العار سيلاحقهم حتى لو سُويت غزة بالأرض، فما فعلته عملية طوفان الأقصى سيظل صداه يسمع لسنوات طوال خاصة مع تزايد أعداد القتلى في صفوف الإسرائيليين، هكذا يرى كثير من المحللين حالة قادة إسرائيل الحاليين بعد انتهاء الحرب داخل القطاع التي يأتي جزء كبير منها انتقاميا بعد إسقاط المقاومة الفلسطينية يوم 7 أكتوبر فزاعة الخوف التي تصدرها قوات دولة الاحتلال دائما عن نفسها لأعدائها.

تردي الأوضاع في غزة 

وأصدر الائتلاف المصري لحقوق الإنسان والتنمية، تقريرا يتناول موقف المنظمات الدولية لما يحث في قطاع غزة، حيث أشار التقرير إلى أن أغلب المنظمات اتخذت موقف أن ما تقوم به إسرائيل من مجا..زر ضد الشعب الفلسطيني الأعزل والأطفال والنساء والمصابين وكبار السن ما هو ألا رد فعل لما قامت به حركة حماس في السابع من أكتوبر ويمكن تلخيص ما تم رصده من ملاحظات في الاتي:

من الواضح أن هيومن رايتس ووتش حاولت إظهار نيتها في الوقوف على الحياد إلا أنها لم تخفي انحيازها لإسرائيل وتبرير المجا..زر الإسرائيلية بانها جاءت “ردًا” على ما قام به حركة حماس، وعلى الرغم من أن المنظمة أشارت في بعض التقارير علي ما تقوم به إسرائيل من قتل للمدنيين واختراق القانون الدولي واستخدام الصواريخ الفسفورية المحرمة دولياً. ولكن هناك تقريرين يؤكدان انحيازها للجانب الإسرائيلي، أولها ذلك التقرير الذى قامت فيه بالتأكيد أن معاملها تأكدت من صحة ثلاثة فيديوهات تظهر فيها حماس يوم 7 أكتوبر وهى ترتكب "جرائم" على حد تعبيرهم ضد الإسرائيليين في حين لم تذكر أي شيء حتى الآن عن صحة الفيديوهات والصور من الجانب الفلسطيني مما يدل على دفع القارئ والراي العام للتشكيك فيما ينشره الفلسطينيون من صور وفيديوهات، وثانيهما هو التقرير الذى ذكرت فيه هيومن رايتس ووتش ما على إسرائيل فعله من الاقتداء بأمريكا في حربها البرية التي تبيت لها النية، مما يدل على الدعم الخفي من قبل هيومن رايتس ووتش لما تفعله وستفعله إسرائيل.يمكننا ملاحظة أن منظمة Amnesty International وان كانت للوهلة الاولى يتبين الموقف الرافض لما يحدث داخل غزة إلا إنها لم تخفي موقفها لتبرير ما تقوم به إسرائيل من مجازر كرد فعل لما قامت به حماس، حيث نشرت يوم 7 أكتوبر أن ما قامت به حماس هو فعل مشين ولكنه نتيجة لما قامت به إسرائيل في العقود الأخيرة، جاء ذلك على لسان الأمينة العامة للمنظمة. ثم في 12 أكتوبر –أي بعد مرور خمسة أيام على عملية طوفان الأقصى- قامت المنظمة بنشر إدانة شديدة اللهجة لما فعلته حماس يوم 7 أكتوبر، بالإضافة إلى كلمة الأمينة العامة والتي تراجعت عما قالته يوم 7 أكتوبر، حيث قالت يوم 12 أن هجمات إسرائيل قبل يوم 7 أكتوبر لا تبرر ما قامت به حماس، بخلاف ذلك الرأي المتردد للأمينة العامة، سنجد أن باقي التقارير والبيانات المنشورة إدانة التهجير وانقطاع سبل الحياة البدائية من ماء وطاقة، واستنكار حجب المظاهرات الداعمة لفلسطين في العالم أجمع.جاءت بيانات منظمة International Federation of Journalists محددة وفى نطاق المطالبة بحقوق الصحفيين. حيث نشرت ثمان بيانات عن الصحفيين، واحد فقط منهم إدانة لقتل 3 صحفيين إسرائيليين، وثلاثة أخبار إدانة لما قامت وتقوم به إسرائيل في حق الصحفيين الفلسطينيين، والخبريين المتبقيين كان واحد منهما من نصيب إسرائيل حيث إدانتها على قمع الصحافة داخل "دولة إسرائيل"، والآخر كان مناشدة لكافة الصحفيين بتحرى الدقة سواء فى إسرائيل أو فلسطين.يمكننا ملاحظة أن لجنة حماية الصحفيين تميل للجانب الفلسطيني مقارنة بالاتحاد الدولي للصحفيين. حيث أن الاتحاد الدولي للصحفيين لم ينعى الصحفيين الفلسطينيين الذين استشهدوا منذ يوم 9 أكتوبر، بل أول من نعوهم كانوا الصحفيين الإسرائيليين يوم 10 أكتوبر. فى حين أن لجنة حماية الصحفيين نشرت إدانة لمقتل الصحفيين الفلسطينيين يوم 9 أكتوبر ولم تدين مقتل الصحفيين الإسرائيليين حتى يوم 21 أكتوبر مع إدانة مقتل الصحفيين الفلسطينيين.أن موقف الأمم المتحدة في القضية الفلسطينية هو موقف سلبي، حيث لم يتعدى الإدانة الكلامية فقط سواء من قبل الأمين العام أو الجمعية العامة، أما ما يخص اتخاذ قرارات مصيرية تغير مسار هذه الحرب فلم يقم مجلس الأمن باتخاذ أى قرار بسبب حق الفيتو واعتراض كل من فرنسا، بريطانيا، اليابان، والولايات المتحدة ضده.أغفلت تقارير المنظمات الدولية في تناولها للحرب علي غزة القيود علي حرية الراي والتعبير للمواطنين في الدول الأوربية حيث تعرض العديد من المواطنين ووسائل الأعلام للتقييد لعدم مساندة القضية الفلسطينية .خطة تهجير الفلسطينيين

