على وقع حرب غزة.. إلى أي مدى يمكن أن تدافع واشنطن عن تل أبيب؟
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
تعهدت الولايات المتحدة بدعمها القوي لإسرائيل، وعززت ذلك بمساعداتها العسكرية، ولكن مع الشعور المستمر بآثار الحروب والنزاعات الماضية في المنطقة، فما حدود التدخل الأمريكي؟
ووفقاً لتقرير نشرته شبكة "بي بي سي" البريطانية، أوضح الرئيس جو بايدن، في أول رد فعل له على هجوم حماس على إسرائيل، إلى أي جانب يقف: "الولايات المتحدة تدعم إسرائيل"، مضيفاً "أقول كلمة واحدة لأي شخص يفكر في استغلال الوضع: لا تفعل ذلك"، ومن الواضح أن هذا التحذير كان موجهاً لإيران وحلفائها.
وقال البنتاغون إن "القوات الأمريكية في العراق وسوريا تعرضت لهجوم عدة مرات في الأيام الأخيرة، كما اعترضت مدمرة أمريكية موجودة في البحر الأحمر، صواريخ تم إطلاقها من اليمن "يُحتمل" أنها كانت موجهة نحو إسرائيل".
ولدى الولايات المتحدة بالفعل حاملة طائرات هجومية في شرق البحر المتوسط، وستنضم إليها قريباً حاملة أخرى في المنطقة، وتضم كل حاملة طائرات أكثر من 70 طائرة، وهي قوة كبيرة، كما وضع بايدن الآلاف من القوات الأمريكية على أهبة الاستعداد للانتقال إلى المنطقة إذا لزم الأمر.
وتعد الولايات المتحدة أكبر داعم عسكري لإسرائيل، إذ تقدم لها مساعدات دفاعية بقيمة 3 مليارات و800 مليون دولار سنوياً.. كما أن الطائرات الإسرائيلية التي تقصف غزة، هي طائرات أمريكية الصنع، ومعظم الذخائر التي تستخدم الآن موجهة بدقة، كما يتم إنتاج بعض الصواريخ الاعتراضية الخاصة بنظام الدفاع الجوي الإسرائيلي "القبة الحديدية" في الولايات المتحدة.
وكانت الولايات المتحدة ترسل إمدادات جديدة من تلك الأسلحة حتى قبل أن تطلبها إسرائيل، وطلب الرئيس بايدن، الجمعة، من الكونغرس الموافقة على تمويل بقيمة 14 مليار دولار لصندوق الحرب لحليفته في الشرق الأوسط، باعتبار ذلك جزءاً من حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 105 مليارات دولار.
وفي اليوم التالي أعلن البنتاغون أنه سيرسل نظامين من أقوى أنظمة الدفاع الصاروخي لديه إلى الشرق الأوسط، وهما بطارية "ثاد" لنظام الدفاع الصاروخي ذات الارتفاع العالي، وبطاريات باتريوت إضافية.
خطاب #بايدن.. بين مليارات دعم #إسرائيل وفوضى السياسة الداخلية https://t.co/wNzZctacVp pic.twitter.com/pTbipEyD65
— 24.ae (@20fourMedia) October 20, 2023 هل بايدن مستعد للتورط في حرب أخرى؟ولكن.. هل لدى رئيس الولايات المتحدة استعداد فعلي للتورط في حرب أخرى، خاصة في عام الانتخابات؟
لقد أثبتت المغامرات العسكرية الأمريكية الأخيرة في المنطقة، أنها مكلفة سياسياً واقتصادياً ومن حيث عدد الضحايا من الأمريكيين، وفق التقرير.
ويعتقد السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة، مايكل أورين، أن الرئيس بايدن اتخذ بالفعل خطوة أولى في هذا الاتجاه من خلال تحريك حاملات الطائرات الأمريكية في المنطقة، ويقول: "أنت لا تشهر مسدسك إلا إذا كنت على استعداد لاستخدامه".
لكن مدير الأمن الدولي في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن، سيث جي جونز، يقول إن "الولايات المتحدة قد تتردد كثيراً قبل التورط عسكرياً بشكل مباشر في الحرب في غزة".
ويضيف أن وجود حاملة الطائرات الهجومية يمكن أن يكون مفيداً "من دون إطلاق رصاصة واحدة"، لأسباب أقلها القدرة على جمع المعلومات الاستخبارية وتوفير الدفاعات الجوية، ويقول إن أي مشاركة ستكون هي "الملجأ الأخير".
