القوة الأكثر تدريبا في العالم وصلت إسرائيل.. حقائق عن دلتا فورس الأميركية
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر الذي نفذته حماس ضد إسرائيل، تحركت قوات أميركية لإظهار المساندة لإسرائيل في حربها التي أعلنتها على الحركة، وتأكيد قوة التحالف بين البلدين.
من أبرز تلك القوات، وصول عناصر من قوة الدلتا الأميركية الخاصة التي تحيطها السرية، وتناط بعناصرها مهام حساسة ومعقدة، فهي صاحبة الفضل في القضاء على زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، وزعيم تنظيم داعش، أبو بكر البغدادي.
ما هي قوة دلتا؟
"قوة دلتا"، المعروفة رسميا باسم مفرزة العمليات الخاصة الأولى للقوات الخاصة-دلتا، هي إحدى وحدات المهام الخاصة الأميركية التي تركز بشكل أساسي على مهمة مكافحة الإرهاب، وهي وحدة انتقائية وسرية للغاية تعمل تحت قيادة العمليات الخاصة المشتركة، وفقا لموقع "ميليتري" العسكري.
وإلى جانب قوات البحرية الأميركية، تعتبر دلتا هي قوة العمليات الخاصة الأكثر تدريبا في الجيش الأميركي والعالم، بحسب الموقع.
وقوة دلتا هي في المقام الأول وحدة مكافحة الإرهاب من المستوى الأول، وهي موجهة خصيصا للقتل أو القبض على أهداف ذات قيمة عالية أو تفكيك الخلايا الإرهابية.
إلا أن قوة دلتا تظل مرنة للغاية، ويمكنها المشاركة في مهام العمل المباشر وعمليات إنقاذ الرهائن والمهام السرية التي تعمل مباشرة مع القوات المسلحة، مثل وكالة المخابرات المركزية، فضلا عن خدمات الحماية رفيعة المستوى لكبار القادة الأميركيين خلال الزيارات في البلدان التي تخوض حروبا.
وتخضع دلتا للسيطرة التشغيلية لقيادة العمليات الخاصة المشتركة رغم دعمها إداريا من قبل قيادة العمليات الخاصة بالجيش الأميركي.
وتستقطب قوة دلتا، التي يقع مقرها الرئيسي في فورت براغ بولاية نورث كارولينا، مرشحين من جميع وحدات الجيش، بما في ذلك خفر السواحل والحرس الوطني، ولكنها تختار في أعضائها الغالب من الجيش نفسه، بحسب الموقع.
ما تاريخ قوة دلتا؟بالمقارنة مع التاريخ العسكري للولايات المتحدة، فإن دلتا تعتبر حديثة نسبيا، بحسب ما ذكر موقع "ميليتري"، موضحا أنه تم تشكيلها في عام 1977 على يد قائدها الأول، العقيد، تشارلز بيكويث.
ومع تزايد تهديد الإرهاب في جميع أنحاء العالم، رأى بيكويث الحاجة إلى قوة هجومية دقيقة داخل الجيش بعد العمل مع الخدمة الجوية الخاصة البريطانية (SAS) في أوائل السبعينيات.
وأوضح الموقع أنه تم تكليف بيكويث بتشكيل الوحدة الجديدة وتم سحبها إلى حد كبير من مجموعات القوات الخاصة.
ووفقا للموقع، تم تصنيف أنواع المهام التي شاركت فيها دلتا على مدى العقود القليلة الماضية بالسرية، لكن تم رفع السرية عن بعضها وتمت الإشارة إليها علنًا في التقارير الإعلامية والكتب التي كتبها مشغلو دلتا.
ما أبرز المهام التي نفذتها؟عرض الموقع أبرز المهام التي نفذتها دلتا ورُفعت عنها السرية، موضحا أن هذه القوات تولت عمليات إنقاذ عدد لا يحصى من الرهائن في جميع أنحاء العالم.
كما شاركت قوات دلتا في عدة عمليا بالشرق الأوسط وتحديدا خلال حرب الخليج، وإبان الغزو العراقي للكويت، والتدخل الأميركي في أفغانستان والعراق، وقامت بالعديد من العمليات السرية في هذه الحروب.
