لجريدة عمان:
2025-02-27@13:34:03 GMT

شعر: مِنْ مُفكِّرةِ شاعرٍ مقدسيٍّ مجهول

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

شعر: مِنْ مُفكِّرةِ شاعرٍ مقدسيٍّ مجهول

(1)

البندقيةُ في مواجهةِ الحجرْ

قال الغزاةُ: «اهربْ»،

فهربتُ نحوهمُ

دمي نبتتْ به الأشجارُ،

واتّسعَ الطريقُ لصرختينْ

الجرحُ يصغرُ، يصغرُ

صدقيني

كنتُ أسمعُ للبنادقِ

-خلفهم-

ترجو الخلاصْ.

(2)

قبلَ مائةِ عامٍ

جدّيَ الثالثُ شيَّدَ الدارَ

ثم رمَّمَها أبي

ثم ابني تزوَّجَ فيها

عندما قَصَفَها المُحتلُّ

سَقَطَ كلُّ شيءٍ

إلا صورةَ أُمّي

ظَلَّتْ مُمْسِكَةً بِجدارْ

عَلَّمَتْنا السّقوطَ ضَعْفٌ

عَلَّمَتْنا

ألّا نَنْهارْ

(3)

في الشارعِ

بين المسجدِ والدكانْ

كانت أختي تلعبُ،

تَفُكُّ شريطاً أحمرَ من ضفائرها

تَعْقدُ بالوناً، وتقولْ:

هذا منطادي

سأُطاردُ غَيْماتٍ

وأَتَسَلَّقُ نَجمةْ

غضبَ الجنديُّ،

في القدسِ لا شيءَ يطيرُ

سوى صاروخٍ وشظيةْ

في القدسِ

أماني الطفلِ

تُرْعِبُ مُحتلّاً

في القدس ما زالَ الطفلُ يُغنّيْ

ما زالَ الحقلُ الأخضرُ يَحكيْ

ما زِلْتُ أُرَدِّدُ:

لي في كلِّ نداءٍ

أُمُنيَةٌ وقَضيّةْ.

(4)

القصيدةُ لا تَبنيْ وَطَناً،

القصيدةُ تُشيرُ إليهِ،

تَقودُ إلى الحُرّيةْ.

(5)

قبل ثلاثةِ أيامٍ رأيتُ جارَتَنا أمَّ زياد

في السبعينَ من عُمرها،

رأيتُها

كُلَّما غَرَسَتْ زيتونةً أمامَ الدارِ

ابْتَسَمتْ لها غَيْمةْ

كُلّما عَلَّقَتْ كُوفيّةَ زوجها الشهيدِ

في صالةِ البيتِ

تَراقَصَتْ أشجارُ الحَيِّ،

كُلّما حَكَتْ عن أبنائها الثلاثةِ

في سجونِ المُحتلِّ،

عَانَقَتْها الشّمسُ، والغُيومُ، والأشجارْ

(6)

أبي كان يعلمُ أننا سنمضي في قَصْفٍ جائرْ

جَمَعَنا،

قَرَأَ لنا من تاريخِ الأرضِ،

عنِ الدماءِ التي أنبتتْ ثورةً وحجارةْ

قَرَأَ لنا قصيدتينِ:

لدرويشَ، وفدوى طوقانْ،

بكيتُ عندما قال:

يقتلني الحُلُمُ أكثرَ مما يقتلني الخوفُ.

لم يَقُلْ درويشُ ذلكَ،

وفدوى لم تُشِرْ إليهِ،

كان أبي يُدركُ أنَّ الشعرَ

ما ليس يُقالْ.

(7)

ثم جَمَعَنا بعد يومينْ

وَقَرَأ لنا سورةَ الفتحِ

كان فتحاً عظيماً

أنْ نرى القدسَ من السماءْ.

(8)

حبيبتي

قد لا تكفي القصائدُ في حُبِّ القدسِ

قد لا يَتّسعُ الوصفُ

قد أَخْتصرُ الكلامَ

إذا عَبَرَ الحَمامُ جهةَ الأقصى

ماذا سأكتبُ عن:

حاراتِ القدسِ القديمةِ،

ساحاتِ الأقصى،

غناءِ الزيتونِ في وجهِ الريحِ،

عُكّازِ عجوزٍ مقدسيٍّ،

ضحكةِ طفلٍ يلعبُ في الممشى،

فتاةٍ تُغنّي جهة القلبِ،

بقالةٍ مفتوحةٍ باسم العابرينْ،

أُمٍّ تُعِدُّ القهوةَ للغائبينْ،

صديقٍ رأى في الحَجَرِ خلودَه الطويلْ،

شارعٍ يُظلِّلُهُ الدُّخانُ،

ومقهىً ترتادُهُ الأغنياتُ القديمةُ،

ماذا سأكتبُ عنكِ؟

(9)

