صراع إسرائيل وحماس.. "محدودية" الدور الألماني!
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
شاركت وزيرة الخارجية الألمانية في قمة القاهرة للسلام
في مدة زمنية لم تتجاوز ثلاث أيام أجرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك محادثات مكثفة في الأردن وإسرائيل ولبنان ومصر. وبعدها شاركت الثلاثاء (24 أكتوبر/ تشرين الأول) في جلسة لمجلس الأمن الدولي بنيويورك مخصصة لبحث الصراع في الشرق الأوسط.
وتمحورت مباحثات بيربوك مع نظرائها والمسؤولين الذين التقت بهم، في كل المحطات التي تواجدت فيها، حول الحيلولة دون اتساع نطاق الصراع والمساعدة في تخفيف الكارثة الإنسانية في قطاع غزة.
وفي نيويورك قالت رئيسة الدبلوماسية الألمانية إن هناك حاجة في الحرب بين إسرائيل وحماس إلى فتح "نوافذ إنسانية" مشيرة إلى أنه
اتضح في الأيام الماضية "الأهمية الشديدة لإتاحة فترات راحة إنسانية لتوفير رعاية إنسانية".
ورأت السياسية المنتمية إلى حزب الخضر أن شحنات المساعدات التي تم تقديمها إلى غزة حتى الآن على متن بضع عشرات من الشاحنات، لم تكن كافية، وقالت إنه يجب بالدرجة الأولى ضمان الإمداد بمياه الشرب لسكان القطاع الذين يتجاوز عددهم 2 مليون نسمة.
"قمة القاهرة للسلام"
وكانت بيربوك وخلال مشاركتها في "قمة القاهرة للسلام" تحدثت عن ما يعانيه الكثيرون من الشرق الأوسط، مضيفة "في جميع أنحاء المنطقة، نرى حزنا وخوفا إنسانيا رهيبا".
وأشارت الوزيرة بأصابع الاتهامات إلى ما اعتبرته الحكومة الألمانية مصدرا لهذه المعاناة الكبيرة، قائلة: "حماس المسؤولة عن جلب الرعب المروع إلى إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول حيث ارتكبت جرائم فظيعة".
وقالت بيربوك إن الأولوية على المدى القصير سوف تتمثل في تخفيف المعاناة الإنسانية في قطاع غزة، مشيرة إلى أن بلادها قامت بزيادة مساعداتها الإنسانية للقطاع بنحو 50 مليون يورو (53.1 مليون دولار).
بيربوك وسعت دائرة اتصالاتها لتشمل فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا)، إذ تحدثت معه عن أحدث مستجدات الوضع الإنساني المتدهور في غزة.
وكانت الوكالة قد ذكرت أن أكثر من 400 ألف نازح داخليا يعيشون حاليا في ملاجئها، فيما أفادت وزارة الصحة في قطاع غزة بمقتل أكثر من 5000 شخص خلال 16 يوما من الغارات على القطاع غزة.
وفي بيان، حذر لازاريني من أن الوقود المخصص لمنشآت الأونروا سينفد خلال أيام مما يعني أن الغزاويين الذين لجؤوا إلى ملاجئ الوكالة لن يجدوا الماء.
في قمة القاهرة قالت بيربوك: "في جميع أنحاء المنطقة، نرى حزنا وخوفا إنسانيا رهيبا".
دور ألمانيا؟
بدوره، قال بيتر لينتل، الباحث في معهد دراسات الشؤون الأمنية والدولية في برلين، إن ألمانيا يمكنها أن تلعب دورا في الوساطة، لكنه أشار إلى هذا الدور سيكون "محدودا".
وأضاف أن ألمانيا يمكنها لعب "دورا يدعم مفاوضات إطلاق سراح الرهائن"، مشيرا إلى أنّ برلين لا يمكنها على الأرجح تقديم الكثير من الدعم بسبب "عدم وجود اتصال بين ألمانيا وحماس".
لكنه قال إن ألمانيا ربما ستكون قادرة على المساعدة في تنظيم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، مضيفا "سوف تقبل إسرائيل ذلك لأن الحكومة الأمريكية تطالب بتقديم المساعدات".
