لجريدة عمان:
2024-12-26@03:50:58 GMT

شعر: مِنْ مُفكِّرةِ شاعرٍ مقدسيٍّ مجهول

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

شعر: مِنْ مُفكِّرةِ شاعرٍ مقدسيٍّ مجهول

(1)

البندقيةُ في مواجهةِ الحجرْ

قال الغزاةُ: «اهربْ»،

فهربتُ نحوهمُ

دمي نبتتْ به الأشجارُ،

واتّسعَ الطريقُ لصرختينْ

الجرحُ يصغرُ، يصغرُ

صدقيني

كنتُ أسمعُ للبنادقِ

-خلفهم-

ترجو الخلاصْ.

(2)

قبلَ مائةِ عامٍ

جدّيَ الثالثُ شيَّدَ الدارَ

ثم رمَّمَها أبي

ثم ابني تزوَّجَ فيها

عندما قَصَفَها المُحتلُّ

سَقَطَ كلُّ شيءٍ

إلا صورةَ أُمّي

ظَلَّتْ مُمْسِكَةً بِجدارْ

عَلَّمَتْنا السّقوطَ ضَعْفٌ

عَلَّمَتْنا

ألّا نَنْهارْ

(3)

في الشارعِ

بين المسجدِ والدكانْ

كانت أختي تلعبُ،

تَفُكُّ شريطاً أحمرَ من ضفائرها

تَعْقدُ بالوناً، وتقولْ:

هذا منطادي

سأُطاردُ غَيْماتٍ

وأَتَسَلَّقُ نَجمةْ

غضبَ الجنديُّ،

في القدسِ لا شيءَ يطيرُ

سوى صاروخٍ وشظيةْ

في القدسِ

أماني الطفلِ

تُرْعِبُ مُحتلّاً

في القدس ما زالَ الطفلُ يُغنّيْ

ما زالَ الحقلُ الأخضرُ يَحكيْ

ما زِلْتُ أُرَدِّدُ:

لي في كلِّ نداءٍ

أُمُنيَةٌ وقَضيّةْ.

(4)

القصيدةُ لا تَبنيْ وَطَناً،

القصيدةُ تُشيرُ إليهِ،

تَقودُ إلى الحُرّيةْ.

(5)

قبل ثلاثةِ أيامٍ رأيتُ جارَتَنا أمَّ زياد

في السبعينَ من عُمرها،

رأيتُها

كُلَّما غَرَسَتْ زيتونةً أمامَ الدارِ

ابْتَسَمتْ لها غَيْمةْ

كُلّما عَلَّقَتْ كُوفيّةَ زوجها الشهيدِ

في صالةِ البيتِ

تَراقَصَتْ أشجارُ الحَيِّ،

كُلّما حَكَتْ عن أبنائها الثلاثةِ

في سجونِ المُحتلِّ،

عَانَقَتْها الشّمسُ، والغُيومُ، والأشجارْ

(6)

أبي كان يعلمُ أننا سنمضي في قَصْفٍ جائرْ

جَمَعَنا،

قَرَأَ لنا من تاريخِ الأرضِ،

عنِ الدماءِ التي أنبتتْ ثورةً وحجارةْ

قَرَأَ لنا قصيدتينِ:

لدرويشَ، وفدوى طوقانْ،

بكيتُ عندما قال:

يقتلني الحُلُمُ أكثرَ مما يقتلني الخوفُ.

لم يَقُلْ درويشُ ذلكَ،

وفدوى لم تُشِرْ إليهِ،

كان أبي يُدركُ أنَّ الشعرَ

ما ليس يُقالْ.

(7)

ثم جَمَعَنا بعد يومينْ

وَقَرَأ لنا سورةَ الفتحِ

كان فتحاً عظيماً

أنْ نرى القدسَ من السماءْ.

(8)

حبيبتي

قد لا تكفي القصائدُ في حُبِّ القدسِ

قد لا يَتّسعُ الوصفُ

قد أَخْتصرُ الكلامَ

إذا عَبَرَ الحَمامُ جهةَ الأقصى

ماذا سأكتبُ عن:

حاراتِ القدسِ القديمةِ،

ساحاتِ الأقصى،

غناءِ الزيتونِ في وجهِ الريحِ،

عُكّازِ عجوزٍ مقدسيٍّ،

ضحكةِ طفلٍ يلعبُ في الممشى،

فتاةٍ تُغنّي جهة القلبِ،

بقالةٍ مفتوحةٍ باسم العابرينْ،

أُمٍّ تُعِدُّ القهوةَ للغائبينْ،

صديقٍ رأى في الحَجَرِ خلودَه الطويلْ،

شارعٍ يُظلِّلُهُ الدُّخانُ،

ومقهىً ترتادُهُ الأغنياتُ القديمةُ،

ماذا سأكتبُ عنكِ؟

(9)

رَمَيْتُ حذائي هذه المَرّةَ،

أَحببتُ أنْ تَلتصقَ رجلايَ بالأرضِ،

أنْ يغسلَ دمي شارعَ قريتنا،

أنْ تتصالحَ رجلايَ مع الريحِ

أنْ أقطعَ المسافةَ حاملاً رهانيَ الأخيرْ،

وَطَأتُ الحصى،

لم أَكُنْ أحكي للطرقاتِ،

أو المارةِ،

كُنتُ أرسمُ شجرةً على الجدارِ المُتهدِّمِ،

وغيمةً على سقفِ بيتي،

أدمنتُ الغيابَ

وبعد عامٍ

أنكرتْني الجهاتُ والطّرقاتُ،

فَقَدْتُ الجدارَ والمارّينَ عليهِ،

لِمَنْ أرسُمُ الآن هذا الخرابَ؟

إنني الصدى الأخيرُ لهذا الصوتِ

أنا المَشّاءُ في مسالكِ الألمِ

بالأمس

كان لي حذاءٌ

وبيتْ!!