رَمَيْتُ حذائي هذه المَرّةَ،

أَحببتُ أنْ تَلتصقَ رجلايَ بالأرضِ،

أنْ يغسلَ دمي شارعَ قريتنا،

أنْ تتصالحَ رجلايَ مع الريحِ

أنْ أقطعَ المسافةَ حاملاً رهانيَ الأخيرْ،

وَطَأتُ الحصى،

لم أَكُنْ أحكي للطرقاتِ،

أو المارةِ،

كُنتُ أرسمُ شجرةً على الجدارِ المُتهدِّمِ،

وغيمةً على سقفِ بيتي،

أدمنتُ الغيابَ

وبعد عامٍ

أنكرتْني الجهاتُ والطّرقاتُ،

فَقَدْتُ الجدارَ والمارّينَ عليهِ،

لِمَنْ أرسُمُ الآن هذا الخرابَ؟

إنني الصدى الأخيرُ لهذا الصوتِ

أنا المَشّاءُ في مسالكِ الألمِ

بالأمس

كان لي حذاءٌ

وبيتْ!!

(10)

الآن

أنا أجهلُ اسم المقطوعةِ

التي اِفْتُتِحَ بها مهرجانُ البقاءْ

صَفَّقْتُ عندما صَفَّقَ الجمهورُ،

وقفتُ عندما وقفُوا،

اللحنُ ذَكَّرني برصاصةٍ تخشى الحَجَرْ

هذا العزفُ يُشبِهُني،

يُشبهُ ضحكةً أَطْلَقْتِها

في وجهِ جُنديٍّ

تماما مثلما قُلْتِ للجنديِ

قالتْ سيدةٌ تَجلسُ في المقعدِ خلفي:

«سنعودْ».

خالد بن علي المعمري شاعر عماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

ليفربول يقترب من التتويج في «البريميرليج»

ليفربول (رويترز) 

أخبار ذات صلة الأكثر ركضاً.. كيف أصبح سوبوسلاي «القلب النابض» لوسط ليفربول؟ صلاح يثير قلق جماهير ليفربول بـ «رسالة الوداع»!


