موقع 24:
2025-01-09@00:43:12 GMT

التضليل الإعلامي وثقافة الحرب

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

التضليل الإعلامي وثقافة الحرب

تؤكد مختلف الأحداث التي تشهدها مناطق شتى من العالم، وبالتحديد منطقتنا العربية، أن دور قطاع الإعلام ومنظمات المجتمع المدني في تعاظم مستمر.

مقاربة الحرب طغت على مقاربة التنمية والسلام لدى بعض الأطراف في الغرب

وما انفك المتابع للشأن الدولي والإقليمي يعاين بوضوح أمرين اثنين، أولهما الاصطفاف شبه الآلي ومن دون قيد أو شرط لإعلام دول الغرب الليبرالي "الديمقراطي"، ونشاط أغلب جمعيات مجتمعه المدني، وراء مواقف وسياسات حكوماته في جل المسائل والقضايا، خصوصاً إذا تعلق الأمر بالعناصر الأساسية في السياسة الخارجية لهذه الدول، وثانيهما الدفع المتواصل لبعض الأطراف المؤثرة على الصعيد الدولي نحو الصدام الحضاري في محاولة لفرضه كأمر واقع وأداة لتحقيق المصالح وحسم النزاعات، وهو توجه تصاعدت حدته ووتيرته مع ظهور توجه دولي آخر حكيم وسلمي يُغلّب الشراكة والتعاون والمقاربة التنموية لرفع التحديات وحسم النزاعات.

وللأسف فإن مقاربة الحرب طغت على مقاربة التنمية والسلام لدى بعض الأطراف في الغرب الليبرالي، خصوصاً لدى الولايات المتحدة الأمريكية التي انتهجت السياسة ذاتها كلما برز للعيان نزاع إقليمي أو دولي.

وسواء تعلق الأمر بالوضع في أوكرانيا أو في فلسطين، عمد الغرب الليبرالي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية إلى تشجيع منطق الحرب وحشد الإمكانات الضرورية لذلك، متعللاً بواجب وحق "الديمقراطيين" في مواجهة "الاستبداد"، متغاضياً بذلك عن محاولات إيجاد الحلول المناسبة لمثل هذه النزاعات، وبما لا يتعارض مع حقوق ومصالح الدول والشعوب التي يضمنها القانون والشرائع الدوليين.

ولا يرى "الديمقراطيون" أي حرج في وقوف الإعلام ومنظمات المجتمع المدني إلى جانب دولهم وحكوماتهم في معاضدة مجهودات الحرب، وتنزيل ذلك في إطار نشر "الفكر الديمقراطي" والتصدّي لما يعتبرونها أنظمة لا ديمقراطية أو أصحاب فكر فاشي معادٍ للديمقراطية الغربية.

ولا يتردد هذا الإعلام الغربي وهذه المنظمات في توخي أساليب التضليل والتشويه وبث الأكاذيب ضد كل من خالفهم الرأي والسياسة وتعارضت معه مصالحهم.

وقد كان ما يجري في فلسطين مناسبة للوقوف على هذه السياسات التي بلغت مرحلة خطيرة جداً على حرية الرأي والتعبير والصحافة، وهي ممارسات كانت الأساس في السياسات الاتصالية والإعلامية لدول الغرب الليبرالي منذ أحقاب، من أجل الضغط على حكوماتنا لنيل مصالح وامتيازات، أو لإحداث أشكال مختلفة من عدم الاستقرار في دولنا ومجتمعاتنا متى استحال عليهم تحقيق المصالح ونيل الامتيازات بمجرد ممارسة الضغط.

وفي اجتماع طارئ لاتحاد الصحافيين العرب عُقد الأحد الماضي في القاهرة وقف الاتحاد على حقيقة هذه الظاهرة في شموليتها بدءاً بما يحدث في فلسطين، ووصولاً إلى السعي المحموم للإعلام الغربي عموماً من أجل تقويض استقرار دولنا ومجتمعاتنا متى تضاربت مع مصالح دولهم، أو سلك بعضها نهج التمسك بقراره السياسي السيادي، وقرر لذلك اتحاد الصحافيين العرب إحداث منصة دائمة لمواجهة موجة هذا التضليل الإعلامي بكشف الحقائق والتذكير بمبادئ وأخلاقيات المهنة الصحافية، وذلك بالتنسيق مع هياكل المهنة في دولنا، وبدعوة الاتحاد الدولي للصحافيين للاضطلاع بدوره في هذا الجهد المشترك من أجل فرض مبادئ وأخلاقيات المهنة الصحافية في دول الغرب الليبرالي، وفي مختلف دول العالم.