وسلط الباحث الضوء على إشكالية تتمثل في شكوك تساور بعض الحكومات العربية بشأن ما تؤكد عليه برلين من أن دبلوماسيتها "موجهة بالقيم"، مضيفا إن هذا الأمر بات جليا في الحوادث التي أحاطت بتنظيم مونديال كأس العالم في قطر أواخر العام الماضي.
وقال لينتل إن الكثيرين في العديد من الدول العربية "يراقبون هذه السياسات بتحفظ. يُضاف إلى ذلك تأكيد العواصم الغربية، بما فيها برلين، على أن إدانة حماس والاعتراف بحق إسرائيل في الدفاع عن النفس كشرطا قبل إجراء أي مفاوضات."
وقد لمست الوزيرة الألمانية هذا التحفظ خلال زيارتها الأردن حيث ذكرت تقارير أن تصريحاتها بأن إسرائيل وقعت ضحية "لهجمات إرهابية مصدرها غزة" وتأكيدها على حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، قوبلت بحذر في عمان.
وقال لينتل إن الشكوك حول دوافع ألمانيا ملموسة على نطاق واسع في المنطقة، لكن في الوقت نفسه، "ثمة استعداد عملي للتعاون طالما كان ذلك ممكنا".
التضامن مع الفلسطينيين
يشار إلى أن جولة بيربوك في المنطقة تزامنت مع العديد من مسيرات التضامن في عدد من دول العالم إذ خرج الآلاف عقب صلاة الجمعة إلى شوارع القاهرة وعمان وبيروت وبغداد للتأكيد على دعم سكان غزة والتضامن مع الفلسطينيين.
ومنذ هجوم السابع من أكتوبر / تشرين الأول، شهدت الضفة الغربية المحتلة ارتفاعا في حدة العنف حيث قُتل أكثر من 90 فلسطينيا معظمهم على يد القوات الإسرائيلية والمستوطنين، حسبما ذكرت لوزارة الصحة الفلسطينية ومنظمات حقوقية.
وفي مقابلة مع DW، قال سيمون فولفغانغ فوكس، الأستاذ المشارك في قسم الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية بالجامعة العبرية في القدس، إن قرارات العديد من الحكومات العربية تأثرت بالانطباع القائل بأن الدول الغربية تقف إلى جانب إسرائيل دون قيد أو شرط.
وأضاف أن السياسيين الذين يعملون بشكل وثيق مع الدول الغربية "يتعرضون في الوقت الراهن إلى ضغوط كبيرة".
من جانبه، قال لينتل إن هدف إسرائيل يتمثل في إنهاء حكم حركة حماس، التي أدرجها الاتحاد الأوروبي وألمانيا والولايات المتحدة وحكومات أخرى على قائمة الإرهاب، مشيرا إلى أن "أي وساطة ستتعارض مع هذا الهدف".
كرستين كنيب / م. ع
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: أنالينا بيربوك المانيا الصراع في الشرق الأوسط دول الاتحاد الأوروبي وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أنالينا بيربوك المانيا الصراع في الشرق الأوسط دول الاتحاد الأوروبي وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك قمة القاهرة إلى أن
إقرأ أيضاً:
إعلام إسرائيلي: الحكومة تراوح مكانها منذ شهرين وحماس لن تتراجع
تناولت وسائل إعلام إسرائيلية حالة الجمود التي تعيشها الحكومة في تعاطيها مع ملف الحرب على قطاع غزة، مشيرة إلى أن التصعيد العسكري لم ينجح في تحقيق أهدافه، في وقت تواصل فيه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تمسكها بمواقفها رغم الخسائر والمعاناة الميدانية.
وقالت مراسلة الشؤون السياسية في قناة "13" موريا أسرف وولبيرغ، إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو كرر خلال مراسم إحياء ذكرى المحرقة شعار "زيادة الضغط العسكري"، وسط تساؤلات في الأوساط الأمنية عن جدوى التصعيد في ظل وجود مخطوفين بيد حماس.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إعلام إسرائيلي: سموتريتش أوصل رسالة تهديد شديدة وواضحة جدا لنتنياهوlist 2 of 2لوموند: إلى متى ستظل أوروبا قادرة على تجاهل ما يجري بتونس؟end of listوأوضحت أن أجهزة الأمن والمجلس الوزاري المصغر يسعون إلى هزيمة حماس، غير أن استمرار المفاوضات مع الحركة يثير علامات استفهام حول توقيت توسيع العمليات الميدانية ومدى تأثيرها على مصير الأسرى.
