ما أهداف السلطة المصرية من دعوة مواطنيها للتظاهر لأجل غزة؟
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
القاهرةـ ربما تكون هي المرة الأولى التي تدعو فيها السلطات المصرية الشعب للتظاهر من أجل القضية الفلسطينية، مما أثار دهشة معلقين بحثا عن الأسباب.
وتباينت الأسباب بين من اعتبرها تعبيرا عن الموقف المصري الطبيعي تجاه عدوان الاحتلال الإسرائيلي، ومن رأى فيها محاولة لصد الضغوط الغربية على القاهرة، في حين قال آخرون إنها تحقق للنظام أيضا شعبية تستند على تجذر القضية الفلسطينية في نفوس المصريين، كما أنها تعوض الدور الغائب للمعارضة الإسلامية والقومية.
والجمعة الماضية، نظم حزب مستقبل وطن وبرلمانيون مؤيدون للسلطة تظاهرات في ميادين كبرى بالقاهرة والمحافظات، وجرى نقل المشاركين فيها بحافلات إلى أماكن التظاهر، مزودين بلافتات سابقة التجهيز ملونة ومكتوبة باللغتين الإنجليزية والعربية تحمل معاني الدعم لفلسطين ومصر معا، مع صور للرئيس عبد الفتاح السيسي.
وبدأت الدعوة للتظاهرات عندما أكد الرئيس المصري أن ملايين المصريين مستعدون للمظاهرات، رفضا لفكرة تهجير الفلسطينيين من غزة، وذلك خلال لقاء مع المستشار الألماني أولاف شولتز في القاهرة الأسبوع الماضي.
السيسي يقول خلال مؤتمر صحفي مع المستشار الألماني إن ملايين المصريين مستعدون للتظاهر ضد فكرة تهجير الفلسطينيين إلى سيناء إذا طلب منهم ذلك pic.twitter.com/B5kBorYqnN
— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) October 18, 2023
غياب المعارضةفي هذا السياق، قال المذيع المقرب من السلطة أحمد موسى إن التظاهرات الأخيرة تكرر مشاهد 30 يونيو/حزيران 2013، عابرة 10 سنوات، لتجدد التأكيد أن شعب مصر يحب بلده ورئيسه ويقف وراء جيشه، وشرطته وقضائه، موضحا أن المصريين نزلوا لدعم الفلسطينيين وتمسكهم بأراضيهم، إلى جانب تأكيد الحفاظ على سيناء، وفق تعبيره.
وأكد موسى -في برنامجه المذاع على إحدى الفضائيات المصرية- أن "هذا الشعب واع ويستشعر الخطر وينسى حينها كل شيء ليتلاحم وراء القيادة، وأن ملايين المصريين أثبتوا أن الشعب عظيم وراء بلده وقواته المسلحة وقائدها الأعلى، وأوصلوا رسائل بأن فلسطين ومصر يد واحدة".
مظاهرات حاشدة في كل ميادين مصر تلبية لنداء الرئيس المصري برفض تهجير الفلسطينيين ووقف العدوان على أهل غزة #القاهرة_الإخبارية #من_غزة_هنا_القاهرة #تضامنا_مع_فلسطين#فلسطين #غزة pic.twitter.com/Zek0cGs85E
— AlQahera News (@Alqaheranewstv) October 20, 2023
في المقابل، أكد القيادي بالحركة المدنية مجدي حمدان أن ما جرى عقب تلك التظاهرات من ملاحقات للمشاركين فيها، الذين انطلقوا من الأزهر وصولا لميدان التحرير، أرسل للمصريين رسائل بأن الدعوة لم تكن جادة، بل كانت لها أغراض أخرى تخدم السلطة.
وفوق ذلك، لم تحقق التظاهرات تلك الأغراض المرجوة للسلطة -برأيه- والمتمثلة في إرسال رسائل للغرب الضاغط عليها بأن الشعب يرفض ما تريده إسرائيل من تهجير الفلسطينيين إلى مصر، "لأن لدى تلك الدول أجهزة ومراكز بحثية، توضح لهم طبيعة الحشود، وإذا ما كانت مفتعلة أم حقيقية، والنتيجة تمثلت في فشل قمة القاهرة للسلام، واستمرار الانتهاكات الإسرائيلية والمواقف الدولية الضاغطة".
وفي حديثه للجزيرة نت، اعتبر حمدان أن السلطة اضطرت لتحريك الجماهير -المرعوبة من التحرك- بدعوتها للنزول للشارع من أجل غرض تقوية موقفها إزاء الضغوط الغربية، إذ تم تغييب متعمد وقسري من قبل السلطة للتنظيمات التي كانت تقوم بهذا الدور بشكل فعال وحيوي وحقيقي، وجرت شيطنة مكونات تحالف 30 يونيو/حزيران 2013، كما جرى من قبل شيطنة جماعة الإخوان المسلمين، مما أدى لشل مختلف القوى السياسية، وخوف الجماهير من تبعات النزول التلقائي للتظاهر.
واعتبر المتحدث ذاته أن كثيرا من المصريين تحلوا بالشجاعة والفطنة، فنزلوا للشوارع يتظاهرون بعيدا عن المناطق المحددة، من دون أن يعطوا فرصة للسلطة لاستثمار حشودهم لصالح تحسين صورتها داخليا.
بعيدا عن المظاهرات المؤيدة للسلطة، تظاهر مصريون في ميدان التحرير لدعم غزة ورفض فكرة تفويض الرئيس (مواقع التواصل) توجهات الشعبورأى الكاتب والناشط في مقاومة التطبيع سيد أمين أن دعوة السلطة المصريين للتظاهر استهدفت امتصاص الغضب المتصاعد، وتفريغه في حراك محكوم وموجه، بدلا من انفجاره مع تراكم الغضب المكبوت في الصدور.
