أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن الجامعة العربية ترفض التهجير القسري لأهل غزة، مشددا على أن الفلسطينيين والعرب لن يعيشوا نكبة ثانية.

وقال أبو الغيط، في كلمته أمام مجلس الأمن في نيويورك لمناقشة الوضع في غزة، مساء /الثلاثاء/، :"نرجو أن يفهم العالم عبر هذا المجلس مغزى هذا التأكيد"، مشددا على أن وقف الحرب الإسرائيلية على السكان المدنيين في غزة بشكل فوري هو السبيل الوحيد للحيلولة دون وقوع كارثة إنسانية كبرى.

وأضاف أبو الغيط، في كلمته التي وزعتها الجامعة العربية، "وقف الحرب مسئولية مجلس الأمن كضامن للأمن والسلم الدولي، فهي حرب نراها بلا استراتيجية سوى الانتقام الأعمى، وبلا أفقٍ زمني معلوم".

وتابع أبو الغيط:"نستغرب ممن يتمسكون بما يسمونه حق الدفاع عن النفس كمسوغ لارتكاب أبشع الجرائم، ونستغرب أكثر ممن يقبلون أن تُخاض الحرب خارج قانون الحرب، وبلا خطوط حمراء".

وأضاف "أذكر الجميع بأن الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي لم يبدأ يوم 7 أكتوبر الجاري، والقضية الفلسطينية ليست ولن تكون احدى تفريعات الحرب على الإرهاب".

وأكد أن الانحياز إلى الجانب الصحيح من التاريخ يقتضي الوقوف إلى جوار الحق الفلسطيني و الشعب الفلسطيني، وليس مساندة قوة الاحتلال.

وقال أبو الغيط "الحقيقة أننا نعتبر أن مصداقية مجلس الأمن على المحك"، مؤكدا أن ما يجري اليوم في غزة من حرب انتقامية لا هدف لها سوى إنزال العقاب الجماعي بملايين البشر دون جريمة واضحة اقترفوها سوي انهم يسكنون قطاع غزة، هو انتهاك للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني اللذين يشكلان عماد التنظيم الدولي، وركيزته الأساسية التي يشرف مجلس الأمن على شق الأمن والسلم فيه.

وأضاف" أن الجامعة العربية اعتمدت في 11 أكتوبر الجاري موقفا واضحا إزاء ما جرى من أحداث في إسرائيل وقطاع غزة، وأدانت بشكل لا يقبل اللبس استهداف وقتل المدنيين من الجانبين، وهو الموقف الذي رحب به كافة أعضاء الأسرة الدولية، ونأمل أن يتذكر الجميع أن ذلك الموقف إنما اعتمد عن قناعة بضرورة احترام القانون الدولي الإنساني من جميع الأطراف".

وتابع أبو الغيط:"وفي المقابل فإن أحد مبادئ القانون الإنساني الدولي يتعلق بالتمييز بين المقاتل حامل السلاح والمدني"، منبها إلى أن هذا المبدأ ينتهك كل ساعة وكل دقيقة من جانب اسرائيل في قطاع غزة خلال الأسبوعين الماضيين، مع أنه المبدأ الضامن لكي لا تتزلق البشرية مجدداً إلى درك البربرية والتوحش الذي شهدته الحروب السابقة على اعتماد اتفاقيات جنيف.

وشدد أبو الغيط، على أن وقف الحرب الإسرائيلية على السكان المدنيين في غرة بشكل فوري هو السبيل الوحيد للحيلولة دون وقوع كارثة إنسانية كبرى ومذبحة لن يسامح العالم نفسه إن وقف متفرجاً وهي تجري تحت بصره، مؤكدا أن هذه حرب مسعورة تسقط كل يوم مئات القتلى من المدنيين الأبرياء، ووقفها هو مسئولية هذا المجلس كضامن للأمن والسلم الدولي" فهي حرب نراها بلا استراتيجية حقيقية سوى الانتقام الأعمى، وبلا أفق زمني معلوم.