وأضافت أن إسرائيل أبدت في الكواليس قبولها بمقترح مصري ينص على إطلاق 5 مخطوفين أحياء كحل وسط، غير أن حماس رفضت هذا العرض وأصرت على شروطها، مما شكك بفعالية خيار التصعيد العسكري.
من جهته، قال المتحدث السابق باسم الجيش الإسرائيلي رونين مانيلس إن الواقع الميداني يعكس حالة "مراوحة مكان" منذ شهرين، رغم الخطاب السياسي الذي يتحدث عن انتصار وشيك على حماس.
إعلان مقاربتان متناقضتانوأشار مانيلس إلى وجود مقاربتين متناقضتين داخل إسرائيل، الأولى تدعو إلى استعادة المخطوفين ووقف إطلاق النار، والثانية تتبنى نهجا متشددا بتجاهل مصير المخطوفين والعمل على سحق حماس بالكامل.
وأكد أن الحكومة الإسرائيلية لم تحسم أمرها تجاه أي من الخيارين، مما جعل الوضع العسكري والسياسي في حالة جمود مستمر دون تحقيق إنجازات ملموسة على الأرض.
وأضاف مانيلس أن المشهد السياسي لم يعد يحتمل اتهام اليسار أو المعارضة بالتقصير، مشيرا إلى أن الثمن الباهظ يدفعه الجنود والمدنيون على حدود غزة نتيجة القرارات الميدانية غير المدروسة.
وفي السياق ذاته، قالت الصحفية بـ"يسرائيل هيوم"، سريت أفيتان كوهين، إن إسرائيل تقف أمام معادلة واضحة: إما استعادة المخطوفين، وإما القضاء على حماس، أو البقاء في حالة شلل كما هو حاصل حاليا.
وفي الجانب الميداني، أفادت مراسلة الشؤون العسكرية بصحيفة "يسرائيل هيوم" إيلاخ شوفال أن قوة إسرائيلية تعرضت لهجوم مضاد في إحدى محاور التوغل شمال القطاع، مما أسفر عن مقتل ضابط احتياط وإصابة 3 جنود آخرين.
وأوضحت شوفال أن الهجوم بدأ بإطلاق صاروخ مضاد للدروع لم يصب هدفه، قبل أن يتعرض الجنود لإطلاق نار من قناصة أدى إلى وقوع الخسائر البشرية بينهم، وسط استمرار العمليات في تلك المنطقة.
خطورة ميدانيةبدوره، أشار مراسل الشؤون العسكرية في قناة "14" هيلل بيتون روزين إلى أن الهجوم الجديد وقع على مقربة من حادثة أخرى أسفرت قبل أيام عن مقتل جندي إسرائيلي خلال اشتباكات في شمال غزة.
وقال روزين إن العمليات الأخيرة تؤكد خطورة الموقف الميداني، معتبرا أن الجيش مطالب بتدمير مواقع إطلاق النار الفلسطينية "قبل بزوغ الفجر" لوقف الخسائر المتكررة.
من جانبه، لفت مراسل قناة "12" نير دفوري إلى أن توغل الجيش الإسرائيلي في عمق غزة يزيد من حدة الاشتباكات مع مقاومي حماس الذين يخوضون حرب عصابات تستنزف القوات الإسرائيلية يوميا.
إعلانوأوضح دفوري أن المواجهات لم تعد تقتصر على الكتل العسكرية المنظمة لحماس، بل باتت تتخذ طابع المعارك الصغيرة والكمائن، مما يزيد من صعوبة التقدم الإسرائيلي داخل القطاع.
وفي الإطار نفسه، أفاد مراسل قناة "12" نيتسان شاييرا أن الأحداث الأخيرة وقعت في منطقة تعتبر آمنة نسبيا تخضع للسيطرة الإسرائيلية منذ عدة أشهر، مما يطرح تساؤلات جدية حول الجاهزية العسكرية.
وأشار شاييرا إلى أن الجيش يخطط للبقاء في المنطقة العازلة لفترة طويلة، مما يحتم عليه إعادة تقييم إستراتيجيته الميدانية وكيفية التعامل مع المخاطر المتزايدة فيها.