أكذوبة قطع رؤوسَ الأطفال واغتصاب النساء.. هل تمنع الهجرة إلى فلسطين؟
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
ما إنْ أفاقَ "رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو"، من الغيبوبة التي ضربتْه ومساعديه وقادة جيشه لساعات، بفعل صدمة "طوفان الأقصى"، والهزيمة غير المسبوقة التي تلقَّاها، وكيانه.. سارعَ إلى شيطنة حركة حماس، ووصمها بالداعشيّة.. زاعمًا، كذبًا وزورًا وبهتانًا، أنّ مقاتلِيها، "قطعوا رؤوسَ الأطفال واغتصبوا النساء" بمستوطنات غِلاف غزة.
لماذا يستهدف الكيانُ الصهيوني ومن ورائه بايدن، شيطنةَ حماس، وجعلها شبيهًا لـ "داعش" المقترنة بالتوحّش، والقتل والتعطّش للدماء، واغتصاب النساء؟. ما التداعياتُ المحتملة للترويج لداعشيَّة حماس على هجرة يهود العالم إلى أرض فلسطينَ المغتصبة؟. الاحتلال الإسرائيلي، قامَ بإخلاء 300 ألف مستوطن من مُدن غِلاف غزّة، وشمال إسرائيل على وقع "طوفان الأقصى" والاشتباكات اليوميَة مع حزب الله اللبنانيّ.. بما قد يدفعُهم للمغادرة بلا عودة، للنّجاة بحياتهم ورقاب أطفالهم ونسائِهم من الاغتصاب!.
الأخطرُ على "الكيان الصهيوني"، أنَّ هذه الحملة الإعلاميّة الجبّارة لشيطنة ودعْشنة حماس، تُظهِر هشاشته، أمام "يهود العالم"- المُفترض ترغيبهم في الهجرة إليه- إذ إنه صار هدفًا سهلًا لهجمات حماس على غرار "الطوفان". هذه الصورة الداعشيّة لحماس، لابدّ أن تلقي بظلالها على مهمَّة "الوكالة اليهوديّة" الناشطة حول العالم لتهجير اليهود إلى إسرائيل، وتعوق دورَها في ترغيبهم في العيش على أرض فلسطين؛ باعتبارها أرضَ الميعاد. ذلك أنَّ سؤالًا يطرح نفسَه على هؤلاء المُستهدَفين بالهجرة إلى هذا الكيان.. ما الذي يدفع "اليهودي" منهم، للانتقال إلى إسرائيل والعيش فيها.. هل ليكونَ صيدًا سهلًا لحماس وممارساتها الداعشيّة؟. بعبارةٍ أخرى.. لماذا يهاجر اليهودي إلى بلد تُقطع فيه رؤوسُ أطفاله، وتغتصب نساؤه، وتُسبى؟.
الحشد الأميركي والأوروبي لتصفية القضية الفلسطينيةلقد حشرَ "نتنياهو"، نفسَه في الزاوية، بهذه الدعاية السوداء ضد "حماس"، وليس أمامه سوى إبادتها وشطبها من الوجود، لاستعادة يهود الداخل الشعورَ بالأمان، وعدم المغادرة.. وكذلك توفير الثقة ليهود العالم في الكيان. لكن، هل يستطيع جيش الاحتلال التخلّص من حماس بإبادتها؟.. غالبًا لن ينجح في هذا.