وتابع أبو الغيط:"الحقيقة أننا نستغرب ممن يتمسكون بما يسمونه حق الدفاع عن النفس، كمسوغ لارتكاب أبشع الجرائم، ونستغرب أكثر ممن يقبلون أن تخاض حرب خارج نطاق القانون الإنساني الدولي، أي قانون الحرب، وبلا أي خطوط حمراء ".

وقال أبو الغيط "إننا نرى أمامنا مخططاً يجري تنفيذه كل يوم لعقاب أهل غزة بالجملة ومن دون تمييز، عبر قصف بيوتهم وتجويعهم وحرمانهم من أبسط سبل البقاء على قيد الحياة، من غذاء وماء وعلاج".

وأضاف "نتابع جميعًا، وبقلق كبير، مواصلة قوات الاحتلال دفع أهالي القطاع إلى ترك بيوتهم، وتهجيرهم قسريًا من شمال غرة إلى جنوبها، وكأن الهدف هو صناعة كارثة إنسانية سواء داخل القطاع أو على حدوده مع مصر، بما يفتح الباب أمام سيناريو التهجير الثاني لأهل غزة، وجلهم من اللاجئين أصلا".

وأكد أبو الغيط، أن الجامعة العربية ترفض التهجير القسري ليس فقط باعتباره جريمة منصوص عليها في المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة، وإنما بوصفه استراتيجية ممنهجة تسعى إسرائيل إلى تطبيقها لتصفية القضية الفلسطينية.

وشدد أبو الغيط، على أنه مع ثقته الكاملة في تنبه الشعب الفلسطيني الى هذا الخطر المحدق بقضيته، وفي تنبه الدول العربية المحيطة لخطورة الأمر، فإنه من المعيب على العالم أن يسمح لمسؤولي أي دولة بترديد مثل هذه الترهات التي لن تتحقق على أرض الواقع وانما ستريد الجميع غضباً ومرارة وعنفا، مؤكدا أن الفلسطينيين والعرب لن يعيشوا نكبة ثانية "ونرجو أن يفهم العالم عبر هذا المجلس مغزي هذا التأكيد".

كما أكد أبو الغيط، أن الأولوية العاجلة اليوم هي لخلق آلية مستمرة لإدخال المساعدات من مصر إلى غزة عبر معبر رفح، وخلق خط إمداد متصل لنقل الاحتياجات الإنسانية إلى داخل القطاع إلى حين استعادة الهدوء، منبها إلى أن الشاحنات التي تم إدخالها في الأيام الأخيرة تمثل قطرة في بحر احتياجات السكان الذين كانوا يعيشون على مائة شاحنة محملة بالحاجات الضرورية من غذاء ودواء يوميا.

وتابع أبو الغيط:"أذكر مجلس الأمن بأن الصراع الفلسطيني -الإسرائيلي لم يبدأ يوم 7 أكتوبر الجاري، والقضية الفلسطينية ليست ولن تكون إحدى تفريعات الحرب على الإرهاب".

وأضاف " لقد حذرنا وحذر غيرنا كثيرا من أن الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة- كافة الأراضي المحتلة سواء في غزة أو الضفة الغربية أو القدس الشرقية، حيث يعيش الفلسطينيون تحت نظام احتلال عسكري يقوم على التفرقة العنصرية، هو وضع غير قابل للاستمرار".

ونبه أبو الغيط، إلى أن عمليات العنف لن تولد سوى المزيد من العنف والرغبة في الانتقام، مؤكدا أنه قد آن الأوان لمعالجة السبب الجذري لموجات العنف المتبادلة، مشددا على أن إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 كفيل بتحقيق الأمن للجميع.

وأكد أن الوقوف إلى جوار الجانب الصحيح من التاريخ يتمثل في الوقوف إلى جوار الحق الفلسطيني والشعب الفلسطيني، وليس الوقوف الى جانب قوة الاحتلال، وأنه ليست هناك صيغة أخرى تحفظ الكرامة والحرية للشعب الفلسطيني، والأمن للإسرائيليين، سوى حل الدولتين.

واختتم أبو الغيط كلمته بالقول:" أرجو أن تدفعنا الأحداث الحالية للتفكير في المستقبل وفي الأجيال القادمة من دون أن نكرر أخطاء الماضي".

