يخص اليهود الذين بقوا في دمشق، أضاف الحاخام: "لديهم بيوتهم وهم لا يريدون المغادرة. لقد اعتادوا على الحياة هناك". وقال عبادي إن الأربعة الباقين لا يخشون على حياتهم في ظل الوضع الجديد في البلاد.
وتابع الحاخام: "لم يخشوا من الثورة في سوريا أو من سقوط نظام الأسد. هم يعتقدون أنه لن يمسهم أحد". وأوضح أيضًا: "يمكنهم المغادرة، لكنهم معتادون على الحياة هنا. هم كبار في السن ولا يريدون الذهاب إلى بلد آخر. لديهم أقارب في إسرائيل وأقارب في نيويورك وفي أماكن أخرى في الولايات المتحدة".
وتابع الحاخام قائلًا إن هؤلاء اليهود يذهبون إلى الكنيس، لكنهم لا يستطيعون إقامة صلاة جماعية لأنه لا يوجد لديهم من يصلي معهم.
وأوضح: "نظام الأسد لم يمسهم، لكن المخابرات السورية كانت تراقبهم. لا أعرف إذا كان ذلك لأسباب أمنية أو لمتابعتهم".
مستقبل الأقليات الأخرى
وحذر الحاخام من أن الأقليات الأخرى في سوريا قد تواجه مصيرًا مشابهًا بعد سقوط نظام الأسد، قائلاً: "اليهود لم يعودوا موجودين في سوريا، لكنني أخشى على المسيحيين. ليس هناك وقت طويل. الأقليات لم تحظ بحماية تحت الأنظمة السابقة، وهناك خوف كبير من أنهم سيتعرضون للأذى مرة أخرى تحت النظام الجديد".
في الوقت نفسه، نشرت المنظمة تقريرًا جديدًا يصف سلسلة من الاضطهادات، ومصادرة الممتلكات، وطرد حوالي 30 ألف يهودي من سوريا خلال القرن الماضي.
ألف يهودي خلال القرن الماضي
كما قال الرئيس المشارك للمنظمة سيلفان أبيتبول، إن سوريا كانت منزلًا لجالية يهودية عريقة، مع أدلة أثرية على وجودهم المستمر في مدن مثل دمشق وحلب، حيث كانت أعداد اليهود أحيانًا تتجاوز أعدادهم في إسرائيل.
ومنذ 1943 إلى 1958، انخفض عدد اليهود في البلاد من حوالي 29 ألف و770 إلى أقل من 5 آلاف و400 شخص. وفي عام 1991، بقي أقل من 100 يهودي في سوريا. ووفقًا للتقرير، بقي أربعة يهود فقط في البلاد، جميعهم في دمشق.
وقال ستانلي أورمان، نائب رئيس منظمة العدالة لليهود من الدول العربية: "على مدار 75 عامًا، تجاهل العالم عمليات الطرد الجماعي لأكثر من 850 ألف يهودي من الدول العربية".
وأضاف أبيتبول: "بينما تركز المجتمع الدولي على لاجئي فلسطين، من المهم أن نتذكر أن لاجئي اليهود من المنطقة لا يقلون أهمية". وتابع: "نداء العدالة هذا ليس لتقليل من معاناة الفلسطينيين، بل للاعتراف بأن الصراع في الشرق الأوسط خلق فئتين من اللاجئين".