وأضاف التقرير، أن "التهديد القادم من شمال إسرائيل، خاصة من جماعة حزب الله المسلحة، هو الذي يقلق الآن كلاً من إسرائيل والولايات المتحدة في المقام الأول".
وتمثل تلك الجماعة المدعومة من إيران تهديداً أكبر بكثير من حماس في غزة، فهي تمتلك ترسانة تضم نحو 150 ألف صاروخ، وهي أقوى وأدق من تلك التي تستخدمها حماس، وقد تبادلت بالفعل إطلاق النار مع إسرائيل، عدوها اللدود.
هل يدخل #حزب_الله "المسلحّ بـ150 ألف صاروخ" الحرب؟ https://t.co/GFbyefkOQ5
— 24.ae (@20fourMedia) October 24, 2023 كيف سترد واشنطن إذا تدخل حزب الله؟ومن جانبه، يخشى السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة، من أن يتدخل حزب الله عندما تكون إسرائيل قد "توغلت بالفعل داخل غزة، ومنخرطة في القتال، ومنهكة بالفعل".
وبحسب التقرير، إذا حدث ذلك، فإن هناك احتمالاً، كما يعتقد أورين، بأن تنخرط الولايات المتحدة بقوتها الجوية الكبيرة لضرب أهداف داخل لبنان، على الرغم من أنه لا يرى وضعاً يمكن أن تلتزم فيه الولايات المتحدة بإرسال قوات برية على الأرض.
ومن جهتهما، أكد وزير الخارجية الأمريكية، أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع، لويد أوستن، أن الولايات المتحدة سترد إذا تصاعد الوضع وتم استهداف أي فرد أمريكي أو من الجيش الأمريكي.
وقال أوستن، الأحد، إن الولايات المتحدة من حقها الدفاع عن نفسها، ولن تتردد في "اتخاذ الإجراء المناسب".
ويعترف جونز بخطر اتساع نطاق الصراع، لكنه يعتقد أن الردع الأمريكي "يرفع تكاليف المخاطر بالنسبة لإيران ووكلائها".
ويقول إنه إذا شارك حزب الله في لبنان في أي عملية هجومية كبيرة من شمال إسرائيل، "فمن المرجح أن يواجه رداً خطيراً للغاية".
ويشير إلى أن القوات الأمريكية في المنطقة تعرضت لهجمات محدودة من الجماعات المرتبطة بإيران من قبل، ويوضح أن إسرائيل لا تطلب دعماً عسكرياً مباشراً في حربها مع حماس.
"البنتاغون": البحرية الأمريكية تحبط هجوماً حوثياً على #إسرائيل https://t.co/42Z8CXHMCm
— 24.ae (@20fourMedia) October 19, 2023ويقول أستاذ التاريخ العسكري في الجامعة العبرية في القدس، داني أورباخ، إن العقيدة العسكرية الإسرائيلية تنص على أنه ينبغي أن تكون إسرائيل قادرة على حماية نفسها بنفسها.
وأضاف التقرير، أن زيارة الرئيس بايدن لإسرائيل هذا الأسبوع، أظهرت أن الدعم الأمريكي مشروط، فهو يريد من إسرائيل أن تسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، ولا يريد أن يرى إسرائيل تحتل قطاع غزة إلى أجل غير مسمى، وقال لشبكة "سي بي إس" إن فعل ذلك سيكون "خطأً كبيراً"، كما قد يكون الدعم الأمريكي أيضاً محدداً بالوقت.
ويعتقد المحلل العسكري وكاتب العمود في صحيفة "جيروزاليم بوست"، يعقوب كاتز، أن الدعم الأمريكي لإسرائيل سوف يتعرض للضغوط بمجرد أن تبدأ عمليتها العسكرية في غزة وتزيد الخسائر في صفوف المدنيين.
ويعتقد أن الدعم قد يتراجع في غضون أسابيع، ويقول: "لا أرى أن إسرائيل ستحصل على موافقة أوسع نطاقاً من الولايات المتحدة أو العالم للقيام بهجوم بري يستمر لفترة أطول".
ومن الواضح أن الولايات المتحدة تأمل في أن يكون دعمها العسكري لإسرائيل، ووجودها العسكري المعزز في المنطقة كافياً لمنع اتساع الصراع.