واختتم التقرير بأن الحصار المفروض على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية التي يعيشها سكان غزة، في وقت يستمر النزوح الجنوب خوفا من القصف العشوائي، الذي تشنه القوات الإسرائيلية، مع التعديد بالاجتياح البري.

تهديد على الملأ بشأن سيناء.. 8 رسائل حادة من السيسي للغرب وإسرائيل الغرب الأعمى.. يتجاهل جرائم إسرائيل بحق العرب منذ 48 وينتفض لإصابة مجندة

ويأتي ذلك وسط تحذيرات المؤسسات الدولية من "كارثة إنسانية" في الوقت الراهن تحيط بالقطاع الذي يقطنه ما يزيد عن 2.4 مليون شخص، بما في ذلك النقص الحاد بالمواد الغذائية، وانقطاع المياه والكهرباء، ونفاد مخزون الطاقة في غضون ساعات، هذا بالإضافة إلى تدمير للمنازل والبنى التحتية وتزايد أعداد الجث..ث والنقص العددي للأطباء وعدم توافر العلاج والوقود.

وأكد الائتلاف، أن الخدمات الضرورية لحياة الإنسان لم تعد متوفرة في قطاع غزة وبالتالي أصبحت الأوضاع كارثية، فالجميع في غزة يعانون من "أزمة حقيقية"، وقد يتطور الوضع إلى "مجاعة" وكارثة إنسانية، فهناك انتهاكات متواصلة يتعرض لها الفلسطينيين، تخرق كل قواعد القانون الدولي، بينما يبدو التعامل الدولي بعدا ثالثا في ظل حالة من الصمت تجاه ما يرتكب من جرائم بحق المدنيين العزل من سكان القطاع، لذلك يجب تبني حزمة من التوصيات لسرعة التدخل لوقف هذا الوضع المتردي داخل قطاع غزة:

الوقف الفوري لإطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية وإمدادات الإغاثة وغيرها من الضروريات والخدمات الأساسية.استعادة الكهرباء والماء، والسماح بإيصال الوقود والغذاء والدواء دون عوائق إلى جميع أنحاء غزة.حماية المدنيين والامتناع عن استهدافهم والالتزام بالقانون الدولي الإنساني.الإفراج الفوري وبدون شروط عن جميع المدنيين المحتجزين لدى الجانبين.