واصل ليفربول متصدر جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم مسيرته نحو الفوز باللقب المحلي، بتغلبه 2-صفر على نيوكاسل يونايتد، ليوسع الفارق إلى 13 نقطة مع أقرب منافسيه، بفضل هدفي دومينيك سوبوسلاي وأليكسيس ماك أليستر، بواقع هدف في كل شوط.
ووسع فريق المدرب أرنه سلوت الفارق في صدارة جدول الترتيب عن أرسنال صاحب المركز الثاني، والذي لديه مباراة إضافية، لكنه تلقى ضربة قوية في آماله باللحاق بالمتصدر، بعد تعادله سلبياً مع نوتنجهام فورست.
وتراجع نيوكاسل إلى المركز السادس بفارق ثلاث نقاط خلف مانشستر سيتي صاحب المركز الرابع.
سجل سوبوسلاي هدف التقدم في الدقيقة 11 في استاد انفيلد الذي أغرقته مياه الأمطار، عندما انطلق لويس دياز بالكرة من الناحية اليسرى، قبل أن يرسلها إلى سوبوسلاي الذي سمح له ساندرو تونالي لاعب وسط نيوكاسل بالانطلاق نحو مساحة خالية.، وأطلق لاعب الوسط المجري تسديدة من مسافة قريبة مرت من بين ساقي الحارس بوب، وهي المرة الأولى التي يسجل فيها في مباراتين متتاليتين مع ليفربول.
وكان نيوكاسل أفضل بعد نهاية الاستراحة، لكن ماك أليستر ضاعف تقدم الفريق المضيف في الدقيقة 63، عندما مرر محمد صلاح الكرة إلى اللاعب الأرجنتيني، الذي عاقب الضيوف على دفاعهم المتهاون بتسديدة قوية في الزاوية العليا للمرمى.
وقال ماك أليستر لشبكة (تي.إن.تي سبورتس) عن ثبات فريقه «إنها الرغبة، الرغبة في الفوز بالألقاب».
وأضاف «نعرف أن لدينا فرصة هذا الموسم للفوز ببعض الألقاب، لذلك نحن سعداء حقاً بالعمل الجاد، ونأمل أن نتمكن من الاستمرار».
واحتفل المشجعون في «أنفيلد» بهدف ماك أليستر من خلال الهتاف «سنفوز بالدوري»، بينما توجهت كاميرات التلفزيون صوب سلوت الذي لوح من المدرجات بقبضتيه، وهو في حالة سعادة.
ونفذ المدرب الهولندي أول مباراة من عقوبة الإيقاف لمباراتين بسبب البطاقة الحمراء التي حصل عليها بعد صفارة النهاية في «قمة مرسيسايد» الأخيرة التي شهدت حالة من الفوضى، وعمل المساعد جون هيتينجا مدرباً محل سلوت.
وتعرض فريق المدرب إيدي هاو لضربة قوية قبل المباراة مع أنباء عن غياب ألكسندر إيساك، الذي سجل 21 هدفاً هذا الموسم في جميع المسابقات، بسبب إصابة في الفخذ.
وكان كالوم ويلسون أكبر تهديد هجومي من نيوكاسل، وأهدر فرصة رائعة في الشوط الأول، عندما تجاوز دفاع ليفربول وقام ببضع لمسات، قبل أن يسدد الكرة بعيدا عن المرمى، وربما كانت لمسته الأخيرة بطيئة بسبب خوضه لسبع مباريات فقط في الدوري هذا الموسم بسبب الإصابات.
وأتيحت لليفربول، الذي أطلق 12 تسديدة مقابل ثلاث لنيوكاسل، عدة فرص قبل النهاية لتعزيز تقدمه عن طريق تميمة الحظ صلاح الذي تنقل بين خطي الهجوم والوسط.
وانطلق اللاعب المصري سريعاً إلى الجهة اليمنى، قبل أن يرسل تمريرة جميلة عند القائم البعيد لدياز المنطلق، الذي استطاع اللحاق بها، لكنه سدد الكرة بعيداً عن المرمى.
واندفع الحارس بوب لإبعاد تسديدة صلاح عن المرمى قرب نهاية الوقت الأصلي.
واحتفل إبراهيما كوناتي لفترة وجيزة، عندما قفز أعلى من بوب، ليلعب الكرة برأسه في الشباك في نهاية زمن اللقاء، لكن الحكم أشار إلى أن مدافع ليفربول ارتكب خطأ ضد حارس نيوكاسل.
حصل كودي خاكبو على فرصة للتسجيل بتسديدة مباشرة رائعة في الوقت بدل الضائع، لكن الكرة مرت بجوار المرمى.
وكان الجميع في الملعب سعيداً بتحقيق ليفربول فوزه الـ 32 في 43 مباراة بجميع المسابقات، وهو أكبر عدد من الانتصارات في بطولات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا متفوقاً بانتصارين على ريال مدريد.
وقال هاو إن الأداء لم يكن «سيئاً بأي شكل من الأشكال» من جانب فريقه.
وأضاف «كان يمكننا التعامل بشكل أفضل بكثير مع هدفي ليفربول، جاء الهدفان من تمريرتين داخل منطقة الجزاء، ولم نتمكن من الضغط على لاعبي وسطهم بشكل جيد لإغلاق المساحات، وهو أمر محبط حقاً».

 

مقالات مشابهة

  • آلاف المفقودين في غزة.. مصير مجهول ومعاناة مستمرة
  • مصير مجهول للسوريين طالبي اللجوء في الولايات المتحدة الأمريكية
  • ليفربول يقترب من التتويج في «البريميرليج»
  • تضرر سيارات متوقفة بعد اطلاق مجهول النار عليها
  • الكونغو الديمقراطية: مرض مجهول يصيب أكثر من 943 شخصا ويودي بحياة 52 آخرين
  • عدن.. مصير مجهول لـ 11 سائقًا من أبناء إب وسط مخاوف من اختطافهم
  • «ابن قلاقس.. سلني عن الحب يا من ليس يعرفه».. أحدث إصدارات هيئة الكتاب
  • مرض مجهول يفتك بـ 25 شخصا في الكونغو الديمقراطية
  • عصام العباسي.. شاعر فلسطيني كتب عن الكثيرين ولم يكتب عنه أحد
  • شاهد.. فيديو نادر يعود تاريخه لسنوات طويلة لشاعر الجيش وفقيد القوات المسلحة يظهر فيه مع الكوميديان محمد موسى ويقدم أبيات فكاهية من الشعر “الحلمنتيشي”