(10)

الآن

أنا أجهلُ اسم المقطوعةِ

التي اِفْتُتِحَ بها مهرجانُ البقاءْ

صَفَّقْتُ عندما صَفَّقَ الجمهورُ،

وقفتُ عندما وقفُوا،

اللحنُ ذَكَّرني برصاصةٍ تخشى الحَجَرْ

هذا العزفُ يُشبِهُني،

يُشبهُ ضحكةً أَطْلَقْتِها

في وجهِ جُنديٍّ

تماما مثلما قُلْتِ للجنديِ

قالتْ سيدةٌ تَجلسُ في المقعدِ خلفي:

«سنعودْ».

خالد بن علي المعمري شاعر عماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

ضبط 37 طن زيتون مخلل مجهول المصدر بحملات تفتيشية على المخازن بالعاشر من رمضان

كلف المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، المهندس عبد الكريم عوض الله، وكيل وزارة التموين بالشرقية، بالتنسيق مع مباحث التموين وجهاز حماية المستهلك ومديرية الصحة والطب البيطري والجهات الرقابية ورؤساء المراكز والمدن والأحياء بتكثيف الحملات التفتيشية والرقابية المفاجئة على الأنشطة التجارية المختلفة للتأكد من التزام أصحابها بالاشتراطات التموينية ومراجعة تراخيصها والتأكد من وصول الدعم لمستحقيه وإتخاذ الإجراءات القانونية حيال غير الملتزمين.

وتنفيذاً لتكليفات محافظ الشرقية، شُكلت حملة مكبرة برئاسة محمد سعد، مدير عام الرقابة بالشرقية، برفقة عاطف مرقص، كبير مفتشي المديرية، ومحمد قورة، وحاتم راضي، المفتشين بالمديرية، وبرفقة أبو طالب صلاح الدين ومجدي فرج، من حملة قطاع وسط الشرقية،  وكذا عاطف عراقي، رئيس قطاع جنوب الشرقية، ومصطفى بيومي، رئيس الرقابة التموينية بالعاشر من رمضان، للمرور على الأنشطة والأسواق بدائرة مدينة العاشر.

وقد أسفرت الحملة عن ضبط مخزن مخللات، وبالتفتيش داخل المخزن تم التحفظ على كمية من الزيتون المخلل بدون أي بيانات عليها ومجهولة المصدر قدرها 31 طنا ونصف زيتون بدون أي بيانات، كما تم ضبط كمية من مسلتزمات الإنتاج مجهولة المصدر وغير مصحوبه بالمستندات الدالة على مصدرها قدرها 6 أطنان، حيث تم التحفظ عليها بموجب الإقرار اللازم على صاحب المخزن، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 13911 أول العاشر لسنة 2024.

وخلال الحملات التموينية المفاجئة على الأنشطة التجارية لضبط حركة البيع والشراء بنطاق المحافظة، تم تحرير 147 محضراً مقسمة ما بين 107 محاضر ضد المخابز البلدية والسياحية المخالفة لوجود مخالفات ما بين نقص وزن وانتاج خبز غير مطابق للمواصفات و مخابز تعمل بدون ترخيص، و40 محضراً في مجال الأسواق والسلع الغذائية وغير غذائية لعدم الإعلان عن الأسعار والبيع بأزيد من السعر الرسمى وإدارة النشاط بدون ترخيص.

مقالات مشابهة

  • مخيمات عائلات داعش في سوريا.. مصير مجهول تحت حكم الجولاني
  • الشاعر البقمي يحصد المركز الأول ويتوَّج بلقب شاعر الراية في موسمه الثالث
  • ضبط لحوم فاسدة وأرز مجهول المصدر في حملات مكثفة ببورسعيد
  • ضبط 37 طن زيتون مخلل مجهول المصدر بحملات تفتيشية على المخازن بالعاشر من رمضان
  • ضبط 37 طن زيتون مخلل مجهول المصدر في حملة بالشرقية
  • الأحدب: لتتوقف التركيبات الأمنية التي تهدف لتشويه صورة طرابلس
  • الزركلي شاعر سوريا الأكبر الذي مات غريبا عن وطنه
  • رغم الصعوبات.. زراعة نخاع لطفلة بمستشفى مقدسي
  • انتشال جثه لشخص مجهول الهويه بترعه بمركز سوهاج
  • إعلامي سعودي يرد على ضحكة يونس محمود ويتوعده بالرد (فيديو)