من جانبه كشف تقرير لصحيفة "كالكاليست" الإسرائيلية، عن وثيقة سرية عبارة عن توصية لوزيرة الاستخبارات الإسرائيلية جيلا جملائيل، مفادها نقل سكان غزة "قسرا" إلى سيناء، بعد نهاية الحرب الدائرة في القطاع الآن.

ونشرت "كالكاليست"، وهي صحيفة اقتصادية، تلك المعلومات استنادا لوثيقة حصلت عليها يوم الثلاثاء.

وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، تتناول وثيقة جملائيل ظاهريا 3 مقترحات للتنفيذ لفترة ما بعد الحرب، ولكن المقترح "الذي سوف يؤدي إلى نتائج استراتيجية إيجابية وطويلة الأمد"، هو نقل مواطني غزة إلى سيناء، وفقا للوثيقة.

وبناء على الوثيقة التي تحصلت عليها "كالكاليست" يتضمن هذا المقترح 4 خطوات:

إنشاء مدن خيام في شبه جزيرة سيناء جنوب غرب قطاع غزة.إنشاء ممر إنساني لمساعدة السكان.
بناء مدن في شمال سيناء.إنشاء منطقة مراقبة بعرض عدة كيلومترات داخل مصر جنوبي الحدود مع إسرائيل، حتى لا يتمكن السكان الذين تم إجلاؤهم من العودة.

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن الوثيقة تدعو كذلك إلى خلق تعاون مع أكبر عدد ممكن من الدول الأخرى، حتى تتمكن من استقبال الفلسطينيين المهجرين من غزة، حيث ورد ذكر دولة كندا وبعض الدول الأوروبية، مثل اليونان وإسبانيا، وبعض دول شمال إفريقيا، من بين دول أخرى.

وبالرغم من حساسية المعلومات، أكدت الصحيفة الإسرائيلية أن الوثيقة لا تعكس "خطة رسمية" من الحكومة الإسرائيلية، ولكنها حتى الآن، تبقى "مقترح من وزيرة الاستخبارات الإسرائيلية".

وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أيضا أنه بحسب وزير الاستخبارات السابق، عضو الكنيست إليزار شتيرن، فإن "الوزارة ليس لديها أي مسؤولية وزارية تجاه أجهزة الاستخبارات. يمكنهم أن يأخذوا التوصيات بعين الاعتبار، لكن لا تفرض عليهم مقترحات".

من جانبه قال نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور مختار غباشي، إن حديث وزيرة الاستخبارات الإسرائيلية لصحيفة كالكاليست، عن وجود خطة لتهجير سكان قطاع غزة أو فلسطيني غزه إلى شبه جزيرة سيناء أو تهجير بعضهم إلى دول أوروبية ككندا أو اليونان أو أسبانيا أو شمال أفريقيا أو غيره حديث غير مقبول سواء لدي الفلسطينيين أو حتى مصر بأي حال من الأحوال.

وأضاف الغباشي في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن ما يحدث الآن من عمليات عسكرية في قطاع غزة ليس رد ضربة حماس، مشيراً إلى أن ما يحدث الآن في القطاع هو اجبار للسكان على الهجرة قد تكون مؤيدة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية.

وتابع: يجب على الدول العربية اتخاذ موقف في القضية الفلسطينية ووضع حل شامل وعادل لها، لافتا إلى أن التاريخ لن يرحم الحكام العرب الذين تخاذلوا عن دعم القضية الفلسطينية في هذا الوضع الصعب الذي تمر به فلسطين، ويقع العبء الأكبر في هذا الصراع على مصر والأردن باعتبارهما دولتي جوار، مؤكدا أن مصر بفضل قوة جيشها لن ترض بما يحدث على أي حال من الأحوال.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة إسرائيل قوات الاحتلال الإسرائيلي حماس حركة حماس المنظمات الدولية الصحفیین الفلسطینیین الصحیفة الإسرائیلیة القضیة الفلسطینیة یوم 7 أکتوبر ما قامت قطاع غزة ما یحدث إلى أن

إقرأ أيضاً:

سلام ترأس اجتماعا خصص للاطلاع على مشروع تقرير مسح الاضرار الناجمة عن الحرب الإسرائيلية