وفي غضون شهر من هجمات 11 سبتمبر 2001، ساعدت عناصر القوات الخاصة دلتا في هزيمة حركة طالبان وتفكيكها في أفغانستان.
كما نفذت معركة تورا بورا، وهو اشتباك مشترك ضخم لقتل زعيم تنظيم القاعدة السابق، أسامة بن لادن، أو القبض عليه.
وشاركت دلتا في عملية "الفجر الأحمر" بالعراق، حيث تحديد موقع صدام حسين والقبض عليه.
وانسحبت دلتا من العراق عندما غادرت القوات الأميركية في عام 2011، لكنها كانت ذات حضور ثابت في القتال ضد داعش في البلاد، كما كتب، ويسلي مورغان، في صحيفة واشنطن بوست في عام 2015.
وقال مورغان إن قوة دلتا كانت لها علاقات وثيقة مع الأكراد العراقيين الذين كانوا يقاتلون داعش وعملوا في سوريا، بما في ذلك قتل زعيم داعش البارز أبو سياف هناك في عام 2015.
وخلال عملية "درع العرعر" أثناء هجوم بنغازي عام 2012، ساعدت قوة دلتا في إخلاء السفارة الأميركية في طرابلس بليبيا.
ونفذت دلتا عملية كايلا مولر، وهي الغارة في سوريا التي أسفرت عن مقتل، أبو بكر البغدادي، زعيم داعش.
وأشار الموقع إلى أن دلتا شاركت أيضا عملية "مخلب النسر" التي وقعت خلال أزمة الرهائن الأميركيين الذين كانوا محتجزين في السفارة الأميركية بطهران في إيران عام 1980، حيث فشلت محاولة الإنقاذ بسبب خطأ في معدات الطيران/المشغل وأدت إلى مقتل ثمانية أميركيين. ونتيجة لذلك، تم إرسال فوج الطيران التابع لدلتا والذي نجح في إنقاذ الرهائن.
وفيما يُعرف بعملية "الغضب العاجل"، أنقذت دلتا سجناء غرينادا من سجن ريتشموند هيل، وتم تحرير السجناء السياسيين المحتجزين هناك.
ونفذت دلتا عملية "السبب العادل"، وغزت خلالها بنما للقبض على الجنرال مانويل نورييغا وحماية حوالي 35 ألف أميركي يعيشون في بنما.
ما أسباب تواجدها في إسرائيل؟تتمتع دلتا بتاريخ في تقديم المشورة للوحدات المحلية والأجنبية أثناء الأزمات ومكافحة الإرهاب وإنقاذ الرهائن، بحسب مجلة "ذا ناشيونال إنترست"، وهو ما تحتاجه إسرائيل حاليا بعد هجوم السابع من أكتوبر الذي نفذته حماس.
وأوضحت المجلة أن دلتا ستقوم بشكل أساسي بتقديم المشورة لوحدة استطلاع هيئة الأركان العامة أو "سايريت ماتكال"، وهذه هي وحدة المستوى الأول التابعة للجيش الإسرائيلي والتي تحافظ على علاقة وثيقة جدا مع قوة دلتا.
وترى المجلة أن العدد الهائل من الرهائن الإسرائيليين في يد حماس يعني أن القوة "سايريت ماتكال" ستحتاج إلى المساعدة.
وأشارت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، هو من قدامى المحاربين في وحدة "سايريت ماتكال"، وكذلك شقيقه يوناتان "يوني" نتانياهو، الذي قاد وحدة العمليات الخاصة وقُتل خلال عملية إنقاذ الرهائن الشهيرة عنتيبي في عام 1976.
وتتلخص المهمة الأولى بالنسبة لإسرائيل، بحسب شبكة "أن بي سي نيوز"، في جمع معلومات موثوقة حول مكان وجود الرهائن، وهو احتمال ضئيل نظراً لسيطرة حماس على قطاع غزة المكتظ بالسكان، حيث تستطيع حماس نقل الرهائن ومقاتليها المدربين تدريبا جيدا عبر متاهة من الأنفاق والمباني الشاهقة والأنقاض والمخابئ.