ويبقى الأساس في عملية التصدي للتضليل الإعلامي المبني على الحقائق الكاذبة وعمل المنظمات الحقوقية الغربية، الذي يخدم فقط أجندات بلدانها بعيداً عن خطاب المبادئ والقيم الذي يغلفون به هذه الممارسات المشبوهة، يبقى الأساس اضطلاع إعلامنا ومنظمات المجتمع المدني في دولنا بدورها في إطار يحترم مبادئ وأخلاقيات العمل الصحافي والمجتمعي في مناخ عام من الديمقراطية لا يتعارض مع قواعد الحس السليم، ومع خصوصيات مجتمعاتنا ودولنا.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل أمريكا

إقرأ أيضاً:

لماذا استقال ترودو من الحزب الليبرالي الكندي؟

#سواليف

أعلن رئيس الحكومة الكندية #جاستن_ترودو استقالته أمس الاثنين من منصبه الذي يتولاه منذ 10 أعوام، موضحا أنه سيواصل تسيير الأعمال إلى أن يختار الحزب الليبرالي خليفة له، وذلك بتداعيات خسارة “رئيس الوزراء المحبوب” شعبيته.

وأتى قراره استجابة لضغوط شديدة. ففي ديسمبر/كانون الأول الماضي، تفاقمت #الأزمة_السياسية التي يمر بها ترودو، مع مطالبة أحزاب كندية معارضة رئيس الوزراء بالتنحي عن السلطة وإجراء #انتخابات مبكرة، وسحب أكثر من 50 من أصل 75 نائبا ليبراليا دعمهم له، فضلا عن استقالة نائبته كريستيا فريلاند احتجاجا على سياساته.

لكن الأزمة ليست مفاجئة، بل تراكمت على مدار السنوات الماضية، وأشعلها فوز الرئيس الأميركي المنتخب دونالد #ترامب بالانتخابات، الذي يعتبر ترودو “حاكم الولاية الأميركية الـ51”.

مقالات ذات صلة مشاهد لإجلاء جنديين إسرائيليين جريحين من غزة 2024/12/23


1- لماذا تراجعت شعبية ترودو؟

أظهرت استطلاعات الرأي الكندية الأسابيع الماضية تراجعا كبيرا في دعم الحزب الليبرالي بقيادة ترودو -الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات- مع تقدم حزب المحافظين بقيادة بيير بويليفر؛ ومع تراجع شعبية الحزب، انخفضت شعبية ترودو.

كما ساهمت فضيحة “وي تشاريتي” عام 2020 بإثارة الجدل حول شفافيته ونزاهته، إذ منح عقدا حكوميا للمؤسسة التي ترتبط بعلاقة مع عائلته.

وفقد كثير من الكنديين ثقتهم بترودو مع تزايد الوعود الانتخابية غير المحققة. إذ وعد رئيس الوزراء في بداية ولايته عام 2019 بتحسين الرعاية الصحية والتعليم، لكن ذلك لم يتحقق بالشكل المتوقع.

كذلك تعرضت حكومته لانتقادات متزايدة بشأن زيادة الإنفاق العام، مما أدى إلى تفاقم الديون، فضلا عن عدم توفير حلول لأزمتي الإسكان وارتفاع تكاليف المعيشة.


2- ما علاقة الاستقالة بجائحة كورونا؟

وأدت جائحة كورونا السنوات الماضية إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية في كندا، التي وعد ترودو بتحسينها، ولم يشعر الكنديون بأن برامج الدعم التي أطلقتها الحكومة كافية لمعالجة الضرر الاقتصادي.

لذلك، اتهم الكنديون حكومة ترودو بسوء إدارة أزمة الجائحة. وعام 2022، انطلقت احتجاجات سائقي الشاحنات الذين تأثر عملهم بشدة بالقيود التي فرضتها الحكومة للحد من انتشار الفيروس، ورد مجلس العموم الكندي بإقرار قانون الطوارئ.