#بايدن يطالب نتانياهو باستمرار تدفق المساعدات إلى #غزة https://t.co/sYOJt2ZUvA
— 24.ae (@20fourMedia) October 24, 2023وهناك أمثلة قليلة على تدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر نيابة عن إسرائيل، فيما يُعد إرسال الولايات المتحدة بطاريات باتريوت للدفاع عن إسرائيل من هجمات صواريخ سكود العراقية قبل غزوها في حرب الخليج عام 1991، استثناءً نادراً.
وقد استخدمت الولايات المتحدة في الواقع وفي كثير من الأحيان، نفوذها العسكري أمام إسرائيل أيضاً، كوسيلة لكبح جماحها.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة إسرائيل غزة وإسرائيل أمريكا الولایات المتحدة فی المنطقة حزب الله فی حرب
إقرأ أيضاً:
مع اقتراب مونديال 2026.. سفارة واشنطن بالرباط تحذر المغاربة من دخول الولايات المتحدة بطريقة غير شرعية
زنقة 20 | الرباط
نشرت السفارة الأمريكية بالرباط على موقعها الإلكتروني تحذيرا موجها لكل من يحاول دخول الولايات المتحدة بشكل غير شرعي.
و قالت السفارة أن الرئيس دونالد ترامب يسعى إلى ضمان أمن الولايات المتحدة وقوتها وازدهارها من خلال الحرص على الالتزام بقوانين الهجرة الأمريكية.
و ذكرت أنه سيتم تطبيق عقوبات جسيمة على كل من يحاول الدخول إلى الولايات المتحدة بشكل غير شرعي، أو يكذب للحصول على تأشيرة، أو يعمل بدون تصريح قانوني، أو يبقى في الولايات المتحدة بعد انتهاء مدة تأشيرته أو فترة الإعفاء من التأشيرة.
وتشتمل هذه العقوبات على السجن والترحيل والحظر الدائم من الحصول على تأشيرات أمريكية في المستقبل.
و دعت كل من لديه أصدقاء أو أفراد من عائلته متواجدين في الولايات المتحدة بشكل غير شرعي، أن يطلب منهم العودة إلى بلادهم.
و أكدت السفارة أنه سيتم القبض على كل من حاول الدخول إلى الولايات المتحدة أو البقاء فيها بشكل غير شرعي
و أشارت الى أن إدارة ترامب عززت أمن الحدود وزادت بشكل كبير من عدد الأجانب غير الشرعيين الذين يتم توقيفهم وترحيلهم.
و جاء في منشور للسفارة “في حال حاولتم عبور الحدود الأمريكية والبقاء في الولايات المتحدة بشكل غير شرعي، سيتم توقيفكم واحتجازكم وإعادتكم إلى بلادكم. وقد يتم أيضا حظركم من العودة إلى الولايات المتحدة في المستقبل، أو فرض الغرامات عليكم، أو توجيه الاتهامات الجنائية إليكم”.
و ذكرت السفارة أن “عملية منح التأشيرات الأمريكية هي الأكثر أمانا في العالم، ولكن على الرغم من ذلك، يحاول البعض خداع النظام من خلال استخدام مستندات مزورة، أو الكذب في الطلبات، أو البقاء في البلاد بعد انتهاء فترة التأشيرة. هذه بعض الأمثلة على عمليات الاحتيال المتعلقة بالتأشيرات، وهي تمثل جرما خطيرا. وستتم معاقبتكم في حال خالفتم القانون بهذه الطريقة وقد تمنعون من الدخول إلى الولايات المتحدة مرة أخرى.”
و اشارت الى أنه “يتعين على من يفكرون في الرحلة المحفوفة بالمخاطر للعبور إلى الولايات المتحدة بشكل غير شرعي أن يدركوا أنهم يعرضون سلامتهم وحتى حياتهم للخطر، إذ تستهدف الجماعات الإجرامية والكارتلات والمتاجرين بالبشر المهاجرين غير الشرعيين بأعمال العنف والابتزاز والاعتداء”.
و ذكرت أن وزير الخارجية ماركو روبيو أعلن مؤخرا عن سياسة جديدة لتقييد منح التأشيرات للمسؤولين الأجانب – بمن فيهم موظفي الهجرة والجمارك وسلطات الموانئ – الذين يتخلفون عن وقف الهجرة غير الشرعية. وتبني هذه السياسة على قيود مماثلة قائمة ومفروضة على العاملين في مجالات النقل والسياحة، مؤكدة أن الولايات المتحدى لا ترحب بمن يهددون أمن الولايات المتحدة من خلال تسهيل الهجرة غير الشرعية.