لقد استهدفت دولة الاحتلال الإسرائيلي بهذه الأكذوبة، (قطع رؤوس الأطفال، اغتصاب النساء)، تجييشَ العالم كله إلى جانبها، ضد "حماس"، بتنصيبها رمزًا إرهابيًا على شاكلة داعش، للحرب عليها، وإبادتها، وتجريدها من حقّها المشروع، (وَفقًا للقانون الدولي)، في مقاومة الاحتلال. واستغلال هذا الاصطفاف الغربي، لتصفية القضية الفلسطينية، بإحياء خطط و"أحلام اليقظة" التي تراود الكيان بتهجير سُكان غزة، والضفة الغربية إلى مصر، والأردن، استعانة بالنفوذ الأميركي في المنطقة، وهو ما قُوبل بالرفض مصريًا وأردنيًا، واعتصام الفلسطينيين بأرضهم وقضيتهم وعدم مغادرتها. إسرائيل نجحت في ترويج أكاذيبها إعلاميًا، وحازت تعاطفًا ودعمًا لها.. فقد انتفض الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، لنجدتها، بمختلف أنواع الأسلحة، وحاملات الطائرات والقطع البحرية، والدعم المعنوي والإعلامي وإدانة حماس.
انهيار معنويات الجنودهذا كله، لا يعني تحقيق إسرائيل هدفَ تصفية حماس، فـ "الكيان" لا يزال مرتبكًا، فاقدَ الاتزان، والجيش يعاني من انهيار معنويات جنوده، بعدما عاشوه من أهوال "طوفان الأقصى"، وتداعياته.. معنويات الجنود هذه ليس من السهل استعادتُها بين يوم وليلة.. بل تستغرق زمنًا طويلًا.. يؤكد ذلك، التردد في التحرك بريًا نحو قطاع غزة. كما أنَّ الدعم العسكري الأميركي والغربي، لا يعني حتمية انتصار "إسرائيل" على حماس، والتي فشلت في التغلّب بريًا على حزب الله (2006)، وعلى حماس (2008، و2014).. الجيوش غالبًا لا تستطيع حسمَ حروبها مع الحركات والتنظيمات المسلّحة. لعلنا نتذكر هذا الانسحاب المُهين للقوات الأميركية والبريطانية من "أفغانستان" (أغسطس/ آب 2021)، بعد احتلال دام 20 عامًا، وعودة حركة طالبان (المقاومة) إلى الحُكم. هذا المشهد تَكرارٌ لهزيمة أميركا في فيتنام ( 1965- 1973)، وانسحابها بعد خَسارتها 57 ألف جندي على يد المقاومة الفيتنامية. من المفارقات، أنَّ السفارة الأميركية في بيروت، أحيت (الإثنين) ذكرى مرور 40 عامًا على الهجوم الانتحاريّ الذي طالَ مقرّ مشاة جنود البحرية الأميركية (المارينز) في بيروت، وأسفرَ عن مقتل 241 جنديًا، ولحقَ بهم- بعد دقائق، وعلى مقربة منهم- 58 جنديًا فرنسيًا قُتلوا في هجوم مشابه على قوّة فرنسية عسكرية، ما دفعهم إلى الرحيل فرارًا من لبنان وقتها.
باراك.. وحماس في أحلام الناس وعقولهم وقلوبهمالقضاء على حركة حماس، غير ممكن.. حتى لو أعاد "الجيش الإسرائيلي"، اجتياح أو احتلال غزة- (ربما يكون مستبعدًا) – ونجح (لا قدر الله) في تصفية بعض القادة والمُقاتلين، وضرب مقدرات حماس القتالية. حماس "فكرة"، شأن حركات المقاومة والنضال من أجل قضية وعقيدة. يكفي أن نسوق شهادة شاهدٍ من أهلها، هو رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك الذي قال في تصريحات صحفية: إنَّه "لا يمكن القضاء على حماس بشكل كامل، فهي حركة أيديولوجية، موجودة في أحلام الناس وقلوبهم وعقولهم". يستطيع الجيش الإسرائيلي أن يقصف غزة جوًا، ويرتكب المجازر والمحارق قتلًا للأطفال والنساء والشيوخ.. لكن هذا ليس نصرًا، ولا هو قتال، ولن يهزم حماس.. ولن يقنع اليهود بالهجرة إلى الأراضي المحتلة.. كما، لن يمنع اليهود من الهجرة العكسية.