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الجامعة العربية أبو الغيط فلسطينيون الجامعة العربیة مجلس الأمن مؤکدا أن فی غزة على أن

إقرأ أيضاً:

لندن: خروج مئات الآلاف في مظاهرة ضد التهجير القسري لأهالي غزة

الثورة نت/..

خرج مئات الآلاف إلى شوارع لندن اليوم تضامنا مع الشعب الفلسطيني، واحتجاجا على محاولات الولايات المتحدة و”إسرائيل” تهجير سكان غزة قسريًا.

وشهدت “المسيرة الوطنية من أجل فلسطين”، التي نظمتها مجموعة من منظمات حقوق الإنسان، تحرك المتظاهرين من وايتهول إلى السفارة الأمريكية، موجهين رسالة واضحة برفض ما يصفه كثيرون بحملة تطهير عرقي ممنهجة.

ومسيرة اليوم المؤيدة لفلسطين هي الرابعة والعشرون في المملكة المتحدة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023.
ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية ورددوا هتافات تطالب بإنهاء الإبادة الجماعية في غزة، متحدّين البرد القارس ليؤكدوا دعمهم الثابت لحقوق الفلسطينيين. وضمت المسيرة عائلات ونشطاء وطلابًا وزعماء دينيين، وكانت واحدة من أكبر التظاهرات في الأشهر الأخيرة، ما يعكس تنامي الغضب العالمي تجاه العدوان الإسرائيلي المستمر والتواطؤ الغربي.

وعلّق زاهر بيراوي، رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، على الأحداث الأخيرة قائلا: “يجب على العالم اتخاذ موقف واضح لا لبس فيه ضد هذه الجرائم، ورفض أي محاولة لمحو الشعب الفلسطيني. لقد أثبت الفلسطينيون مرارًا قدرتهم على الصمود، ولن تغير أي مناورات سياسية حقهم المشروع في أرضهم”.
وألقى فارس عامر، متحدثًا باسم المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، خطابًا رفض فيه التدخل الأمريكي في غزة، قائلًا: “يعتقد دونالد ترامب البلطجي أنه يستطيع دخول غزة وأخذها كأنها حق مكتسب له. لمدة 15 شهرًا، حاول الصهاينة الاستيلاء على غزة، وحاولوا كسر الروح الفلسطينية، وفشلوا فشلًا ذريعًا، وسيفشل ترامب أيضًا. غزة ليست ملكا لترامب، وليست ملكا لنتنياهو. في الحقيقة، كل شبر من فلسطين ملك للفلسطينيين”.

وكانت إحدى الرسائل الأساسية في التظاهرة التأكيد على أهمية استمرار التعبئة الشعبية. وأوضح المنظمون أن المظاهرات الجماهيرية تلعب دورًا حيويًا في الضغط على الحكومات لتغيير مواقفها والالتزام بالقانون الدولي.

وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • تحالف منظمات حقوقية عربية وإفريقية يرفض «التهجير القسري» للشعب الفلسطيني
  • نداء إنساني عاجل.. كنائس القدس تدعو لضرورة وقف التهجير القسري لأهل غزة
  • برلماني: صلابة الموقف المصري واصطفاف الدول العربية وراءه يجهض مخطط التهجير
  • لندن: خروج مئات الآلاف في مظاهرة ضد التهجير القسري لأهالي غزة
  • أكثر من 150 ألف يشاركون في مظاهرة لندن ضد التهجير القسري لأهالي غزة
  • القاهرة ترفض التهجير وتطلق وثيقة للتضامن مع الشعب الفلسطيني.. صور
  • مصطفى الكحيلي: تصريحات ترامب بشأن التهجير القسري انتهاكا لحقوق الشعب الفلسطيني
  • سفراء الاتحاد الأوروبي والعرب يؤكدون رفضهم لدعوات تهجير الغزيين
  • سفراء الاتحاد الأوروبي والعرب يؤكدون رفضهم لدعوات التهجير القسري للفلسطينيين
  • بكري: القمة العربية يجب أن تتخذ قرارات قوية.. والعرب يملكون أوراق ضغط