وأثار تفعيل قانون الطوارئ انقسام الكنديين، فبعضهم رأى ترودو بصورة “المستبد”، لا سيما أن القانون لم يفعل من قبل بحالة السلم سوى مرة واحدة عام 1970.

3- ما الانتقادات التي واجهها؟

كذلك، اتهم الكنديون رئيس الوزراء المستقيل بـ”الأنانية وتغليب مصلحته الشخصية على مصلحة الوطن”، في أعقاب الانتخابات المبكرة عام 2021 التي دعا إليها لتعزيز الأغلبية البرلمانية وإضعاف المعارضة، وهو ما لم يتكلل بالنجاح المأمول، إذ حصل على حكومة أقلية برلمانية.

وعام 2019، انتقد الكنديون ترودو لتدخله بالقضاء، بعد تدخله لتخفيف العقوبات عن شركة البناء “إس إن سي -لافالين” بالضغط على وزيرة العدل السابقة، وذلك ما نفاه رئيس الوزراء لاحقا.


4- ما دور الولايات المتحدة؟

رغم أن الولايات المتحدة لا تؤثر بشكل مباشر على كندا، فإن السياسات الاقتصادية الأميركية تترك ظلالها على أوتاوا، لا سيما مع ارتباط البلدين باتفاقيات التجارة.

ومع عودة ترامب إلى الرئاسة الأميركية، اتُهم ترودو بتبنّي “حيل سياسية مكلفة”، بدلا من مواجهة الرئيس الأميركي مباشرة، الذي يعتزم رفع الرسوم الجمركية على الواردات الكندية إلى 25%.
إعلان

وخلال نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول الماضيين، أجرت حكومته مفاوضات مضنية لتجنب حرب تجارية مع الولايات المتحدة، غير أن الاجتماعات، ومن بينها اجتماع ترودو مع ترامب في منتجع مارالاغو، لم تسفر عن نتائج ملموسة، مما زاد من الإحباط العام.


5- كيف أثرت الانتخابات المقبلة؟

ومع اقتراب موعد الانتخابات الفدرالية المقررة في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، يرى الحزب الليبرالي أن ترودو شكل عبئا عليه وقلل من فرصه بالفوز.

ويعتقد الليبراليون أن بقاء ترودو كان سيؤدي لتراجع الحزب أمام المحافظين. كما لن يتيح المجال لتحضير قائد جديد قبل المعركة الانتخابية أو تجديد صورة الحزب. وذلك ما دفع ترودو للقول في خطاب الاستقالة “هذا البلد يستحق خيارا حقيقيا في الانتخابات المقبلة، لقد أصبح واضحا لي أنه إذا كان علي أن أخوص معارك داخلية لا يمكنني أن أكون رئيسا للحكومة”.

مقالات مشابهة

  • المغرب يعتمد مقاربة جديدة توفر 20% من الطاقة وتخلق 100 ألف فرصة عمل بحلول 2030
  • كيف تشكل الطائرات بدون طيار التي تعمل بالذكاء الاصطناعي مستقبل الحرب؟
  • السيد خامنئي: على الأجهزة الإعلامية تحطيم التضليل الإعلامي للعدو الأمريكي
  • رئيس الوزراء العراقي: موقفنا ثابت بإدانة الحرب الإسرائيلية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني
  • بيان لسفيرة الولايات المتحدة: الطرفان المتحاربان يتحملان مسؤولية أعمال العنف والمعاناة التي تشهدها السودان ويفتقران إلى الشرعية لحكم السودان
  • بعد دعوة ماكرون الأوكرانيين للتنازل عن أراضيهم.. هل تتغير مواقف فرنسا في النزاعات الدولية؟
  • لماذا استقال ترودو من الحزب الليبرالي الكندي؟
  • لقاء فرحان السنيورة وسلام والحريري: لا أسماء بل مقاربة للمرحلة
  • مليشيا الحوثي تمارس التضليل الإعلامي للتنصل من انتهاكاتها بحق الأطفال
  • كوبا وثائق فوتوغرافية.. سفر ضوئي يكشف واقع حياة الناس وثقافة المكان