ويعمل فريق أميركي من الخبراء على الأرض مع إسرائيل لتبادل المعلومات الاستخبارية والمساعدة في أزمة الرهائن، وفقا لما نقلته الشبكة عن مسؤولين أميركيين.
وذكرت صحيفة "ذا ماسنجر" أن الولايات المتحدة أرسلت خبراء في إنقاذ الرهائن لتقديم المشورة للجيش الإسرائيلي بشأن إطلاق سراح 150 رهينة، بما في ذلك بعض الأميركيين، الذين اختطفتهم حماس خلال الهجوم على إسرائيل.
وفي الوقت نفسه، تم وضع قوات العمليات الخاصة الأميركية في حالة تأهب في دولة أوروبية مجاورة، وفقا لاثنين من كبار المسؤولين العسكريين الأميركيين الذين تحدثوا إلى المجلة بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة مسائل الأمن القومي الحساسة.
ووصفت المصادر هؤلاء الجنود بأنهم "منفذو الأبواب"، الذين يمكنهم القيام بجهود الإنقاذ بأنفسهم، إذا أمروا بذلك.
وقالت المصادر إنه في الوقت الحالي لا يوجد ما يشير إلى أن القوات الأميركية ستساعد في أي عمليات على الأرض في إسرائيل، لكن الأميركيين لا يبعدون سوى بضع ساعات بالطائرة إذا احتاجوا إلى التدخل.
وقالت المصادر للصحيفة إن الولايات المتحدة أرسلت مستشارين من مجتمع الاستخبارات الأميركي لتعزيز فريق العمليات الخاصة الأميركي المخصص للسفارة الأميركية في إسرائيل.
وأكد وزير الدفاع، لويد أوستن، أن الولايات المتحدة لديها "أشخاص على الأرض" سيساعدون السلطات الإسرائيلية "بالاستخبارات والتخطيط" للعمليات المحتملة التي تنطوي على جهود إنقاذ الرهائن.
وقال أوستن، الذي سافر إلى بروكسل مع رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال تشارلز براون، للاجتماع مع مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية، إن البنتاغون لديه "خلية اتصال" في إسرائيل تعمل مع قوات العمليات الخاصة الإسرائيلية. وأضاف أوستن أن الولايات المتحدة لديها القدرة على "نشر موارد أخرى بسرعة في المنطقة".
وأوضحت الصحيفة أنه في حين أن المسؤولين لم يذكروا نوع قوات العمليات الخاصة التي تم وضعها في حالة تأهب، إلا أنهم أشاروا إلى أن الوحدة العسكرية تقع تحت قيادة العمليات الخاصة المشتركة.
ولفتت إلى أن الوحدتان الرئيسيتان لمكافحة الإرهاب التابعتان لقيادة العمليات الخاصة المشتركة اللتان قامتا تاريخيا بمهام إنقاذ الرهائن على مستوى العالم هما قوة دلتا التابعة للجيش، وفريق SEAL Team Six التابع للبحرية (مجموعة تطوير الحرب البحرية الخاصة).
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة إنقاذ الرهائن الأمیرکیة فی فی إسرائیل دلتا فی فی عام إلى أن
إقرأ أيضاً:
“النسر والتنين”.. لماذا تقلق إسرائيل من تدريبات مصر والصين الجوية؟
مصر – تواصل وحدات من القوات الجوية المصرية والصينية، تدريبات مشتركة غير مسبوقة وسط تطورات إقليمية ودولية، ونالت تعليقات إسرائيلية متكررة مع قلق إسرائيلي من تعاظم القوة العسكرية المصرية.
ويتضمن التدريب، بحسب ما أعلنه المتحدث العسكري المصري، تنفيذ محاضرات نظرية وعملية لتوحيد المفاهيم القتالية لكلا الجانبين، وتنفيذ طلعات جوية مشتركة والتدريب على أعمال التخطيط وإدارة أعمال قتال جوية لتبادل الخبرات وتطوير المهارات للقوات المشاركة بما يمكنهم من تنفيذ المهام المكلفين بها بكفاءة واقتدار.
