الكتابة في زمن الحرب، مثل رواية غارسيا ماركيز "الحب في زمن الكوليرا".. الصحافي الذي فيك لا يستطيع اللحاق بالأحداث المتسابقة، والمواطن الذي فيك ترعبه التحذيرات، ومنها بيان السفارة البريطانية في بيروت: "ممنوع السفر إلى لبنان إطلاقاً" من بين جميع السفارات، والتحذيرات.
مهما كبرت الجبهة في لبنان سوف تظل محدودة أمام جبهة يوم القيامة
وضع الغرب حرب غزة على خط واحد مع حرب أوكرانيا
تضيف السفارة البريطانية طبقة أخرى من الذعر: إطلاقاً! ثم تشدد: قد لا يعود السفر في الرحلات التجارية ممكناً.
لن يكون الأمر غريباً.. الفانتوم الإسرائيلية تعرف الطريق إلى المطار جيداً منذ 1968 عندما قصفت كل طائرة موجودة فيه.. هذه المرة قيل إن "طيران الشرق الأوسط" نقلت طائراتها إلى قبرص، ومطار دمشق معطل.. وكذلك مطار حلب.. قبرص ومطارها على الحياد.. وهي باب اللجوء المفضل عند اللبنانيين، سواء كانت الحرب حربهم أم "حروب الآخرين" كما أطلق عليها غسان تويني، الذي ظل مصراً حتى اللحظة الأخيرة من حياته على أن اللبنانيين لا يتقاتلون.. ربما صحيح.. لكنهم لا يتصالحون أيضاً.
مهما كبرت الجبهة في لبنان، سوف تظل محدودة أمام جبهة "يوم القيامة" التي توسعها وتعمقها إسرائيل في غزة.. بعد دك سطح الأرض، سوف تشرع في بقر باطن الأرض، كما يقول الصحافي الأمريكي الشهير سايمون هيرش، وسوف يغير نتانياهو "الشرق الأوسط الجديد" بقلب أرض غزة قلباً، من أجل تهجيرها.. قراءة هيرش، كالعادة، تنشر الرعب في النفوس، لكثرة ما كشف من أسرار وفظائع في السياسة الأمريكية، منذ حرب فيتنام إلى سجن أبو غريب، فهو لم يكشف مرة "ما لا يصدق" إلا وصحّ.
غير أن الأكثر رعباً في هذه الحرب ليس المخفي، بل الأكثر علانية.. الغرب برمته عند نتانياهو، ليس لردعه بل لتشجيعه.. ولا يستخدم أي زعيم غربي عبارة وقف الحرب، بل وقف التصعيد.. والحدث الأول من نوعه في التاريخ لم يكن سفر الرئيس الأمريكي إلى تل أبيب وعودته في يوم واحد، بل طلبه من الكونغرس أن يقدم لإسرائيل مساعدات بـ14 مليار دولار.
وضع الغرب حرب غزة على خط واحد مع حرب أوكرانيا، لا يريد أن يترك شكاً بأنها المعركة الفاصلة بين الشرق والغرب.. لذلك، وضع بايدن مساعدات أوكرانيا وإسرائيل في قرار واحد.. ومن الجهة المقابلة رأينا فلاديمير بوتين في بكين عند الشريك الشرقي الأكبر.. العالم ليس في ذروة "لعبة الأمم" بل على مسرحها المفتوح.. وغزة التي دخل منها الجنرال اللنبي إلى القدس تعود رمزاً للصراع على زمام المنطقة.. لكنه رمز أكثر دموية وافتراساً بأضعاف كثيرة.
الصراع الآن في دائرة اللاعودة.. حتى باراك أوباما الذي أقام سياسته الخارجية على التقارب مع إيران، أعلن أنه "يجب ألا نقف مكتوفي الأيدي فيما تقوم حليفتنا إسرائيل بتفكيك (حماس)". ووسط كل ذلك هناك غياب تام لأصوات الوساطة ودعوات التهدئة.. إلا من بعض بيانات السنيور غوتيريش.. كلما استيقظ من "السيستا".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل لبنان
إقرأ أيضاً:
"تفاؤل أميركي" قبيل محادثات جدة بشأن إنهاء حرب أوكرانيا
أعرب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، يوم الإثنين، عن تفاؤله قبيل المحادثات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا بشأن إنهاء الحرب الأوكرانية.
وقال روبيو إنه يشعر بـ"التفاؤل" قبل المحادثات المقررة، يوم الثلاثاء، في مدينة جدة السعودية.
وأضاف في حديثه لصحفيين مرافقين له خلال رحلته إلى جدة: "أشعر بالتفاؤل حيال ذلك، أعني أننا لم نكن لنأتي إن لم نكن كذلك."
وأوضح أن العامل الحاسم في الاجتماع سيكون مدى استعداد الأوكرانيين لـ"اتخاذ قرارات صعبة"، تماما، كما سيكون على الروس فعل ذلك لإنهاء الحرب.
كما ألمح روبيو إلى إمكانية استئناف المساعدات الأميركية لأوكرانيا إذا سارت المحادثات بشكل جيد، مشيرا إلى أنهم استأنفوا بالفعل تزويد كييف بالمعلومات الاستخباراتية لأغراض دفاعية.
ولم يستبعد الدبلوماسي الأميركي لقاء غير رسمي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يزور أيضا السعودية، لكنه أكد أنه لن يشارك في محادثات روبيو.
وعندما سُئل عما إذا كان لقاء غير رسمي مع زيلينسكي مطروحا، قال روبيو: "ربما"، موضحا أن ذلك ليس ضمن الخطة، لكنه "ممكن."
وأكد روبيو أن كلا من موسكو وكييف "بحاجة إلى إدراك أنه لا يوجد حل عسكري لهذا الوضع."
وأضاف أن الروس لن يتمكنوا من احتلال أوكرانيا بالكامل، وفي المقابل سيكون من الصعب جدا على أوكرانيا إجبار روسيا على التراجع إلى حدود عام 2014.
واختتم قائلا: "الحل الوحيد لهذه الحرب هو الدبلوماسية وإحضار الطرفين إلى طاولة المفاوضات."
وأشار إلى أن "الفرنسيين والبريطانيين قدموا دعما كبيرا خلال الأسبوع الماضي وكانوا مفيدين جدا، لذا نأمل أن نحظى باجتماعات مثمرة غدا."