وفي حديثه للجزيرة نت، أضاف أمين أن السلطة سعت بتلك الدعوة لتأكيد التماهي مع توجهات وتطلعات الشعب المصري في نصرة أشقائه الفلسطينيين، وتصويب الصورة عنها بأنها تخلت عن القضية الفلسطينية، خاصة مع قرب الانتخابات الرئاسية.
وتابع أن "عدم نزول مظاهرات قوية في مصر مقارنة بعدد سكانها، مع كونها البلد الوحيد المجاور لقطاع غزة والذي له تاريخه في تبني القضية الفلسطينية، سوف يعطي إشارات غير حميدة للداخل، ولمحبي مصر في الخارج، فكان لا بد من وجود تظاهرات معقولة ومحكومة"، حسب تعبيره.
"نفديك يا #فلسطين".. تظاهرات من قلب ميدان #التحرير وسط #القاهرة تضامنًا مع أهالي #غزة ضد العدوان الإسرائيلي pic.twitter.com/An84CfvaID
— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) October 20, 2023
ولفت المتحدث باسم الجبهة السلفية خالد سعيد إلى أنه "جرى تحجيم القوى الإسلامية بشقيها الحركي الاجتماعي ممثلة في التنظيمات الإسلامية، التي كانت تحافظ على قضية فلسطين حية في الأمة، بالتوازي مع محاولات لجم الشق الرسمي المدرسي المتمثل في الأزهر الشريف".
وفي حديثه للجزيرة نت، تعجب سعيد من أن "الجيل اعتنق القضية الفلسطينية فورا بمجرد تصدرها الساحة في حدث كبير يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الحالي (عملية طوفان الأقصى)"، الذي اعتبره المتحدث امتدادا للسادس من أكتوبر/تشرين الثاني المجيد عام 1973.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة تهجیر الفلسطینیین
إقرأ أيضاً:
الشعب الجمهوري: سلاح الأكاذيب والشائعات لن يحرك ساكنًا لدى المصريين
قال المهندس أيمن عفرة، القيادي بحزب الشعب الجمهوري، والأمين العام المساعد للحزب بمحافظة الغربية، إنه على وقع المُتغيرات الطارئة التي تحدث في المنطقة، والتحديات الصارخة التي تموج بالإقليم فإن الواجب الوطني يفرض على الجميع الالتفاف خلف القيادة السياسية والدولة المصرية ومؤسساتها، لنكون على قلب رجل واحد حتى نتمكن من الخروج من دائرة التحديات التي تفرض نفسها بسبب تلك المُتغيرات، لافتًا إلى أننا لاحظنا في الفترة الأخيرة هجمات مارقة تستهدف زعزعة أمن واستقرار الوطن عبر سلاح الأكاذيب والشائعات.
وبحسب القيادي في حزب الشعب الجمهوري، فإن مصر واجهت في غضون السنوات الأخيرة، حروبًا ضروس من قبل الكتائب الإليكترونية لجماعة الإخوان، وزادت حدتها، مؤخرًا، بعد النجاحات الكبيرة التي حققتها القيادة السياسية على الصعيدين الداخلي والخارجي، بهدف وقف عجلة التنمية واستهداف أركان ومقدرات الدولة ضمن حملات ممنهجة تقوم بها على الدوام، لبث الإحباط في نفوس المصريين، في محاولة بائسة وفاشلة للتشكيك في كل المُنجزات التي تتحقق واقعًا.
ولفت المهندس أيمن عفرة، إلى أن رهان القيادة السياسية على وعي المصريين كان بمثابة حائط صد تجاه تلك الحملات التي تستهدف النيل من مقدرات هذا الوطن الغالي العزيز، مشيرًا إلى أنه على الرغم من المحاولات البائسة للجماعة واستغلال المنصات الإلكترونية ووسائل الإعلام المأجورة لنشر ادعاءاتها الزائفة لتشويه الحقائق وزرع الفتنة بين أفراد المجتمع، إلا أنها تواجه بحائط صلد من المصريين الذين يدركون جيدًا حقيقة تلك المحاولات ويعلمون حجم التحديات ودوافع المواجهات.
وطالب القيادي بحزب الشعب الجمهوري، جميع القوى السياسية المصرية بضرورة تنظيم حملات توعوية في كل بقعة من بقاع مصر لتعريف المصريين بالحقائق وتوضيح الصورة كاملة، وكذلك بضرورة الوحدة تنحية أية خلافات جانبًا، فلا صوت يعلو فقط صوت الحفاظ على الوطن، وضرورة السعي الحثيث لتقوية البنية الداخلية سبيلًا لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية، مؤكدًا أن عودة الريادة المصرية في محيطها الإقليمي والعالمي وكذلك منح المؤسسات المالية والاقتصادية العالمية تصنيفات مطمئنة للغاية عن مستقبل الاقتصاد المصري، أثار حالة من الهلع داخل صفوف أعداء هذا الوطن.
ودعا عفرة، كافة قوى الشعب إلى التماسك والاصطفاف خلف القيادة السياسية والقوات المسلحة المصرية في الوقت الذي تمثل فيه مصر هي حائط الصد الوحيد والمنيع أمام المخططات التى تستهدف تقسيم المنطقة، مؤكدًا أن تماسك الجبهة الداخلية يمثل خط الدفاع الأول عن الأمن القومي المصري، لذا نطالب جميع المصريين بعدم الالتفات إلى شائعات المغرضين التي تستهدف النيل من عزيمة مصر والمصريين، ودعم الرئيس عبدالفتاح السيسي في كل قراراته وفي اتخاذ ما يراه حفاظًا على أمن الوطن ووحدته وحماية شعبه الأصيل.