ويرى خبراء أن إسرائيل سيقلقها بطبيعة الحال أي تعاون مصري أو خطوة ترى أنها تمنح القاهرة التفوق على سلاحها الجوي، وفي هذه الحالة فإن الصين هي ثالث أقوى قوة جوية في العالم، ويضيف التعاون معها قوة أكبر لمصر التي تحظى بعلاقات قوية بالفعل وتعاون مع الولايات المتحدة وروسيا.
وقال اللواء أركان حرب محمد الشهاوي، رئيس أركان الحرب الكيميائية المصري الأسبق، إن هذه التدريبات تؤكد قدرة وكفاءة القوات المسلحة المصرية، وأنها تنوع مصادر تسليحها مع الشرق والغرب خاصة بالقوات الجوية، مشيرا إلى التعاون المصري في مجال التسليح مع كل من الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين.
وأشار الشهاوي في حديثه مع RT إلى سعي الصين لتنفيذ التدريب المشترك مع مصر للاستفادة من خبراتها القتالية الواسعة في الحروب التقليدية وحروب مجابهة الإرهاب.
ويرى عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن ذلك أدى إلى اهتمام وقلق كبيرين لدى الجانب الإسرائيلي “لأن إسرائيل تسعى أساسا لتأكيد كفاءة قواتها الجوية، وعندما تجد أن مصر لديها طائرات أمريكية وصينية ستصبح أقوى من القوات الإسرائيلية”.
وشدد الشهاوي، على أن مصر “تعزز فقط قواتها الجوية، ليس للاعتداء على أي بلد ولكن للحفاظ على أمنها القومي المصري والعربي”.
وتشغل القوات الجوية المصرية مقاتلات متقدمة من عدة دول، مثل إف-16 الأمريكية وميغ 29 إم/إم 2 الروسية ورافال الفرنسية، كما تمتلك مروحيات هجومية متطورة مثل الروسية كاموف Ka-52 والأمريكية أباتشي، بجانب أسطول نقل متنوع كذلك بين الشرق والغرب.
ويقول أحمد سليمان، خبير الشؤون الأسيوية، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، كان مهتما منذ توليه رئاسة مصر بتعزيز القوة العسكرية وتنويع مصاد السلاح وتطوير الصناعات العسكرية بالتعاون مع دول مختلفة، موضحا أن التعاون الحالي مع الصين يتماشى مع هذا التوجه، بعدم الاعتماد على مصدر واحد للتسليح أو التعاون العسكري.
وأشار إلى أن مصر أجرت العديد من المناورت مع القوى الدولية المختلفة، لكن اللافت هذه المرة هو إجراء تدريبات “بهذا الحجم وهذه النوعية” مع الصين، وهو أمر لا يمكن فصله عن التطورات الجارية في الإقليم والساحة الدولية بشكل عام.
وقال “سليمان” إن “المشكلات الأمنية التي تفرضها التطورات الأمنية والجيوسياسية في المنطقة تعزز تحركات مصر”، مضيفا أن “العالم متشابك أمنيا واقتصاديا، وأي تطور في منطقة يؤثر على أخرى”.
وأكد الباحث في جامعة الزقازيق، أن القاهرة تنشد السلام لكن هناك “تهديدات” تواجهها، وبالتالي فإن “هذا السلام لابد أن تحرسه قوة رادعة، وأفضل رادع هو تعزيز القوة العسكرية”.
ونوه بأن المناورات مفيدة للجانبين، فالصين هي ثالث قوة جوية في العالم وسيعزز التعاون معها من التعرف على نوع جديد من الطائرات وأسلوب القتال، كما أن مصر تجري تدريبات مع العديد من دول العالم ولدى قواتها خبرات مختلفة، وتسعى الصين للاستفادة منها، كما أن هذه هي المرة الأولى التي تجري فيها الصين تدريبات جوية داخل قارة إفريقيا، كما أن شحن الطائرات الصينية المتقدمة إلى مصر بهذه الأعداد والطرازات هو أمر مهم للصين.
وذكر الباحث المصري، أن إسرائيل “تقلق بشكل عام من أية قوة تنافسها أو قد تحد من عدوانها في المنطقة”، بما “لديها من هواجس بتهديد وجودها”، مشيرا إلى أن “أي تطور اقتصادي أو أمني أو سياسي قد يحد من طموحاتها يشكل قلق لها”.
المصدر: RT