نسأل الله الثبات والنصر لأهلنا في غزة، والرحمة للشهداء والشفاء للجرحى.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+
تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ة حماس
إقرأ أيضاً:
بعد اعتقال إسرائيل لنائبتين بريطانيتين.. هل يخشى الاحتلال كشف جرائمه في فلسطين؟| خبير يعلق
أثارت واقعة احتجاز إسرائيل لنائبتين بريطانيتين، حالة من الجدل وراء دوافع هذا الفعل، وسط تأكيدات أن القضية الفلسطينية السبب في لجوء الاحتلال لذلك.
وتعليقا على ذلك، أكد الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي إن احتجاز وترحيل عضوتين في البرلمان البريطاني واللتين تتمتعان بحصانة برلمانية، يمثل انتهاكًا محتملًا للأعراف الدبلوماسية والقانون الدولي.
وقال أستاذ القانون الدولي، في تصريحات خاصة لصدى البلد: على الرغم من أن الدول تحتفظ بحقها في مراقبة حدودها ومنع دخول أفراد يشكلون تهديدًا لأمنها القومي، إلا أن هذا الحق لا يمكن أن يُستخدم بشكل تعسفي لمنع مراقبين دوليين، بمن فيهم أعضاء برلمان، من القيام بواجبهم في تقصي الحقائق وتقييم الأوضاع الإنسانية وحقوق الإنسان في مناطق النزاع.
إدعاءات إسرائيلية فضفاضةوأضاف: علاوة على ذلك، فإن الادعاءات الإسرائيلية بأن النائبتين كانتا تخططان "لتوثيق أنشطة قوات الأمن ونشر الكراهية ضد إسرائيل" تبدو فضفاضة وغير مدعومة بأدلة واضحة، فإن مجرد نية النواب تفقد الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والإطلاع على تأثير ممارسات قوات الأمن الإسرائيلية على السكان المدنيين لا يمكن اعتباره سببًا مشروعًا لمنع دخولهما وترحيلهما.
وأكد أنه على العكس من ذلك، فإن الشفافية والسماح للمراقبين الدوليين بالوصول إلى مناطق النزاع يعتبر أمرًا ضروريًا لضمان مساءلة الأطراف المتنازعة عن أفعالها والتحقق من احترامها للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
انتهاكات إسرائيلية جسيمة للقانون الدوليوأشار الدكتور أيمن سلامة، إلى أن الخشية من فضح "انتهاكات إسرائيل الجسيمة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية" تبدو دافعًا محتملًا وراء هذا الإجراء.. فقد وثقت العديد من المنظمات الدولية وهيئات الأمم المتحدة بشكل مستمر وقوع انتهاكات لحقوق الإنسان وجرائم حرب محتملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتابع: إن منع وصول شهود عيان ومراقبين دوليين، بمن فيهم أعضاء برلمان منتخبون، يثير شبهات قوية حول سعي إسرائيل لإخفاء الحقائق والتملص من مسؤولياتها القانونية الدولية.
واختمم أستاذ القانون الدولي، إن احتجاز وترحيل النائبتين البريطانيتين يمثل سابقة خطيرة وتصعيدًا مقلقًا في تعامل إسرائيل مع المراقبين الدوليين. فهذا الإجراء يقوض مبادئ حرية التنقل وحق المجتمع الدولي في معرفة حقيقة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتابع: ومن الضروري أن يدين المجتمع الدولي بشدة هذا التصرف وأن يطالب إسرائيل باحترام القانون الدولي والسماح للمراقبين الدوليين، بمن فيهم أعضاء البرلمان والصحفيون والعاملون في المجال الإنساني، بالوصول غير المقيد إلى غزة والضفة الغربية لضمان الشفافية والمساءلة وحماية حقوق الإنسان.. فإن محاولة إخفاء الحقائق لن تخدم السلام ولن تحمي إسرائيل من المساءلة عن أفعالها.