تراس رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام بعد ظهر اليوم اجتماعا في السرايا خصص للاطلاع على مشروع تقرير مسح الاضرار الناجمة عن الحرب الإسرائيلية والخطة الاولية لتمويل مشاريع اعادة الاعمار ، شارك فيه وزراء المال ياسين جابر، الطاقة والمياه جوزيف الصدي، الاقتصاد والتجارة عامر البساط، الاتصالات شارل الحاج، الاشغال العامة والنقل فايز رسامني، البيئة تمارا الزين ووفد من البنك الدولي برئاسة المدير الأقليمي جان كريستوف كاريه.

بعد الاجتماع قال وزير المال ياسين جابر :‏"الاجتماع كان مع رئيس مكتب لبنان وخبراء في البنك  الدولي واللجنة الوزارية التي تبحث في موضوع الاعمار، فالبنك الدولي اعد دراسة اولية لمشروع اعادة الاعمار تتركز بشكل أساسي على البنى التحتية وإزالة الركام الموجود اليوم في المناطق ، وخاصة في الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع، وكلفة المشروع حوالي مليار دولار والبنك الدولي سيقدم اولا ٢٥٠ مليون دولار،  ولكن بمجرد اقرار هذا المبلغ من البنك من المؤكد انه ستكون هناك مساهمات من دول أخرى، من اجل السير قدما بالمشروع ، فوجود البنك الدولي اساسي ومهم ويعطي مصداقية للمشروع ، فالدراسة اولية كما قلت، وهي تقدر  الخسائر المباشرة لإعادة الإعمار والخسائر غير المباشرة أيضا."
اضاف :" كلنا يعلم انه في العام ٢٠٢٤ حصل  تراجع في النشاط الاقتصادي،  مما  يعتبر خسائر غير مباشرة،  الامر يحتاج الى جهد حتى نستطيع تحضير  أنفسنا بسرعة لانجاح المشروع، الذي من  الممكن ان يعرض  في أواخر آذار على مجلس إدارة البنك الدولي،  في هذا الوقت يكون للبنان بعمل على تحضير مؤسساته لمواكبة هذا المشروع،  ولإجراء التغيرات اللازمة كي يعتبر الإعمار  بالنسبة للقوانين اللبنانية حالة مستعجلة ، ويجب التعامل معها بسرعة لاننا  لا نستطيع تاخير المواطنين ، و موضوع اعادة أعمار البنى التحتية وازالة الردم مهم جدا، لان هناك قرى ومدن كثيرة في المناطق المتضررة تفتقر الى السبل الأساسية للحياة،   فلا طرقات ولا مياه  ولا كهرباء  ، فكل هذه الأمور بحاجة إلى الاستثمار فيها من جديد".
وردا على سؤال عن التقديرات الاولية لحجم الخسائر قال الوزير جابر:"الارقام ما زالت اولية ، وبالطبع الخسائر تقدر بمليارات الدولارات".      

مقالات مشابهة

  • تقرير عبري: نتنياهو رفض توصية الشاباك بتصفية قادة حماس قبل 7 أكتوبر
  • باحث في العلاقات الدولية: إسرائيل فشلت في استعادة الأسرى عبر الحسم العسكري|فيديو
  • باحث في العلاقات الدولية: الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة فشلت في تحقيق نتائج
  • تقرير حقوقي يرصد 31 حالة انتهاك لحرية الرأي والتعبير في تونس
  • حماس: سنفحص ادعاءات إسرائيل بشأن جثة الأسيرة الإسرائيلية شيري بيباس
  • تقرير عبري: محمد الضيف أخّر إطلاق “هجوم 7 أكتوبر” 30 دقيقة للتأكد من عدم جاهزية جيش الاحتلال
  • تقرير حقوقي: ارتفاع مرعب في حالات الإعدام بإيران عام 2024
  • سلام ترأس اجتماعا خصص للاطلاع على مشروع تقرير مسح الاضرار الناجمة عن الحرب الإسرائيلية
  • 232 منظمة حقوقية تطالب بوقف تزويد إسرائيل بالسلاح
  • الشوا: مصر مارست ضغطًا كبيرًا على إسرائيل لإدخال المنازل المتنقلة إلى غزة